عباس البياتي : التركمان عنصر اساسي في المعادلة السياسية  الجديدة في العراق

 

جنكيز رشيد / بنت الرافدين

التقت عدد من وسائل الاعلامية مع السيد عباس البياتي عضو الجمعية الوطنية والامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق وتحدث السيد البياتي عن الاتحاد الاسلامي وتاريخه وتاسيسه فاشار: شهد العراق في بداية الستينات تو جها اسلاميا نتيجة عمل الحركة الاسلامية وجهود وكتابات اية الله العظمى  المفكر الاسلامي محمد باقر الصدر (اعلى الله مقامه )  ونتيجة لهذا التوجه في الساحة العراقية قد هبت نسيم الصحوة الاسلامية من النجف وكربلاء ومن الجنوب إلى شمال العراق تلقفتها قلوب عراقية تركمانية تفاعلت مع هذه المسائل وبالتالي انسحبت معها ونتيجة لهذا الانسجام وهبوب رياح هذه الصحوة الاسلامية المباركة برز من الوسط التركماني اتجاه اسلامي متنوع يحمل كل ملامح المشروع الاسلامي الناهض ولايختلف عن المشروع الاسلامي في الوسط والجنوب بل يؤكد على وحدة القضية ووحدة الرسالة ووحدة الهدف ، الاتحاد الاسلامي هو ثمرة طيبة مباركة في حالة التوجه الاسلامي لهذا الوعي الاسلامي هذا اولا النقطة الثانية كانت هناك مواقف بطولية لابناء التركمان في مواجهة النظام الصدامي هذا النظام الذي استخدم بحق التركمان الاضطهاد المزدوج الاضطهاد الطائفي بسبب ولائهم لاهل البيت والاضطهاد القومي كونهم يحملون هوية ثانية وهي الهوية القومية التركمانية وتصدى التركمان لهذا الاضطهاد والقمع ولم يستسلموا لطغيان وجبروت النظام البائد مما كشف للقريب والبعيد هذه المواقف البطولية سواء كان في ساحة لمواجهة الساخنة أو في أقبية السجون أو على مفاصل الاعلام ولقد وقعت مناطقنا وابناء شعبنا ثمنا غاليا لايتناسب مع الحجم السكاني لو ناخذ نسبة حسابية رقمية بين شهداء التركمان وبين شهداء العراق وبين نفوس التركمان ونفوس العراق تجد وتائر شهدائنا اكبر بكثير من نسبة سكاننا هذه الوتائر نتيجة إن النظام حاول باعلامه وتعتيمه إن يذبح التركمان بصمت لان القضية البارزة التي كانت تسيطر على الساحة السياسية هي قضيتان هي قضية الشيعة كفئة وشريحه كبيرة وهم الاكثرية المضطهدة والقضية الكردية بسبب هويتها القومية وبين هاتين الشريحتين كان يتم ذبح التركمان بصمت لانه لم يكن هناك من يعبر عنهم ومن يتحدث باسمهم وهذه المواقف البطولية للتركمان في مواجهة النظام والتصدي لطغيانه وجدوته اوجدت حقيقة نضالية

اذاً من البداية كانت لدينا حقيقة ايدلوجية إن هناك توجها اسلاميا في وسط التركمان هذا التوجه الاسلامي له جذور وله تجليات من خلال الاقبال على المساجد وعلى الحسينيات وعلى الفكر الاسلامي وبالالتفاف حول المرجعية وحول العلماء ونشوء مراكز ونشوء كوادر هذه كانت حقيقة ايدلوجية عقائدية إلى جانب هذه كانت هناك حقيقة نضالية بان هذا التوجه الاسلامي اوجد مواقف وشخصيات تصدت للنظام لان هذا النظام تعدى على مقدسات هذا التوجه وعلى عقائد هذا التوجه الاسلامي ولم يكن التركمان ليسكتوا على هكذا تجرؤ من قبل النظام مجرم يريد النيل من مقدسات العراق النقطة الأخرى عندما بدا النظام بحملته المسعورة على احرار العراق  بدات الكوادر التركمانية بالخروج نتيجة الاضطهاد والقمع وهناك واصلت عملها ونشاطاتها في الساحة والمهجر اعلاميا وسياسيا جماهيريا وبرزت الكوادر تحمل حلا المشروع الاسلامي بشكل عام .

بعد احداث 91 والانتفاضة الشعبانية المباركة والتي شارك فيها التركمان بقوة وفاعلية وجدوا بان المعادلة السياسية العراقية ليست فيها رقما واسماً تركمانيا وهناك فراغ كبير في الساحة السياسية العراقية في عنوان اسلامي تركماني وحتى من عنوان تركماني بشكل عام هؤلاء التركمان ضحوا في تسعين وبشير وطوز وتلعفر وقرتبة وداقوق هذه المناطق قدمت فلذات اكبادها عندما جاؤوا إلى المهجر ارادوا عنوانا يجسد تضحياتهم ارادوا عنوانا يعبر عن امالهم وتطلعاتهم ارادوا عنوانا يعبر عن مواقفهم الوطنية الصحيحة وعن دورهم في النضال والتصدي للنظام الديكتاتوري من هنا انبثقت فكرة الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ويعبر عن حقيقة نضالية من هناك تارخ لهذا التوجه هذا التوجه لم يكن وليدة يوم أو يومين وانما هذا التوجه تم تربيته بالدماء الطاهرة وبالدموع الساخنة وبالعرق الغزير والنقطة الثالثة بان الساحة السياسية كانت بحاجة إلى صوت تركماني وطني اسلامي اصيل يستطيع من خلال هذا الصوت إن يعبر رسالة إلى الشعب التركماني حتى يعبئه ضد النظام ويجعل نضاله منسجما مع نضال عموم الشعب العراقي من الجنوب إلى الشمال ووجوده كان ضروريا حتى تتوازن المعادلة السياسية وحتى لاتغيب منه شريحه اسمها التركمان هذه الشريحة التي مضت اكثرمن 1300 سنة في العراق ،

فبرز الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق منذ سنة 1991 كقوة اسلامية سياسية تركمانية وطنية عراقية تحث السير والخطى إلى جانب المعارضة العراقية في التعبير عن امال وتطلعات واهداف شريحة واسعة من الشعب العراقي وهم التركمان .

منذ إن بدا الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق حاول إن يجد انسجاما بين ثلاث حلقات ابتداء الحلقة الاسلامية والحلقة العراقية والحلقة التركمانية كان يربط بين مراكز هذه الدوائر الدائرة الاسلامية باعتبارها الدائرة الايدلوجية الواسعة ويرى بان مافي الاسلام ما قيم ومفاهيم وعطاء وتعليمات يصلح إن يقود الحياة وان يغير مافيه من فساد ثم في الدائرة العراقية يريد ربط التركمان بالعراق مصيرهم ومستقبلهم وواقعهم وحاضرهم بالعراق ربطا وطنيا ويجعلهم جزءا من الحكم الوطني العراقي باعتبارهم ابناء اصلاء ليسوا غرباء وليسوا ضيوف وليسوا جالية ولم ياتوا عبر الحدود في اوقات الغزو والتركمان جاؤوا إلى العراق مع بدايات الفتح الاسلامي سنة 54 للهجرة وبالتالي نمت شجرة التركمان إلى جانب شجرة الاسلام  في العراق ،

ربط التركمان إلى العراق يبعد عنهم الكثير من الشبهات التي تدور في اذهان البعض الذين يتربصون بالتركمان ، من خلال خطابنا الوطني نؤكد إن التركمان ابناء العراق وانهم اخوة للعراقيين النقطة الثانية التركمان شريحة لها هوية ولها مميزات لها خصوصية نابعة عن عادات وتقاليد من وضع اجتماعي وكيان وماشابه ولها مناطق جغرافية اردنا لهذا الاتحاد إن يعبر عن ويدافع عن المصالح العليا لهذه الشريحة وينتصر لها ولقضيتها ويحفظ هويتها ويدعم هذه الهوية من خلال عملها في الوسط التركماني والعراقي والاسلامي شاركنا في جميع فعاليات المعارضة العراقية ابتداء من مؤتمر بيروت سنة 1991 وكنا جزءا من لجنة العمل المشترك وهي أوسع تحالف وتشكيل نشا في المعارضة العراقية من المعارضة الوطنية والاسلامية والكردية والقومية والليبرالية والديمقراطية وكنا نمثل التركمان في لجنة العمل المشترك في امانتها العامة واشتركنا في مؤتمر لندن وقمة صلاح الدين وكنا في لجنة التنسيق واشتركنا في الاجتماعات الاخيرة في صلاح الدين قبل سقوط النظام وكنا في كل ذلك نعبر عن الصوت التركماني الاسلامي الوطني الذي يريد إن يكون إلى جانب الشعب العراقي والى جانب قضاياه من هنا بدا العالم بدات الدول الاقليمية وبدات القوى السياسية العراقية تتعامل شيئا فشيئا على حقيقة اسمها الوجود التركماني في العراق واسمها مظلومية في العراق اسمها حقيقة النضال السياسي لتركمان العراق وذلك بجهود اعلامية سياسية وتنظيمية وجماهيرية للاتحاد الاسلامي وكوادره وبات التركمان عنصراً اساسياً في المعادلة السياسية الجديدة في العراق .

اما الهيكل العام للاتحاد والاتحاد يتكون من امين عام هو عضو في الجمعية الوطنية ومن نائب امين العام هو وزير الاسكان والاعمار ثم مجلس مركزي من 19 عضواً والمجلس المركزي ينبثق عن مكتب سياسي وتنظيمي ومكتب علاقات العامة ومكتب اعلامي بالاضافة إلى المكتب المالي وهذه المكاتب كلها ترتبط بالمجلس المركزي وللاتحاد جريدة اسبوعية تصدر بالغة العربية والتركمانية اسمها الدليل وكذلك الاتحاد الان يعتبر سقوط النظام 9/4 شارك في جميع المؤسسات التي انبثقت بعد 9/4 ابتداءاً من المجلس الوطني وبقية المؤسسات .

  

 س/ماذا عن كركوك وتطبيق المادة 58 وماذا عن اهالي كركوك ؟

البياتي :لايختلف اثنان على إن هناك مشكلة اسمها مشكلة كركوك هذه مشكلة معقدة سياسيا اجتماعية اقتصادية ولاترتبط بفئة أو مجموعة ليست هي مشكلة كردية تركمانية بل هي مشكلة وطنية عراقية وهذه نظرتنا لها والسبب الاول لان هذه المشكلة من المشاكل التي ورثها النظام للعهد الجديد النظام قام بسياسات قام باجراءات قام بسياسات في كركوك تعريب وتخريب وتغيير واقع ديمقراطي وبالتالي أوجد لنا مشاكل من ضمن هذه المشاكل مشكلة اسمها مشكلة كركوك ثانيا إن في كركوك امتدادات لكل ابناء الشعب العراقي هناك امتدادات للعرب وللكرد والتركمان والمسيحين أي عراق مصغر وعليه فان مايجري في كركوك يهم ابن البصرة كما يهم ابن سليمانية يهم ابن كركوك كما يهم ابن ديالى وله امتدادات عشائري وقبلية واجتماعية وقومية ومذهبية النقطة الثانية إن في كركوك نفط وكما تعلمون إن النفط يشكل 97% من ميزانية العراق وعليه هذه الثروة الطبيعية كما نص على ذلك الدستور العراقي ملك لجميع ابناء الشعب بلا استثناء وعليه فلابد من التعاطي مع المشكلة في اطار ضيق كلما تضيق هذا الاطار كلما تتفاعل هذه المشكلة وتؤدي إلى مواقف محلية ومواقف خارجية ليست من مصالح تجربتنا السياسية نريد للتجربة السياسية العراقية إن تمضي وتستمر وتنجح من هنا فاننا مع صيغة ادارية عادلة ومتوازنة يحفظ حقوق الجميع وادوار الجميع وينظر إلى الجميع نظرة متساوية لان الديمقراطية من اهم ملامحها العدالة والمساواة واذا لم تكن هناك عدالة ومساواة لاتوجد ديمقراطية اما النقطة المتعلقة بقانون 58 مادة كانت في قانون ادارة الدولة العراقية الان رحل إلى الفصل السادس في دستورنا الجديد واصبح جزءا من المواد الانتقالية في الدستور نحن نقول إن التطبيق الاسلم والاصلح للمادة 58 تحتاج إلى لجان محايدة لجان تقوم بعملية الاحصاء وتقوم بعملية الاستفتاء وبعملية الاشراف على الاطلاع على راي الناس في كركوك ،

وعليه فان معالجة قضية كركوك لايمكن إن يتم بسرعة ولايمكن إن تتم باجراءات لايطمئن لها الإطراف جميعا نحن نحتاج في كركوك إلى اجراءات ميدانية تطمئن الجميع على إن حسم مشكلة كركوك تسير وفق خارطة طريق يطمئن لها الجميع واذا تجاوزنا هذا الامر فانه سيؤدي إلى مشاكل من خلال حل مشكلة اخرى نحن نريد اجراءات شفافة واجراءات عملية واضحة يطمئن الجميع.

س/ هل انتم متفائلون بحل المشكلة في المرحلة القادمة ؟

البياتي / إن الدستور يلزم الحكومة بالعمل على حل مشكلة كركوك في سقف زمني محدد ولكن هذا السقف الزمني المحدد في ظل الظروف الامنية ولكن هذا السقف الزمني المحدد في ظل الظروف الامنية ووضع هادئ ومستقر ربما كان هذا السقف الزمني صالح للامر ولكن ضمن الوضع الحالي ولانشغالات الحكومة والشعب باولويات حكومية منها الوفاق الوطني ومنها مكافحة الارهاب ومنها مسالة الامن والاستقرار ومنها قضية الامن والخدمات والبنى التحتية اعتقد اننا نحتاج إلى اجراءات لابد إن نعطيها فترة وتستغرق مدة من خلال هذه المدة ومن خلال اشراك جهات ولجان محايدة يطمئن لها الجميع .

نحن متفائلون طالما هناك ارادة وطنية عراقية صادقة وطالما إن العدالة هو الاساس نحن نريد في العراق العدالة وفي كركوك العدالة نريد الوفاق في العراق وفي كركوك وفي كل مجالات حياتنا ان تتغذى بمفهوم العدالة والمساواة وان نلقي رسالة اطمئنان للجميع .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com