عباس البياتي: الأزمة كشفت أن الوحدة الوطنية مازالت راسخة ومتماسكة بين أبناء الشعب العراقي

 

جنكيز رشيد / بنت الرافدين:

التقت قناة الحرة الفضائية بالسيد عباس البياتي عضو الائتلاف العراقي الموحد والامين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق ضمن برنامج بالعراقي والذي شارك معه اللقاء السيد ظافر العاني من جبهة التوافق والشيخ صلاح العبيدي من التيار الصدري  وأشار البياتي حول الأحداث الأخيرة وتفجير قبة الأئمة العسكريين (ع)  قائلا :

لم يحصل هكذا اعتداء سافر على مرقد مطهر لذرية الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) سواء في أثناء الحرب العالمية الأولى او الثانية او فترة النزاعات وما شابه ذلك كانت هذه الأماكن والمراقد ملاذا للخائفين والهاربين من بطش السلطات والنزاعات ولم يتجرا على ذلك غير علي حسن المجيد وأعوان صدام مثل حسين كامل عندما دمر بانتفاضة 91 القبة المطهرة للأمام الحسين (ع) وجرى ماجرى وجرأت الآخرين على أن يقوموا بذلك لان هذه الأماكن مقدسة  لدى كل الطوائف والمذاهب ولدى الإنسانية وبالتالي كانت أزمة من العيار الثقيل جدا ولم تتأخر ردود الفعل ولكن مع الأسف بعض ردود الفعل زادت من الأزمة حدة عندما أعلنت جبهة التوافق مقاطعتها للاجتماع الذي دعى لها رئيس الجمهورية لتطويق الأزمة مما أدى إلى توجيه رسالة خاطئة ، كان المفروض ان ردود الفعل من الجهتين تكون بمستوى واحد وان يكون هناك تنادي لاجتماع مشترك على اكبر مستوى سواء الرسمية منها من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء او الوزراء المعينين او من قبل الكيانات السياسية التي فازت والتي من مختلف الجهات سواء كانت من العلماء ومن الجهات المعنية خاصة في المناطق المختلطة فكانت هناك ردود فعل ولكن هذه ردود الأفعال جاءت متباينة وبالتالي أثقلت المبادرة لان الشعب العراقي هو الذي اتخذ المبادرة هو الذي عبر عن عواطفه بشكل او بآخر أو لانه لم نشهد هكذا اعتداء وبالتالي حتى ان ردود الفعل التي توالت بعد ذلك ارادت ان تلجم هذا الرد الفعل الشعبي على ان لايخرج عن النطاق المسموح والمحدد لها من المرجعية الدينية بادرت مشكورة واصدرت تصريحات وسماحة السيد مقتدى الصدر قطع زيارته وارسل رسالة كل ذلك من اجل توجيه رد الفعل بالقنوات السلمية التي يعبر عنها بأنها لا تستطيع أن تحبس الناس في البيوت وتقول لهم تأوهوا وتأففوا والطموا في بيوتكم على هدم مراقد أئمتكم كما طالب البعض مع الاسف حتى انهم كانوا يلومون المرجعية لماذا اصدرت بيان للخروج بالمظاهرات وان يعبروا بشكل سلمي وبادرت ووجهت رسالة طمأنة أرادت عدم الاعتداء على الجوامع او المساجد الآن الوضع اصبح تحت السيطرة سرعان ما التئم  بالامس في اجتماع كل الأطراف واتفقوا على 24 نقطة أساسية وهي مخارج الازمة و نحن نرى النور في نهاية النفق ونأمل ان الأيام القادمة ان تشهد إعادة الأمور الى طبيعتها

واعتقد ان الازمة كشفت عن جوانب إيجابية ليست عن جوانب سلبية فقط من هذه ان الوحدة الوطنية مازالت هي الأقوى رغم سنين التمييز الطائفي والعنصري لنظام صدام حسين والأحداث التي حصلت بعد 9/4 لازال الشعب العراقي لديه ما يشد بعضه بعضا الآخر سواء كان سنيا او شيعيا عربيا او كرديا تركمانيا مسلما او مسيحيا وإلا الأزمة بهذه الشدة في أي بلد غير العراق لكانت تستمر أسابيع وشهور ولكن الشعب العراقي لازالت خميرته الوطنية قوية ولازال هذا الشعب فيه من الأواصر ما يشد بعضه إلى البعض الآخر وعي وحكمة واتزان القيادات العلمائية والمرجعية والسياسية هذه القيادات سجلت بعض الملاحظات والتحفظات في بعض جوانب رد الفعل ولكن بالنتيجة لم تحاول أن تستغل القضية سياسيا وهذه كل القيادات اجمعوا على ان هذا الخطر الماحق لا يحدق فقط بطائفة او قومية او بمذهب وانما هذا خطر منزلق وحرب أهلية فإذا هذا العدو مهما كانت هويته وشخصيته يريد ان ننزلق جميعا إلى أتون الحرب الأهلية ، أستطيع القول استمرار اللقاءات والظهور الجماعي والذي حصل بالأمس من لقاء جمع كل الأطياف وهذا الاتفاق الذي حصل برعاية السيد رئيس الوزراء والقيادات البارزة وكل ذلك يشير الى ان لدى جميع الأطراف الرغبة في تطويق الأزمة بشكل كامل وذلك من خلال تعاون كل الجهات ومن خلال تعاون القيادات العلمائية البارزة والمرجعيات الدينية  والأمن لابد ان نفعل هذه الإجراءات بالشكل الذي يظهر عل الشعب العراق وعلى حركته وهذه الصلوات المشتركة والمظاهرات المشتركة هذه مظاهر تقوي هذه المناعة لدى الشعب العراقي

نحن الان خرجنا من الأزمة وعمر المختار لديه مقولة مشهورة ( ان الضربة التي لاتقصم ظهرك تقويك ) اذا نحن الآن تعرضنا الى ضربة ولكن الحمد لله أقول إننا خرجنا منه بأقل الخسائر نحن نقول ان حرمة الدم أهم من حرمة المساجد من هنا لابد ان نشدد على حرمة الاقتتال الداخلي وحرمة إهدار الدم العراقي ، 85الف انسان عراقي قتل منذ 9/4 ذهبوا ضحية التفجيرات والاغتيالات وقطع الرؤوس القول إننا خرجنا من الأزمة والزعامات والقوى السياسية مصممة على ضرورة التمسك بعرى الوحدة الوطنية وشعبنا اثبت وعيه ورد الفعل الذي حصل تم تطويقه بشكل مناسب والان هناك تبعات لابد ان نعالجها والجميع خاسرون في هذه المعركة وليس فيها رابح الرابح الوحيد هو الذي يريد الشر بالعراق وبوحدة العراق

طالما شخصنا بان الجميع خاسرون لابد أذن ان نقلل من هذه الخسائر واجتماع الأمس كانت طفرة كبيرة باتجاه حلحلة الأمور والخروج من الأزمة واليوم سنشاهد الانفراج بعد رفع حظر التجوال ومن خلال عودة الشارع الى طبيعته .

ولابد لنا ان نستخلص من الأزمة الدروس والعبر حتى نتلافى الوقوع في أزمات أخرى شبيهة كما ان التكفير والإرهاب لازالوا بين ظهرانينا ونحن لم نتحد كجبهة واحدة في مواجهتها تتكرر الأزمات مسالة طوائف وقوميات هذا جزء من واقعنا الاجتماعي نحن ضد التسيس الطائفي وضد تسييس الهويات

ومسالة حكومة مشاركة وطنية هي طمأنة الجميع على ان من يمثله موجود فهو شريك في السلطة والقرار وهناك خمسة نقط أساسية لابد من أدراجها للخروج من الأزمة الأول الموقف من الإرهاب والثاني لدينا مراكز قوى كلمتها مسموع مرجعياتنا علمائنا لابد ان لا نشكك بمواقفها ونتقيد بها ثالثا عدم استخدام مصطلحات تثير الحساسية  ورابعا الاتهامات ينبغي ان نحترس من الاتهامات في هذه المرحلة خصوصا والنقطة الخامسة المباغلة في الأرقام المساجد والقتلى والمبالغة في هذه المواقع تصب النار على الزيت لابد ان نكون دقيقين في التعامل مع بعض الأرقام وعن بعض الحقائق حتى لاتصل الى الأعلام لما له من دور سيئ وهذه هي المخارج الأساسية للازمة والحمد لله هذا ما اجتمعت في وثيقة إجماع وطني الآن نحتاج أن نهيئ الأرضية من خلال اتصالنا بالمجتمع لتطبيقها .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com