الطالباني: أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع سبع منظمات مسلحة زارتني والتقيت بها

  

بنت الرافدين / بغداد

أكد السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني أن العراق رقم غير قابل للتقسيم مؤكداً بأن "الكرد هم عامل توحيد وليسوا عامل تفريق وأن العرب الشيعة هم أكثرية برلمانية وليس من المنطقي أن يسعوا إلى تقسيم البلاد وإن العرب السنة هم أشد الداعين إلى وحدة العراق". جاء ذلك في لقاء مع عدد من المثقفين العرب والعراقيين الذين شاركوا في مهرجان المدى الثقافي في كردستان العراق يوم 29 – 04 – 2006.

وبشأن تشكيل الحكومة أشار الرئيس طالباني إلى أن التأخير الحاصل سببه عدم الاتفاق داخل الكتل البرلمانية نفسها بشأن مرشحيها مستثنيا من ذلك قائمة التحالف الكردستاني .

وشدد رئيس الجمهورية على وجود تحديات كبيرة أمام الحكومة الجديدة منها معالجة الملف الأمني والخدمات ومحاربة الزرقاويين.

وأضاف أن هنالك اتفاقاً على منح حقيبتي الداخلية والدفاع لشخصيتين مستقلتين يتفق عليهما جميع الأطراف.

كما أعرب الرئيس طالباني عن أسفه لخلو الساحة العراقية من قوى ديمقراطية ليبرالية ممثلة للطوائف والقوميات. وقال "كانت الساحة السياسية العراقية زاخرة بهذه الأحزاب غير أنها للأسف تخلو الآن من قوى ليبرالية".

وكشف رئيس الجمهورية عن أن احد أسباب الوصول إلى حل بشأن تشكيل الحكومة والرئاسات هو تهديد الأمريكيين لأطراف العملية السياسية بالانسحاب من العراق ما لم يحلوا المشاكل بينهم، مؤكدا في الوقت نفسه انه ليست هناك قوة دولية تريد البقاء في العراق أو جهة عراقية ترغب باستمرار بقاء القوات الأجنبية بعد استكمال شروط رحيلها.

وأعرب الرئيس عن اعتقاده ان " تدريب القوات العراقية تدريجياً يؤدي إلى سحب القوات الأجنبية تدريجياً"، مضيفاً "أن معظم القوات الأجنبية المتواجدة في العراق ترغب بالانسحاب من العراق". وأكد أيضاً ضرورة وضع سياسة ناجحة للإسراع في بناء القوات العراقية. وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيدخله في حرب أهلية.

وعبر رئيس الجمهورية عن اعتقاده أن هذا العام سيكون عام المصالحة الوطنية وعام الديمقراطية وعام الأمن والاستقرار، منوها إلى أن العام المقبل سيكون عام بدء الإعمار والبناء.

كما اشار الى أهمية فتح حوار مع المسلحين وضمهم إلى العملية السياسية، قائلاً إن " الزرقاويين أعلنوا حرب إبادة على الشعب العراقي ولكن هناك فئات أخرى ما عدا الصداميين والزرقاويين دخلوا العمل المسلح على أساس إخراج المحتل و"هؤلاء هم الذين نسعى إلى إجراء حوار معهم وضمهم للعملية السياسية". و أضاف الرئيس أن الجانب الأمريكي دخل في مفاوضات مع بعض الجماعات المسلحة بمباركة منه. وقال: " اعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع سبع منظمات مسلحة كانت قد زارتني والتقيت بها"، معتبرا أنه "ما دامت هناك حرية واسعة في العراق للتعبير عن الرأي فلا مبرر للعمل المسلح".

وتحدث الرئيس طالباني عن الاعتداءات التي تعرض لها الشيعة في العراق من عمليات تصفية جسدية وقتل جماعي، مستنكرا في الوقت ذاته حملات الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة في الحكم. وذكر بالحوادث المؤسفة التي طالت شقيقة وشقيق نائب رئيس الجمهورية د. طارق الهاشمي وشقيق الدكتور صالح المطلك رئيس قائمة الحوار الوطني.

ودعا الرئيس طالباني الإعلام العربي و أئمة المساجد ومن وصفهم بوعاظ السلاطين إلى نقل صورة حقيقية عن العراق وعدم اللجوء إلى تشويه الحقائق بذريعة وجود الاحتلال، مطالبا اياهم بعدم تمجيد الإرهاب وتشجيعه عبر وصفه بالمقاومة، مؤكدا حرص العراق على دحر الإرهاب بحزم كبير و دون هوادة.

وبين أن هناك هجوماً غير منصف من قبل الإعلام العربي ضد الشيعة بإطلاقه الاتهامات التي تصفهم بأنهم عملاء لإيران وهي لا تمت للحقيقة بأية صلة لأنهم عراقيون ويفتخرون بعروبتهم.

وتحدث الرئيس طالباني عن الفساد الإداري و المالي في أجهزة الدولة مؤكدا أن من إحدى مهام الحكومة الجديدة التصدي للفساد ومكافحته. وقال إنه "بإمكاننا أن نحول العراق إلى يابان الشرق الأوسط لما يمتلكه من ثروة طبيعية وبشرية". كما أكد أن جميع المرافق الإدارية والخدمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية و التعليمية و التربوية بحاجة ماسة إلى إعادة بناء وفق أسس ديمقراطية وحديثة تنسجم مع تطلعات العراقيين.

وبشأن وجود مخطط لإحلال قوات عربية مكان القوات المتعددة الجنسيات قال الرئيس أن العراقيين لم يتسلموا عرضا عربيا بشأن ذلك موضحا أن "الدول العربية تبخل علينا بإرسال سفير لها فكيف يوافقون على إرسال قوات إلى العراق؟".

وعن العلاقة العراقية السورية قال فخامته: "يؤلمني أن يكون المصدر الأساسي لدعم المسلحين في العراق هو سوريا" وحذر أن آفة الإرهاب بدأت تشمل دولا في العالم العربي كالأردن ومصر.

وعن الحشود التركية على الحدود مع العراق جدد الرئيس معارضته لأي تدخل خارجي في الشؤون العراقية، موضحا أن اتفاقات نظام صدام مع الدول الجارة التي تجيز لها الدخول إلى الأراضي العراقية أصبحت ملغية. كما كشف أن احد محاور زيارة رامسفيلد و رايس كان التأكيد على رفض الإدارة الأمريكية لأي تدخل في الشأن الداخلي العراقي واعتبار حدود العراق خطا احمر لا يمكن لأية دولة تجاوزها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com