المالكي: سر نجاحنا وقوة موقفنا تستند الى تاريخنا الجهادي في مواجهة الدكتاتورية

 

سارة الطائي / بنت الرافدين

وصل رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي صباح اليوم الاثنين يرافقه وفد حكومي ضم السادة الدكتور حسين الشهرستاني وزير النفط وصفاء الدين الصافي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ورافع العيساوي وزير الدولة لشؤون الخارجية وفوزي حريري وزير الصناعة والسيد ياسين مجيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، وجرى في مطار اربيل الدولي استقبال رسمي كبير يتقدمه السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان و نائب رئيس الاقليم كوسرت رسول علي ورئيس حكومة كردستان نيجرفان برزاني ونائب الرئيس عمر فتاح وعدد كبير من الوزراء والمسوؤلين في حكومة الاقليم ورئيس الديوان.

وبعد استراحة قصيرة في مبنى رئاسة الحكومة توجه السيد رئيس الوزراء والوفد المرافق له الى المجلس الوطني لكردستان العراق حيث استقبل سيادته بحفاوة كبيرة من السادة رئيس واعضاء المجلس الوطني.

والقاء السيد رئيس الوزراء كلمة امام المجلس الوطني الكردستاني في ماياتي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس المجلس الوطني لاقليم كردستان العراق المحترم

السيدات والسادة اعضاء المجلس المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احييكم واحي مجلسكم المحترم وانها فرصة طيبة ان اشارككم جلسات مجلسكم بعد النجاحات التي تحققت في توحيد الادارتين وتهياة اجواء العمل القائم على اسس قانونية واضحة لاطلاق عملية بناء الاقليم على قاعدة بناء العراق الديمقراطي الاتحادي ، ليسعد العراقيون جميعا في ظل القيادات التي ورثت ركام الدكتاتورية واجواء القمع والتخريب.

ايها السادة اعضاء المجلس.

لقد كانت التحديات التي واجهتنا كبيرة والمخاطر جسيمة واستلمنا البلد تتنازعه حزموة من المشاكل الموروثة والمستجدة وكان رهاننا على ارادة شعبنا وقواه السياسية التي ناظلت الدكتاتورية، وراهن اعداء المسيرة السياسية في العراق الجديد على تفجير الحقد الاحتقانات التي خلفتها سياسات التميز القومي والعنصري والطائفي.

رهان اعدائنا قبلهم حكومة البعث الصدامي على زرع بذور الفتنة الدائمة لتظل سلاح بايدهم لاضعاف وحدة الشعب العراقي . واعادته الى المربع الاول متى شاؤوا. لذلك حينما هزم النظام البائد توجه فلوله فورا نحو تفجير القنابل الموقوته التي زرعها في جسد الوطن.

لقد حققنا نجاحات واسعة ومتعددة في الساحات التي شهدت الحرائق والتحديات وتمكننا تحقيق النظام السياسي الذي يقوم على اساس دولة الضوابط والتعهدات، دولة الدستور والقانون والالتزامات، دولة الشراكة الحقيقية التي تذهب معها كل معالم القهر والالم وتقسيم الشعب الى درجات ومستويات وحقوق متباينة. وعاد العراقيون اليوم سواسية امام القانون وامام الحقوق والواجبات، ولا فضل على احد على احد الا بمقدار مايقدم شعبهم ووطنهم من عطاءات الخير والفضل وعوامل الاستقرار وتقديم الخدمات.

وراهنوا على تمزيق وحدة العراق وانتصرنا بحماية هذه الوحدة كتثبيتها لفتح افاق تجمع اركان الدولة الاتحادية على قاعدة توزيع الصلاحيات لتخفيف المركزية الحديدة التي صادرة الارادات ومنعت التطوير وتنمية القدرات واعمار المناطق والاقاليم والمحافظات، ولم نغفل ضرورة حماية وحدة العراق وسلامته والعمل على تقوية بنيته واعاته الى دوره الاقليمي والدولي.

وراهنوا على عجز القيادات الجديدة في لم الشمل واطلاق عملية بناء الدولة المأزومة بجملة تحديات ضخمة ولكن ارادتنا وتصميمنا عبر مراحل عملية البناء نجحت في اعادة هيكلية الدولة بعد ما انهارت كل مؤسساتها ونجحنا في اطلاق الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان واشراك المرأة في العملية السياسية بعد تغيبها . واصبح بلدنا لاول مرة في تاريخه يشهد اعراس الانتخابات الحقيقة التي كانت محط الاعجاب لانها تحدت كل العقبات الحقيقة والمصطنعة.

ونجحنا في صياغة دستور دائم ومرن للبلاد بعدما قضينا عقود على الدستور المؤقت والصلاحيات المطلقة للحاكم على حساب الشعب الذي اريد له ان يكون محكوما واخيرنا  كانت الضربة لقوى التحدي بنجاحنا في تشكيل برلمان عراقي تحت قبته كل شرائح الشعب وقومياته ومذاهبه وقواه السياسية. لينتج لنا لاول مرة في تاريخ العراق حكومة الوحدة الوطنية التي ترسم صورة التاخي والتساوي في ظل الدستور.

لاول مرة في تاريخنا نملك هذه الحرية في المجالات السياسية والاعلامية والاقتصادية بعد الحرمان والحجر والاسوار الحديدية، ولاول مرة يتنفس العراقيون نسائم هذه الحرية التي صادرها نظام البعث الصدامي.

المشهد العراقي اليوم في واقعه يحقق انتصارات ويسجل هزائم للتحديات وهذه الصورة التي تبعث على الامل يشوبها رائحة الدم والقتل اليومي الذي تمارسه عصابات الارهابيين والتكفيرين والصدامين الذي فقدوا كل امل فاتجهوا نحو الانتقام واثارة الطائفية لتمزيق وحدة العراقيين لتسهيل عملية العودة عبر تخريب الواقع وتدمير البلد.

ايها السيدات والسادة

قدرنا ، ان نهزم الارهابيين والمتمردين على مسيرتنا السياسية التي يتحقق هذا الابوحدة وتماسك ورص الصفوف والوعي الدقيق على الاحداث ومتطلبات ويقف معنا كل الخيرين من العالم المتحضر المعادي للارهاب والجهل والتخلف وتلك فرصتنا الثمينة التي يجب ان نجني ثمارها هذا الموقف الذي رافق كل عملية اسقاط النظام وعملية البناء .

وقدرنا ومستقبلنا يتوقف على دقة التزامنا الدستور وحمايته والاحتكام اليه ليثب لاعدائنا اننا شعب حضاري يحسن الالتزام الاحتكام الى ما اتفق عليه الشعب من وثيقة دستورية، ومهما كانت في عملية الالتزام من ملاحظات هنا وهناك الى ان المحصلة النهائية للشعب الذي يلتزم الدستور والياته هو النجاح في ظل بلد والحمد لله يملك كل مقومات النجاح وقدرنا ايها الاخوة ان نعيش سوية في هذا البلد نحمية من شرور العدوان ونعيش في كنفه احرار سعداء بما وهبنا الله فيه من خيرات وثروات اذا احسنا استخدامها سنكون في طليعة   الدول التي تشهد اروع عمليات الاعمار والخدمات والرفاهالذي طالما حرم منه شعبنا.

وقدرنا ان نطوي صفحات الماضي المؤلم لنتجه نحو الحاضر بخطوات ثابتة لصلاح الواقع وتشيد البنية المتماسكة لذلك فان خطواتنا في هذا الاطار تستند الى ثلاث مسارات يكمل بعضها الاخر، الاول اطلاق الخدمات والاعمار وتنمية الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة ليشعر العراقيون بالفارق بين حكومات دكتاتورية دمرت ووطنية عمرت.

والثاني المصالحة الوطنية رغم عدم وجود عدوات بين المكونات العراقية الا انها ضرورة تفرضها المهام الجسيمة والتحديات الكبرى وهي وسيلة لتشكيل جبهة وطنية متراصة لمواجهة اعداء العراق الجديد واسسه التعددية الديمقراطية الاتحادية، والمسار الثالث ان نبني قوة عسكرية واجهزة امنية بحجم التحدي الارهابي لمواجهة من لا يريد مع العراق الجديد ويعمل على هدم التجربة السياسية واعادة النظام الفاسد على اسس الطائفية العنصرية ونظرية التهميش والحزب الحاكم والطائفة الحاكمة.

ان هذه الافاق حضيت بمزيد من الاهتمام من الكثيرين الذين توقفوا عن المشاركة السياسية وعارضوا العملية، كما حضيت بتقدير الذين يحبون مساعدة العراق على النهوض والنجاح.

مرة اخرى اقول اننا لم ننتهي من تحقيق دعائم الضمان والامان لمسيرتنا السياسية ومزالت التحديات تواجهنا وما يتطلبه الواقع هو ان نتجه بسرعة الى تثبيت اسس الدولة الفدرالية الديمقراطية وتشريع القوانيين الضامنة لستمرارها ونجاحها ، والى الاهتمام بالاقتصاد والخدمات لتحقيق رفاهية الشعب، والى علاقات داخلية وطنية تشيد اركان الجبهة الداخلية وتمتن بنيتها، اضافة الى العلاقات الخارجية مع الدول التي دعمت العراق والتي تحرص على نجاحه ليعود العراق الى محيطه بلدا قويا محترما.

وان تتجه بسرعة لبناء قدراتنا الامنية لاستلام الملفات الامنية والنجاح في ملاحقة الارهاب ومن يقف خلفه.

ان سر نجاحنا وقوة موقفنا تستند الى تاريخنا الجهادي النظالي والى التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا والدماء الغزيرة الارواح الطاهرة التي سفكها الجلادون، الاعتقالات والقمع الاعدامات في السجون واستخدام الاسلحة الكيماوية في حلبجة والاهوار وعمليات الانفال البشعة والمقابر الجماعية المرعبة وضحايا الحروب والمغامرات، هذه كلها تشكل ضمانات للنجاح اولا ومسوؤليات جسيمة في اعناقنا ثانيا.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org