رئيس الجمهورية :  العلم العراقي الذي يقره البرلمان ،علم  معترف به من قبل الجميع

 

 

احمد الهنداوي / بنت الرافدين

تناقلت وسائل إعلام مغرضة، بينها صحف و قنوات تلفزيونية معروفة بمواقفها من الخيار الديمقراطي للعراق الجديد، و تبنيها و دعمها

للإرهابيين و التكفيريين و أيتام الطاغية المنهار صدام حسين و نظامه الاستبدادي، تناقلت بصيغة مشوهة و مجتزأة و مغرضة، القرار الذي

أصدره رئيس إقليم كردستان حول كيفية التعامل مع العلم العراقي، و أي علم يعتمد في الدوائر و المؤسسات الكردستانية.

و بعد أن أجرى السيد رئيس الجمهورية اتصالاً مع الأخ رئيس الإقليم و الأخوة المعنيين و تداول معهم حول هذا الأمر و خلفياته، تبين

لسيادته الحقائق التالية:

اولاً:

إن الإقليم ملتزم بقرار القيادة الكردستانية المتخذ بالإجماع و القاضي برفع العلم العراقي في جميع إرجاء البلاد بما في ذلك كردستان العراق.

ثانيا:

لكن الإشكال الخلافي الذي برز بعد إسقاط نظام البعث الصدامي مباشرة تمثل في أي علم للعراق يعتمد و يرفع. و قد نوقشت هذه القضية في

مجلس الحكم و اقر فيه اعتماد علم جديد لم يؤخذ به.

و هذا يعني قانونياً، أن هناك فراغاً دستورياً حول العلم الرسمي الذي ينفي اعتماده، إذ لم يحدد و لم يقر بعد، و هو ما دفع البرلمان

الكردستاني إلى معالجة هذا الخلل و الفراغ الدستوري بتبني علم الجمهورية العراقية، "جمهورية 14 تموز" لرفعه في إقليم كردستان،

لحين إقرار علم جديد للبلاد وفقاً للدستور العراقي.

و هذا بالضبط، هو مضمون الأمر الرئاسي لإقليم كردستان.

ثالثا:

و خلافاً للمضامين المغرضة للجهات الإعلامية و السياسية التي تناولت هذا الموضوع، فالأمر الرئاسي للإقليم لا علاقة له بإنزال العلم

العراقي، بل العلم الصدامي الملطخ بدماء مئات آلاف العراقيين، في حروبه الداخلية و صراعاته الدموية ضد كل القوى و الأحزاب و المكونات

الوطنية العراقية، و انتهكت باسمه الحرمات، و اقترفت تحته الجرائم الكبرى، بما فيها إبادة عشرات الآلاف من إبطال انتفاضة آذار، و قصفت

مقدسات المسلمين، و منها الأعمال التي سميت بالأنفال التي راح ضحيتها 182 ألف مواطن كردي مسالم لم يسلم منها الرجال و النساء و

الشباب و الشيوخ و الأطفال، دون ذنب أو جناية، و دون حتى محاكمة صورية، دفنوا أحياءا في مقابر جماعية، في صحارى العراق بأمر

الجلاد الطاغية صدام حسين.ذا هو العلم الذي يريدون من الشعب الكردي أن يستظل به، و يرفرف فوق ربوع كردستان الذي لم يسلم أي

جزء فيه من المحن و النكبات و الويلات التي تعرض لها تحت لوائه.

رابعاً:

إن مجرد اختيار علم 14 تموز من قبل البرلمان الكردستاني، إنما هو تأكيد على حرص القيادة الكردستانية بتجاوز الفراغ الدستوري الذي

مثله التلكؤ في إقرار علم جديد وفقاً للدستور، و التصدي لأي تداعيات مغرضة قد تفسر بسوء نية إذا ما جرى الاكتفاء برفض التعامل مع

علم صدام حسين.

و اختيار علم جمهورية 14 تموز جاء لكونه نال رضا الأحزاب المساهمة في جبهة الاتحاد الوطني، الحزب الوطني الديمقراطي، و حزب

الاستقلال، و الحزب الشيوعي العراقي، و حزب البعث العربي الاشتراكي، و الحزب الديمقراطي الكردستاني، و هو ما جعله جديراً باعتماده

من قبل الشعب الكردي، ريثما يتم اختيار علم جديد و هو ما اقره المجلس الوطني الكردستاني.

و لمن لا يعلم، فان هذا العلم مرفوع في المجلس الوطني الكردستاني في اربيل.

خامساً:

لقد أعلنت قيادة الإقليم، على لسان رئيسها الأخ مسعود البارزاني، أن الشعب الكردي سيرفع فوق هاماته علم جمهورية العراق الذي

سيختاره مجلس النواب العراقي.

إن ما سبق يؤكد أن العلم العراقي الرسمي هو مثار خلاف قانوني لم يحل دستورياً بعد.

و في هذا السياق، اعلن رئيس الجمهورية الذي يرفع في مكاتبه العلم العراقي الذي اعتمده الأخوة في الحكومة المركزية. أن العلم العراقي

الذي سيقره البرلمان العراقي وفقاً للدستور، سيصبح علماً مقدساً، مبجلاً، معترفاً به من قبل الجميع، مرفوعاً يرفرف فوق رؤوس

العراقيين، و قمم جبال كردستان الشماء الفواحة بعبق بطولات شهداء العراق الذين ناضلوا ضد الدكتاتورية، و من اجل عراقنا الديمقراطي

الجديد.

إن رئيس الجمهورية في الوقت الذي يوضح فيه الموقف المثار حول هذه القضية، يعرب عن بالغ أسفه و استغرابه الشديدين لما أقدم عليه

البعض من تشويه و تشويش و انتهاز للفرصة و الإسراع بإصدار تصريحات تنطوي على نزعة صدامية عدوانية، و التلويح بالقوة إلى جانب

مواقف أخرى لا تليق بمقام هيئة إسلامية يفترض فيها أن تكون أول المستشهدين بالآية الكريمة التي تأمر المسلمين بالتروي و التأني، إن

جاءهم فاسق بنبأ ليتبينوا كي لا يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.

سادساً: لقد رأى البعض من المغرضين و الذي في قلوبهم مرض، إنها فرصة سانحة للنيل من الشعب الكردي، كما عودتهم دائماً أجهزة

النظام الدكتاتوري و مريدوها و أيتامها، و ذلك بالحديث عن الميول الانفصالية للكرد، و هي كما كانت سابقاتها، لا تستحق و لا تثير إلا

السخرية و الاستهزاء، و هي اعجز من أن تحجب الشمس الساطعة بغربال بعثي صدامي متهرئ.

إن كل عراقي منصف و وطني غيور، بل و كل مراقب موضوعي لما يجري في العراق، لا يمكنه إلا أن يشيد بدور الكرد، و على الأخص،

الحزبين الكبيرين و قائديهما ببذل كل جهد لتوحيد العراقيين، و السعي المخلص لتامين مستلزمات إقامة الوحدة الوطنية العراقية و إدامتها

وصيانتها، و تحقيق المصالحة الوطنية للحيلولة دون تقسيم العراق و تشرذم العراقيين.

لقد بذل الكرد و قيادتهم في مختلف مواقع نشاطهم و تأثيرهم و مسؤولياتهم الجهود الحثيثة و المبادرات المخلصة لإقامة جسور التقارب و

التعاون بين القوى العراقية الفاعلة، و إرساء وحدتها و تعميقها و إشاعة المناخ الايجابي الذي تمخض عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و

الإنقاذ الوطني برئاسة الأخ المالكي، بينما كان البعض ممن يسعون لخلط الأوراق كلما تسنى لهم ذلك، يمجدون الإرهابيين و التكفيريين و

يدعون إلى إعادة الاعتبار للبعث الصدامي، و يثيرون الفتنة الطائفية و يبشرون بالخراب و الدمار للعراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org