نص كلمة رئيس مجلس النواب في جلسة مجلس النوابل للفصل التشريعي الثاني

 

احمد الهنداوي / بنت الرافدين


ايها الاخوة الاعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 على بركة الله نبدأ الفصل التشريعي الثاني لمجلسنا في دورته الخريفية في ظل ظروف قاسية ومريرة يمر بها بلدنا العزيز مما يضعنا امام امتحان صعب يتمثل بكيفية تجاوز التحديات والمعوقات التي تحول دون تحقيق امالنا وطموحاتنا التي قدمنا الكثير من التضحيات من اجلها. وانطلاقا من ايماننا بالله تعالى ثم ايماننا بوطننا واصرارنا على مواجهة التحديات الصعبة التي لم يشهد لها العراق مثيلا على مر تاريخه، وكما قلت في اكثر من مناسبة سابقة واؤكدها اليوم، ان خلاص جميع العراقيين من المشاكل والعقبات والمعاناة الرهيبة التي يمرون بها يوميا بل كل ساعة ولحظة والتي تقف عائقا في طريق تحقيق طموحاتهم يوجب عليهم التكاتف والتراحم والتلاحم والوقوف بحزم امام الارهاب وعمليات القتل الوحشية التي سفكت دماء ابناءنا ورملت نساءنا ويتمت اطفالنا بغير حق ورفض عمليات التهجير وفضح محاولات الاعداء اليائسة لايقاع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي وشق صفهم.

  

ايها الاحبة،

اننا مدعوون لتحكيم وتغليب لغة العقل والمنطق والحوار على لغة العنف والقتل والتعصب، فلمصلحة من تهدر دماء الابرياء وتحز الرقاب وتهجر العوائل الامنة من بيوتها وتنتهك حرمات بيوت الله تعالى وتهان المقدسات؟  ان الدول والمجتمعات الراقية لاتبنى الا عبر القوانين والمؤسسات  الدستورية والقضائية السليمة والقوية.

  ايها الزملاء الاعزاء،

من المهم جدا ان نجد ونجتهد للارتقاء باداءنا الى مستوى المسؤولية والثقة التي منحنا اياها شعبنا العزيز ولاشك ان في مقدمة مسؤولياتنا وكما اكدنا واشرنا في اكثر من مناسبة هي الملف الامني. وفي الوقت الذي لايساورنا ادنى شك بأن الارهابيين والقتلة لن يفلحوا مهما تكبروا تجبروا واوغلوا في القتل.... ينبغي علينا اتخاذ جميع الاسباب المؤدية الى دحرهم والقضاء عليهم وفي مقدمة تلك الاسباب التمسك بوحدتنا واخوتنا ووطنيتنا ومحاربة النعرات الطائفية والعنصرية وعدم مهادنة الارهابيين والقتلة وفضحهم بغض النظر عن انتماءهم او هويتهم. واننا اذ نركز على المشكلة الامنية فذلك لانها العقبة الكؤود في طريق حل ومعالجة جميع الملفات الاخرى وان استمرار انعدام الامن والاستقرار والخدمات سيضعنا في وضع لانحسد عليه امام ابناء شعبنا الذي لن يرحمنا وسيلاحقنا في كل مكان. ومن حق شعبنا ان يتساءل وهو يرتجي الخير فينا مالذي قدمناه له؟ انها امانة كنا قد اقسمنا على شرفٍ تحمل مسؤوليتها واذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلكم راع  وكلكم مسؤول عن رعيته، فعلينا ان نصل الليل بالنهار من اجل تلبية جميع احتياجات شعبنا الجريح في المجالات كافة لاسيما الضرورية منها كالمشتقات النفطية والكهرباء بشتى الوسائل والمطالبة بتوفير البدائل كتوفير ونصب مولدات كهربائية عملاقة اذا ما تعذر الوصول الى حلول دائمة في الوقت الحاضر اضافة الى الاسراع في معالجة وحل الملف الامني اليوم قبل الغد، فالحلول موجودة ايها الاخوة علينا ان نطالب بتنفيذها ونتابع اليات ذلك. واؤكد ان قوتنا في وحدتنا وان مصيرنا واحد كمصير ركاب سفينة واحدة، ولا عاصم للعراقي اليوم الاَ ركوب هذه السفينة التي تمخر بالتقوى ثم بالوطنية الحقة. وعلينا ايها الاخوة ان نسأل ونتساءل عن الاموال الطائلة والمبالغ الهائلة التي صرفت في العراق منذ سقوط النظام البائد الى الان تحت ذريعة اعمار العراق واقامة الحياة الحرة الكريمة للعراقيين وتوفير الخدمات لهم اين ذهبت واين تبخرت، هي اموال طائلة تبني العراق وتجعل منه بلدا متقدما في العالم، يكفي السكوت حياءا من الذين لايستحون من الله ومن الشعب ، ويكفي الصمت على السراق الذين اكلوا اموال الشعب زورا وبهتانا ، ولم يصلحوا شارعا او عمود كهرباء .

  ايها الاخوة الكرام،

 نحن الان في شعبان ويليه الشهر الفضيل رمضان المبارك ونحن نناشد كل العراقيين بحرمة هذه الايام المباركة ان يتوحدوا وان يتراحموا وان يرحم بعضهم بعضا فلا خيار لنا غير هذا الوطن ولا قيمة للانسان الا بأهله وبوطنه  ونعاهدكم بأننا سنكون وسنبقى سندا لكم، هذا واجبنا وهذا ما وعدناكم به خلال فترة الانتخابات ووعد الحر دين واننا من على هذا المنبر، منبر الشعب العراقي الأبي ندعوالجميع لدعم مشروع المصالحة والحوار الوطني لأنه مشروع الخير والسلام والامل والطموح لأننا جميعا حكاما ومحكومين ليس لنا خيار سوى خيار النجاح والا سنواجه السيناريو الاسوأ في تاريخ العراق الحديث نسأل الله ان يجنبنا اياه بفضله ومنه وحوله وقوته. ولنا في صلح الحسن عليه السلام الاسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كما نناشد دول الجوار ان تتق الله في حرمة الجوار وان تساعد العراقيين على التراحم بينهم وليس تمزيق وحدتهم وان وجود عراق قوي هو حماية لهم ولحدودهم  لاسيما واننا نرتبط معهم بروابط عديدة في مقدمتها اخوة الدين والتاريخ والمصير والمستقبل.

 ايها الاخوة ادعو نفسي وادعوكم الى ممارسة اعلى درجات المسؤولية والمهنية والموضوعية في هذا الفصل التشريعي خصوصا وإننا قد اجتزنا مرحلة التأسيس ووضع اللبنات الاولى لعملنا البرلماني الرائد وعلينا ان نحسن البناء على هذا الاساس المتين وفي النهاية اسأل الله تعالى ان يأخذ بأيدينا جميعا من اجل نصرة العراق واهله وتوحيد كلمتهم  وتوفير الامان والاستقرار لهم .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org