شهد مؤتمر مؤسسات المجتمع المدني و الذي يعقد لليوم الثاني على التوالي نشوب مشادات كلامية بين الحاضرين فقد اثارت نقطة ادخال البعثيين في مشروع المصالحة الوطنية حفيظة البعض منهم مما اثار خلافا عندما أعترض احد الشيوخ من مؤسسات المجتمع المدني على هذه النقطة و بالتالي أصبح الجدال محتدما داخل القاعة و على أثر ذلك قام الشيخ واثق البطاط ممثل مكافحة الارهاب في بغداد بضرب احد الذين اعترضوا على مداخلته حول نقطة الخلاف( أي البعث) و على أثر ذلك قام الحاضرين بترديد هتافات لغرض حسم الموقف و تلافي الصدامات و منها ( نعم نعم للعراق ) و يبدو ان هذه النقطة اتت بحساسية لدى الكثيرين و ربما حسب تعبير احد الحاضرين أن أغلب الموجودين في منظمات المجتمع المدني هي من البعثيين و من المدافعين عنهم و أضاف البطاط اننا اليوم على اعتاب زمن جديد و لا حاجة لنا بالشعارات التي تريد العودة بنا الى زمن البعث الذي ولى الى غير رجعة و نحن نيد من المؤسسات الجديدة ان تكون في خدمة العراق و ليس التزاحم على المناصب فاغلب المشاركين هم من يلهث وراء استغلال الفرص و لا ضير للعراق اذا احترق او ولى الى غير رجعة.

من جانبه قال السيد سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء و الذي تزامن  دخوله مع أحتدام المشادات الكلامية مبديا أستغرابه  كنا نتوقع أن يكون أجتماعكم من ارقى الاجتماعات و سابقا كانت مؤسسات المجتمع المدني مهمشة دون أي دور يذكر لها و اضاف على الجميع أن لا يتصور ان المظاهرات هي حالة صحية فربما احيانا تشيع الفوضى و على الجميع أن يصبر و يتأنى في التعبير عما يريده و على الجميع أيضا أن لا يكثر من تعالي الاصوات او الصياح داخل هكذا مؤتمرات و هذه التصرفات لا تنم عن الروح المدنية فنحن نعمل جميعا في طريق واحد

مبينا ان المطلوب من جميع مؤسسات المجتمع المدني هو الحفاظ على هوية المؤسسات و كذلك ان تضع كل المؤسسات خططا واضحة من ناحية التعاون و التواصل مع المؤسسات الاخرى فهذه الطرق هي من سيقف بوجه من يريد الاساءة الى المجتمع المدني .

و أضاف الزوبعي ردا على مداخلات من المشاركين حول نقطة الخلاف التي ادت الى توسيع الخلاف يجب أن نتبرأ الى الله من كل سني أقدم على أيذاء شيعي و لو بقدر شعرة و نفس الشيء ينطبق على الشيعي و ان منظمات المجتمع المدني قد أعطت درسا رائعا في الوحدة و الذين يعزفون على وتر الطائفية هم من يريد أعاقة مسيرة العراق و لعلنا نتذكر اليوم المأساوي الذي أودى بحياة 1500 شخص في واقعة جسر الائمة و هذا الحدث كاد ان يشعل الحرب لولا أدراك و وعي أبناء العراق الى  الخطر الذي يحيق بهم و وقوفهم ضد هذا للعيش بسلام في ارض العراق محذرا بأننا لن نسمح لمؤسسات المجتمع المدني أن تهدد أمن العراق او أن تقف في أي عمل يعيق موقف الحكومة و كذلك  الحكومة بدورها لن تتدخل في عمل المؤسسات .

و قال الزوبعي ان اطالب الجميع بعمل جرد و أحصاء لجميع المؤسسات حيث توجد  مؤسسات وهمية وبدأ أعداء العراق يتواصلون مع تلك المؤسسات لأشاعة ثقافة الارهاب في العراق و لتضييق الفرصة أمام المؤسسات هذه و في الوقت نفسه يجب أن لا ننكر دور الاحزاب السياسية الوطنية و أذا كنتم فعلا تريدون النجاح لمؤسساتكم أياكم و الانصياع تحت طائلة أي مؤسسة حكومية كما ان على الحكومة ان تبحث عن الية مناسبة لدعم منظمات المجتمع المدني بدون تسييسها و في وضوح النهار لممارسة دوركم الحقيقي و امام مرأى العراقيين لتعزيز دوركم في مسيرة العراق .