لقاء قناة (بي بي سي) مع دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي

 

احمد الطائي / بنت الرافدين

 سيادة رئيس الوزراء، عندما التقيتكم قبل ستة اشهر قلتم لي بانكم ستتمكنون من التعامل مع موضوع المتمردين وبناء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، يبدو لغير المطلع بأن شيئا من هذه الامور لم يتحقق؟

-  في الحقيقة قد اختلف في تقديري للامور، ولكن ربما اتفق من جانب آخر، التمرد لا يزال موجودا، وهو موجود بسبب وجود تحدي بسبب عوامل كثيرة وليس عاملاً واحداً، ولكن ما نتحدث عنه  هو مخططات التمرد التي كانت تريد اسقاط العملية السياسية وقد اجهضت. والدولة لديها الان القدرة الكافية لرد المؤامرات والقوى الاقليمية التي تقف خلفها، ولدينا تطور كبير في مجال ملاحقة الاهداف، لكن في الجانب الآخر نعم هناك امتدادات للعمل الارهابي او الذي تقوم به الميليشيات على خلفية القتل الطائفي او التي تقوم به العصابات لاسباب تجارية ومالية، هذه كلها مازالت موجودة، ولكن مشروع المصالحة الوطنية موجود وهو ليس مجرد شعار يرفع فقط، بل هي ممارسة وقبول بالآخر والبحث عن المشتركات فيما بين الفرقاء في العملية السياسية. انا اؤكد اننا استطعنا ان نسحب الكثير ممن دخلوا في المواجهة الامنية لصالح البحث عن افاق للمصالحة الوطنية. هذه محافظة الانبار والحمد لله في اجواء المصالحة الوطنية اتفقوا فيما بينهم من اجل بناء المحافظة من جديد واعادة الامن والاستقرار لها ومواجهة تحدياتها، على مستوى الميليشيات وصلنا الى قرار موقع من الجميع يطالب الدولة بضرورة استخدام القوة لردع كل من يخرج عن القانون، وقد قلت ذلك بصراحة واعطيت امرا للقوات المسلحة العراقية بان تضرب كل من يخرج عن القانون بغض النظر عن انتمائه المذهبي او الديني او القومي.

-  هذا القبول والرغبة لم تكن موجودة سابقاً، انما هو انتصار لثقافة المصالحة على ثقافة الميليشيات والارهاب والعنف، لكنني اؤكد صراحة باننا رغم ما حققناه ماتزال هناك جراحات، استهداف للأبرياء وسقوط ضحايا، اذا استطعنا النجاح وهذا ما نبحث فيه ،ونتعاون مع الادارة الامريكية والقوات المتعددة الجنسيات على تطوير كفاءة قواتنا الامنية واجهزتنا العسكرية والشرطة، فاذا اكتملت خلال الفترة الزمنية التي وضعناها خلال نهاية هذا العام وبداية العام الحالي فانني اؤكد بان العملية ستتخذ مساراً ايجابياً سريعاً في ملاحقة ما تبقى من بؤر ارهابية.

-   القاعدة والتنظيمات التابعة لها تواجه موقفاً صعباً جداً في العراق. المشكلة التي ما زالت تواجهنا هي التنظيمات البعثية والميليشيات، فالميليشيات مثل جيش المهدي حققنا معها نجاحا كبيرا حينما اعلنت براءتها من العناصر التي تقوم بأي عمل ضد القوات الامريكية وضد القوات الحكومية، وهذا الأمر اعطانا تصميماً ضد كل من يخرج عن  القانون بإسم جيش المهدي، وهناك تعاون  مع الحكومة في ملاحقة هذه الزمر .

-  اما بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية، فبالرغم من رؤية جوانب سلبية صغيرة في بعض القضايا الا اني أؤكد بان العلاقات متينة وقد ترسخت على خلفية الوضوح الذي وجدوه عندي وعند الحكومة العراقية وعند الرئيس بوش والمسؤولين في الادارة الامريكية، ونحن نبحث الآن عن علاقات ذات بعد وليس علاقات تكتيكية، وقد انتقلنا الى البحث عن علاقات طويلة الأمد وهذا هو النجاح، اما بخصوص بعض الخلافات في وجهات النظر الميدانية فهذا شيء طبيعي يحصل عندنا داخل الحكومة العراقية، ويحصل كذلك داخل القوات المتعددة الجنسيات، وهذا لا يؤثر على عمق العلاقة التي نعمل من اجل تثبيتها مع الجانب الامريكي.

-  يبدو أنك غير محظوظ في التعامل مع كلا الجانبين، فالواضح ان الامريكان لا يثقون بك بشكل كامل حيث تحاول احياناً فعل اشياء مضادة لما يحاولون فعله كما حصل في رفع نقاط التفتيش والحواجز حول مدينة الصدر بينما كانت القوات الامريكية تحاول البحث عن جنديها المخطوف. من جانب آخر هناك اناس يعتقدون بانكم  تنفذون ما يطلبه  منكم الامريكان، كيف تنظرون الى هذا الأمر ؟          

-  من حق الناس ان يتكلموا، فهم غالباً ينطلقون من اختناقات وحساسيات، والعمل السياسي هو عمل واقعي تحكمه مصالح وطنية ومصالح عليا، ما حصل بشأن رفع السيطرات فإن الامر تم بالاتفاق مع الجانب الامريكي بعد ان اوضحنا لقيادة القوات المتعددة الجنسيات خطورة هذا الامر واثره على دوائر الدولة وحياة الناس العاديين والحركة اليومية للمواطنين، فتم الاتفاق على ازالة هذه الحواجز وليس كما يردد الاعلام واراد ان يصنع منها مادة للخلافات وتضخيمها، وليس هذا فقط فالاعلام لديه محاولات كثيرة في ان يضع عقبات واجواء سلبية في العلاقة، الكثير الكثير مما يقوله الاعلام مبالغ فيه وليس واقعياً،لكن كما قلت لكم هنالك مسائل نختلف فيها وهذا امر طبيعي، في تقديرنا للقضايا ينبغي ان نختلف ولكن بالنتيجة نتفق. اما بالنسبة للذين يقولون بان رئيس الوزراء او الحكومة العراقية دمية بيد الامريكان فان عليهم الاستفادة من رأي الجانب الاول الذي يقول بان رئيس وزراء العراق متمرد على القرارات الدولية او الامريكان او القوات المتعددة الجنسيات، فالحقيقة ان المسألة هي ليست ان اكون دمية او متمرد، انما هي تقديرات واقعية للمصالح تقتضي منا ان نمشي سوية في عملية توافقية وتفاهمية محكومة بقرارات دولية ومصالح وطنية بالنسبة لنا وللجانب الامريكي. واكرر القول بان هذا الايحاء او التصنيع للخلافات الى الحد الذي يتصور فيه المراقب من خارج المشهد العراقي ان العلاقات ستنفجر عن مواجهات مسلحة فانها ليست كذلك ابداً، وانما كما قلت في دائرة المسموح من الاختلاف في وجهات النظر.

-  الامريكان والبريطانيون يقولون في لقاءاتهم ومؤتمراتهم الخاصة بانك تميل اكثر من اللازم الى الميليشيات الشيعية وبالتحديد الى جيش المهدي؟

-  وهذه واحدة من تصديرات الاعلام الذي لم يقرأ الواقع بشكل دقيق، ، قلت بشكل واضح بانه لا يمكن الجمع بين الميليشيا والدولة، وانا بكلمة ميليشيا اقصد ليس فقط الميليشيات الشيعية، بل الميليشيات الشيعية والسنية وكل ميليشيا تحمل بالسلاح وتخرج على إرادة الدولة. و بقيت اردد هذه الكلمة وامارس على الارض ميدانيا التصدي لأعمال تخرج عن القانون ، لا بد على الاعلام او الطرف الذي يقوم بمراقبة الامور ان يقرأ ما هي التوجيهات او الممارسات التي اطلقها واقول ان من يخرج عن القانون لابد ان يضرب بغض النظر عن خلفيته وانتمائه، من يخرج على القانون يضرب ولو كان متحصنا في اقدس الاماكن، ليس هناك امتياز لطائفة على اخرى فانا رفعت هذا الشعار وتمسكت به، وحبي للعراق وللشعب العراقي يدعوني  ان اكون حيادياً مئة بالمئة، لاني احب العراق والعراقيين، وانا عدو وضد كل من يؤذي هذا البلد وهذا الشعب مهما كان انتمائه ومهما كان قربه وبعده بالنسبة لي.

-  ولكن لديك داخل حكومتك اناس يرتبطون بجيش المهدي، وقد يكونون جزء من هذا التنظيم، وانت تعتمد على هؤلاء في داخل حكومتك؟

-  ينبغي التوضيح بان جيش المهدي غير التيار الصدري، فالتيار الصدري فيه سياسيون ووزراء وعلماء ينتمون الى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر، والوزراء داخل الحكومة ليسوا من جيش المهدي، انما هم وزراء يعملون في ظل الحكومة وسياسيون، بل ازيد ايضاحاً بان بعضهم لا ينتمي للتيار الصدري ولكنهم اصدقاء لبعض الشخصيات في التيار الصدري وقد رشحوا لمواقع وزارية وهم منسجمون في وزاراتهم مع الحكومة ويعملون في ظل رئيس الوزراء وقوانين العمل المعمول بها في الحكومة، ومن جانبي انا لا اسمح لأحد بان يكون عضوا في مليشيا وهو عضو في الحكومة، ولذلك فإن المراجعة موجودة وانا قلت بانه ليس بيني وبين اي ميليشيا قرابة او محبة او علاقة، بل انني سابقى على الضد الشديد لفكرة الميليشيات لانها تساوي هدم الدولة.

-  العديد من السنة – وانا التقي كثيراً بهم – يقولون او يرون بانك لست رئيس وزراء العراق، بل انك تركز كثيرا على الشيعة ولم تفعل أي شيء لمد يد الصداقة الى المجتمعات السنية، كيف ترد على ذلك؟

-  مع الأسف، يبدو ان لقاءاتك تتم مع الجانب المتشدد او الجانب غير الايجابي مع العملية السياسية، وانا ادعوك لتقابل جماهير السنة لترى كيف يوالون رئيس الوزراء، ويعتقدون كما يقولون بوحدة العراق.

-  أؤكد لك رئيس الوزراء بأني اتحدث مع العديد من السنة العاديين وليس فقط مع السياسيين وليس مع اعداء العملية السياسية، هؤلاء يقولون ان الطريقة التي تفضل فيها الشيعة تؤذي العملية السياسية؟

-  اولاً انا انفي ان يقال باني افضل الشيعة في العملية السياسية، ولو شئت الآن آتيك برسالة اهل الانبار التي سلموها هذا الصباح يبايعون ويؤدون فيها رئيس الوزراء الذي لم يجدوا فيه ميلاً طائفياً، ومرة اخرى اقول لك بانك تحتاج اكثر الى لقاءات مع اناس بعيدين عن بعض الكتل السياسية التي دخلت في مماحكة واحتكاكات في قضايا ذات بعد اجرائي، انا علاقاتي عميقة جدا حتى مع المسؤولين في المحافظات السنية، كما ان تفاعلهم مع الحكومة لم يكن في اي مرحلة سابقة بهذه الدرجة من التفاعل، كما هو الحال في الموصل وصلاح الدين وديالى واخيرا في الانبار التي تتميز بالاغلبية السنية وانا اعتقد بانها اكثر المحافظات تأييداً لرئيس الوزراء.

-  سأعطيك مثالا حول ما اقول فقد سمعت خلال اليومين الماضيين تصريحاتكم بشأن صدام حيث قلتم بانه يستحق الحكم الذي صدر عليه اضافة الى تصريحات آخرين في حكومتكم حيث يقولون بان كل يوم يبقى فيه صدام على قيد الحياة هو يوم اسود، هذه التصريحات لها تأثيرسلبي او قوي على بعض المناطق السنية التي يشعر بعض سكانها بالإرتباط بصدام ويعتبرون انه يمثلهم كقائد سياسي؟

-  صدام حكم عليه القضاء، وتاريخ صدام يكفي لجعل اسمه مجوزاً للحكم عليه لما ارتكبه بحق الشعب، المسالة ليست سياسية، و صدام لانحسبه على السنة، فقد قلت في خطابي انه ليس محسوبا على فئة لأن اعماله لا تشرف احداً، انما هو رجل قتل الشيعة والكرد والسنة كذلك، واذا لم يكن هناك  نفس حجم التفاعل الذي ظهر عند الكرد والشيعة، فلأن بعض المناطق السنية التي تتواجد فيها المنظمات الارهابية ادت الى بعض هذا النوع من التحفظ على الحكم، ولكن اقول بوضوح اذا كان هناك من يصرح بالدفاع عن صدام مقابل قرار القضاء، فانه صدامي، وهؤلاء هم اعداؤنا الذين نقاتلهم في كل يوم، والذين يقومون بتغذية القاعدة والميليشيات، ويملكون الخبرة في المتفجرات والصواريخ ويقتلون الكثير من ابناء الشعب العراقي، نعم هؤلاء  موجودون وهم صداميون، وهم عدونا الاول في العراق وليس القاعدة والميليشيات، فالقاعدة في العراق لا تشكل خطراً كبيراً، كما ان الميليشيات نستطيع ان نلغي وجودها ونعمل، لكن حزب البعث لانه حزب مدرب ومتآمر وله دعم من مؤسسات عربية ودولية ولديه اموال ضخمة اضافة الى عناصره المدربة على الجريمة بشكل هائل فانهم يريدون العودة الى الحكم حسب اوهامهم، فهم الخطر الدائم الذي يغذي كل جوانب التحدي بوجه الحكومة، اذا كان هؤلاء يعترضون على الحكم فهو امر طبيعي لانهم اعداء العراق واعداء المسيرة السياسية، اما خارج هؤلاء من اهل السنة فانهم يؤيدون ويفرحون، ولديهم ظروف تمنع من التعبير عن فرحهم باعدام هذا الرجل. ان القاعدة تمثل خطرا على العراق وهي  خطر على العالم بشكل اكبر، والميليشيا تعاكس الدولة، لكن معرفتنا بحزب البعث وقدراته على الاختراق هو الذي جعل من تنظيمات القاعدة والميليشيات تشكل خطرا كبيرا على الدولة، واذا عزلنا حزب البعث عنهما، القاعدة بدأت تتفكك في العراق، كما اننا بدأنا باحتواء الميليشيات سياسياً، لذلك كان اصدار الحكم باعدام صدام ضربة لهم في الصميم قضت على امالهم بعودة النظام السابق. 

-       هل سيتم اعدام صدام، واذا تم ذلك فمتى؟

-  هناك قانون ينظم عمل المحكمة الخاصة مصادق عليه من قبل البرلمان العراقي وفي تفاصيل عن المدد والاليات لتنفيذ الاحكام التي تصدرها هذه المحكمة، وقد وضعت المحكمة في قانونها الخاص مدة شهر لتمييز القرار، على ان يتم تنفيذ الحكم خلال الشهر او بعد اكتمال شهر من تاريخ صدور الحكم، اعتقد بان المحكمة جادة في المضي والاستمرار في تثبيت الحكم، لكننا لانتدخل في شؤونها انما ننتظر عملية التمييز، فاذا اقرت التمييز حكم الاعدام فانه سيحال الى الحكومة التي من واجبها ان تنفذ حكم الاعدام.

-       وستقومون بذلك بغض النظر عن اي ضغوط من داخل البلد او خارجه؟

-  هذا شأن عراقي يخضع لقانون وارادة والى قضاء، وينبغي ان ياخذ القضاء طريقه بدون اي تدخل لا من الداخل ولا من الخارج. ونطلب من العالم ان يحترم ارادة العراق،وحكومة العراق، وقضاء العراق وان تكون تدخلات مقبولة ولكنها تقف ايضا عند حدود احترام القانون.

-        على هذا الاساس، هل تتوقعون ان يتم الاعدام خلال فترة شهرين او ثلاثة؟

-  حسب فهمي للقانون الذي صادقنا عليه في الجمعية الوطنية، فانه يجب ان تتم عملية التنفيذ خلال شهر واحد.

-       نعم، فقط احب ان توضح لنا هل انه سيتم في الشهر الاول او الثاني من السنة القادمة؟

-       لا، انا اتوقع ان يتم قبل نهاية هذا العام.

-  سيذهب الناس في امريكا اليوم للاقتراع في الانتخابات النصفية وكل الدلائل تشير الى ان الرئيس بوش سيخرج من هذه الانتخابات بصورة اضعف، كيف تتوقعون ان يؤثر ذلك على العلاقة بينكم وبين الادارة الامريكية؟

-  انا مطمئن بان هذا الشأن الداخلي الامريكي يجري ضمن قواعد ومؤسسات مستقرة وقوية ملتزمة باطرها الديمقراطية،  كما افهم ,ان امريكا  تعمل فيها المؤسسات من اجل المصالح الامريكية في الخارج، لذلك اتوقع بان العلاقة مهما كانت نتائج الانتخابات  لن تتغير  تغيراً انقلابياً ، واذا ما كان هناك رأي يتولد في الساحة الامريكية بعد الانتخابات باجراء تكتيك او تعديل في التكتيكات فهذا امر طبيعي ايضاً، نحن سنتعامل معه ولكن في نفس الوقت فانا اعتقد، على الاقل، بان الفترة المتبقية من رئاسة بوش لن يكون هناك تغييراً في السياسة العامة تجاه العراق.

-  ولكن سيكون هناك نوع من الضغط لايجاد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية، هل تحدثت مع الرئيس بوش حول هذا الجدول؟ وهل اعطاك فكرة حول الجدول الذي يتوقعه؟

-  ليس هناك حديث عن جداول زمنية في الحقيقة، وكل ما يقال عنها بخصوص الحكومة او سحب القوات هو غير دقيق، لدينا تفاهمات على خلفية قرارات الامم المتحدة في اليات انتقال السلطة الامنية في العراق الى الحكومة العراقية بعد ما استوفت المقدمات اللازمة كونها حكومة منتخبة تستند الى دستور، ولكن ليس هنالك جدولا زمنيا محددا، انما هناك مادة دستورية واردة في القرار 1546 تعطي للحكومة العراقية متى شعرت بقدرتها على مسك الملف الامني ان تطلب من القوات الدولية الانسحاب، وهذا حسبما اعتقد يشكل ضمانة للحكومة العراقية وللقوات الدولية انها قد ادت وظيفتها باستقرار النظام السياسي وايجاد قوة امنية عسكرية قادرة على حماية النظام، عندها تستطيع هذه القوات ان تسلم الملف الامني، ثبتت هذه الحقيقة بان تجربة قواتنا وبناءها وان كان يحتاج الى شيء من التطوير والتجهيز والتسليح، الا انها اصبحت على درجة كبيرة من ان تتولى الصدارة في العمليات الامنية بحيث تكون القوات المتعددة الجنسيات داعمة لها، يعني اننا اصبحنا الان في موقع يمكننا من تغيير المعادلة، فبدلاً من كون القوات المتعددة الجنسيات هي التي تتصدى ونحن ندعم، الان اصبحنا في وضع متفق عليه كوننا نتصدى والقوات الدولية تدعم، وهذا الامر يمثل نجاح للطرفين، حيث استطاعت القوات الدولية ان تساهم في بناء قوات امنية عراقية، ونجاح للقوات العراقية كونها اصبحت بحجم التحدي، لكنها ايضا ما زالت تحتاج الى اسناد عندما تحتاج اليه، لكنها بالدرجة الاولى ستقوم بالتصدي لكل التحديات الامنية.

-  علي ان اقول شيئا، هناك العديد من القادة الامريكان قالوا بشكل علني بان القوات العراقية غير قادرة على تولي القيادة او المسؤولية الامنية، فهنالك درجة عالية من الهروب خلال ايام الخدمة او الطلب من القوات التوجه الى بغداد، هل تريدون ان تلزمون انفسكم بتولي هذه القوات المهام خلال اشهر؟ لانكم اذا الزمتم انفسكم بهذا الامر فانكم قد تجدون هذا القرار يتم تغييره من قبل الامريكان؟       

-  اولاً، نحن لدينا عملية اصلاح واسعة في وزارتي الدفاع والداخلية، لان العناصر التي اشرت اليها هي عناصر دخلت الى الخدمة ولا تصلح ان تكون في الخدمة العسكرية او الشرطة، لذلك وهذا دليل نجاحنا عندما بدأت قواتنا تتحرك بفاعلية انهزم هؤلاء لانهم لم يكونوا يصلحون اساساً للخدمة، انما الطريقة التي بنيت فيها القوات كان فيها تساهل وعشوائية، وهذا دليل النجاح كما انه رقم يحسب لنا وليس علينا، اما السؤال الثاني الخاص بقدرتنا على التصدي فانني اؤكد لك بان غالبية العمليات ان لم تكن جميعها في بغداد تقوم بها القوات العراقية وتدعمها الامريكية، وهذا دليل على ثقة القوات المتعددة الجنسيات بقواتنا وقدرتها على التصدي. ثالثاً، لدينا مشروع تحدثنا عنه وهو الان طور التنفيذ يتمثل في زيادة قواتنا 52 الف جندي ومثلهم من الشرطة، وزيادة تسليحهم وتجهيزهم وتدريبهم، وعندما ينخرط هؤلاء في الخدمة ستكون قواتنا حينها اقدر على تسلم الملف الامني، هذه المسألة تحتاج الى شهور وليس الى سنوات.

-  في الولايات المتحدة، حتى الناس الذين أيدوا هذا الغزو بداية قالوا بانه تم تنفيذه بطريقة سيئة، كما ان الاجراءات التي اتخذتها القوات الامريكية كانت خاطئة، ما هو رايكم بما قامت به القوات الامريكية من تصرف ضد العراق؟

-  ربما يكون من خلال المتابعة، وربما كنا نتصور عندما صممت القوات الامريكية ومعها البريطانية والدولية الاخرى دخول العراق انها كانت تمتلك كامل الوضوح عن خريطة الواقع العراقي الاجتماعي والسياسي والامني حتى تكون المرحلة التالية لسقوط النظام على درجة كافية من التخطيط، ولكن يبدو بان ادراك مرحلة ما بعد سقوط النظام لم يكن كافياً بالشكل المطلوب، لذلك بدت هناك حاجة الى معالجات آنية وليس مخطط لها بشكل عميق في مختلف المجالات، نعم هنالك خطة وقد نجحت وهي جيدة، ربما لم تكن للميدانيين الذين اداروا العملية خبرة كافية بالوضع العراقي، وانا اذكر لذلك مثلاً قد يكون من اخطر الامثلة هو ما اشير له دائما في عملية بناء القوات العراقية لتتولى الادارة الامنية، حيث كانت بحاجة الى المزيد من التدقيق وان لا يدخل الى الجيش والشرطة العراقية الا بعد التمحيص عن ولاء افرادها للنظام الجديد. حصلت حالة من التساهل مع الاسف، ونمت داخل القوات المسلحة، والان منذ اشهر نحن نعمل بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسيات في تطهير وعزل هؤلاء الذين تسللوا الى العملية الامنية، يبدو ان الامر تحت السيطرة والعلاج ممكناً، لكنه قد عكر ربما من وضوح الصورة لما بعد سقوط النظام.

-  في حال اعدام صدام، نفترض ان الرئيس او احد نوابه رفض التوقيع على قرار الاعدام، هل سيوقف ذلك عملية الاعدام؟

-  الدستور يحوي مادة تقول بانه ينبغي مصادقة قرار الاعدام من قبل هيئة الرئاسة. ووجود رأي آخر يقول بان المحاكم المختصة لا تحتاج الى مصادقة. في الحقيقة ان هذه القضية تعود الى الاصل القضائي القانوني الذي ينظم عملية المحكمة وان كنت اعتقد بان الحكم اذا احتاج الى موافقة هيئة الرئاسة فانها ستصادق عليه حسب تقديري للموقف.

-       انا ممتن جدأ لكم دولة رئيس الوزراء على هذا اللقاء، وآسف جداً على اخذي الكثير من وقتكم الثمين.

-       شكراً لكم ونلتقي مرة اخرى ان شاء الله.    

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org