وزير الشباب والرياضة : الميثاق الرياضي الطموح الذي نبتغيه

 

احمد الطائي / بنت الرافدين

عانت الرياضة العراقية في زمن التسلط البعثي من الهيمنة السلطوية المتفردة المعروفة من جميع أبناء الشعب والتي ألقت بظلالها السلبي على جميع مفاصلها إضافة إلى أجواء الخوف والرعب التي عاشها الرياضيون وكل العاملين في الوسط الرياضي وعلى حساب حقوقهم المشروعة والتي كانت لا تمثل شيئاً قياساً بما يعانونه من خوف وهلع ، وقد كانت إجراءات العبث والتسلط الأهوج تجري بتوجيهات مركزية يقررها شخص واحد أو جهة واحدة وفقا لاتجاهات تسلطية ذاتية أو مصلحيه أو سياسية أو إعلامية ولا يمكن لأي اتجاه أياً كان مصدره أو علميته وخبرته أن يتقاطع مع هذه التوجهات أو يخرج عليها لأنها ستجعله خارج الوسط الرياضي إذا لم تخرجه عن الحياة كلها..إضافة إلى أن الرياضة كرسالة محبة وسلام أصبحت في أيام النظام البائد كوسيلة للإثراء والاتجار بعدما قيدت بل وقتلت كل مفاهيمها السامية .. وبعد إحداث 9/4/2003 وتخلص الشعب من جلاديه ومرتزقته بدأت مرحلة الديمقراطية وحرية الرأي وتبادل الأفكار وزوال القيود أيا كان نوعها حيث أصبح واقعياً أن تتغير نظرية إدارة الرياضة في العراق بكل مفاصلها نحو مرحلة جديدة وبوجود فلسفة عمل أو نظرية تستمد مقوماتها وأصولها من عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العراقي بكل مكوناته وان توضع آليات عمل متطورة وفق هذا المنظور الذي كان معولا عليه لبدء عملية بناء وتأهيل شاملة في الوسط الرياضي بعيدة عن كل محددات ومخاوف الماضي ، ولكن الذي حصل هو العكس تماماً حيث أن الأفكار والمساعي التي ظهرت على الساحة الرياضية لم تتلاقح فيما بينها لتتجانس بل تناقضت واصطدمت فسهلت عملية التنافر والتناحر والابتعاد مما شتت الجهود  باتجاه الهدف الآخر والغاية الأسمى وقد كان ذلك لأسباب نذكر منها:-

1. قلة المعرفة والخبرة.

2. عسكرة النشاط الرياضي والعمل بصيغ غير صحيحة تفتقر لتقاليد العمل النظيف وتبتعد عن الحقيقة والصدق باستخدام النفاق والدجل وتشويه الحقائق واستهداف الآخرين.

3. تفضيل المصالح الخاصة على المصلحة العامة.

4. الزحف شبه المنظم لسياسة الارتزاق والاتجار والتكتل.

5. تسلل عناصر النظام السابق ومرتزقة ( عدي) إلى مواقع القرار بسبب أجواء الحرية غير المنضبطة وبانتخابات سميت ديمقراطية.

6. إشاعة مفاهيم بعيدة عن المفاهيم الرياضية الأولمبية والسعي لتحديد دور الحكومة في عملية البناء والإشراف.

أن هذه الأسباب ألزمتنا في وزارة الشباب والرياضة ومنذ تسنمنا المسؤولية فيها أن نفتش عن الأسس والقواعد البديلة التي تنظم الرياضة في المجتمع بكل جوانبها بموجب ميثاق عمل رياضي يوصف مهمة الرياضة ويحدد مهمات أجهزتها ومواصفات من يتبوأ فيها مواقع المسؤولية والقرار وآليات العمل المعتمدة والقوانين والأنظمة واللوائح والتعليمات المنظمة لها وفق رؤية مستقبلية متفائلة تصب في مصلحة الرياضة العراقية بما يخدم مسيرة تطورها وأن هذه الرؤى هي مجموعة من الأفكار والآراء نأمل أن تناقش بموضوعية وبنظرة واسعة متفائلة من قبل الخبراء والمختصين كي تعرض على الحكومة ومجلس النواب لتحويلها إلى قانون يخرجنا من حالة التخبط والتشتت والتسلط والعفوية ويضعنا بالصيغ القانونية الرسمية التي تحدد الأهداف والحقوق والواجبات وتحكم إدارة الوسط الرياضي بكل مفاصله عبر آليات توضح فيه القضايا التالية كطموح مشروع نسعى إلى تحقيقه من خلال:-

1.السياسة الرياضية الرسمية المعتمدة ومهمات الرياضة في حركة المجتمع.

2. لوائح وضوابط الاستحقاق الرياضي( وسام الاستحقاق الرياضي ودرجاته).

3. حقوق الرياضيين وضماناتهم الاجتماعية المقرة.

4. أنظمة الثواب والعقاب في الممارسة الرياضية.

5. قوانين وأنظمة ولوائح العمل الرياضي ومؤسساته.

6. نظام مكافحة المنشطات المحرمة والممنوعة دولياً.

7. هيئة حسم المنازعات ( المحكمة الرياضية).

إضافة إلى عدد من الأنظمة واللوائح والتعليمات المتعلقة بمواصفات العاملين في أجهزة الرياضة ودرجات تصنيفهم وتأهيلهم بما يحقق طموح كل العاملين في الوسط الرياضي ويؤمن مستقبلهم ويحافظ على حقوقهم ويعزز مكانتهم ويحقق بنائهم الوطني من أجل خلق رياضة الإنجاز التي يرفع من خلالها أسم عراقنا الجديد في المحافل الدولية وهذا ما نريده ونبتغيه.

       المهندس جاسم محمد جعفر

       وزير الشباب والرياضة

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org