العراق في فلم وثائقي في التلفزيون الفنلندي

 

يوسف أبو الفوز / فلندا

يعود المخرج العراقي حسن بلاسم من جديد، ليقدم لنا وعبر شاشة التلفزيون الفنلندي، اواسط شهر شباط هذا العام، عملا وثائقيا جديدا، موضوعه العراق، بعد ان قدم لنا العام الماضي فلما حمل هواجسه الشخصية عبر قصيدة شعر كانت محور الفلم. هذه المرة، يختار المخرج حسن بلاسم عائلة مناضل عراقي لتكون اداة فلمه لتوصيل افكاره عن الاندماج والحنين الى الوطن. فمن انتاج التلفزيون الفنلندي، وخلال نصف ساعة، حاول حسن بلاسم ان يستنطق ما بداخل افراد العائلة العراقية لتحكي هواجسها ووجعها بعيدا عن الوطن المبتلى بالعنف والارهاب بعد ان تخلص من الديكتاتورية. المناضل الشيوعي، رياض قاسم مثنى، افنى سنوات طوال من شبابه في سجون النظام الديكتاتوري، في قسم الاعدام، قبل ان ينجو بجلده ويترك الوطن اثر عفو عام، وتحدث في الفلم عن غربته ووطنه، وعن هواجسه وعن حياته في بلد اوربي. ابتدأ المخرج حسن بلاسم فلمه، بلقطات سريعة لما كتب على الجدران من عبارت عنصرية ضد وجود الاجانب في فنلندا. واجرى حديثا مع الباحث في جامعة هلسنكي الدكتور ماركو يونتنين ليتحدث عن موضوعة الاندماج وضرورة ان يكون الاجانب جزءا فاعلا من المجتمع الفنلندي. التقى الفلم في الشارع بأناس عابرين، فنلنديين وعراقيين، ليسألهم عن موضوعة الحياة المشتركة وهواجسها. لكن الضوء الاكبر يسلطه الفلم على العائلة العراقية، التي تدخل الكاميرا الى محل سكنها لتشاركها حياتها اليومية ولنتسمع الى هواجسها وافكارها. هواجس المناضل رياض قاسم مثنى عن سنوات سجنه في سجن ابو غريب، وعن النظام الديكتاتوري الذي اجبره ان يكون بعيدا عن وطنه، عن الحلم بوطن جديد وحياة جديدة. ونسمع الزوجة ماجدة عجلان وهي تتحدث عن غربتها، وسط مجتمع متحفظ يختلف في تقاليده. الطفلة فيروز، كانت لقطاتها معبرة، وهي تقف وحيدة في ملعب رياضي صغير، وهي تعبر وحدها في طريقها الى مكان ما، تنظر الينا عبر شبكة تبدو لنا كأسلاك زنزانة وهي تتحدث عن وطنها الام بأفكار اكبر من احلامها الطفولية. المخرج حسن بلاسم، في هذا الفلم، وهو يتناول موضوعة الاندماج ويقدم تقريرا عنها، حاول ايضا ان يلامس ويعكس حنين وارتباط العراقيين بوطنهم، الذي يجدون من الصعوبة ان يعودوا اليه الان، وسط اجواء العنف السائدة. المخرج حسن بلاسم من مواليد بغداد 1973، ومقيم في فنلندا من حوالي ثلاثة اعوام، كاتب ومخرج سينمائي، قدم في العراق العديد من الاعمال الناجحة. ويعتقد حسن بلاسم انه لم يتمكن لحد الان من توظيف كل امكانياته الفنية، وهو يبحث عن الفرصة المناسبة لتحقيق شيئا من احلامه السينمائية، ويحمل عدة مشاريع لافلام قصيرة يسعى لايجاد الفرصة لتنفيذها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org