طالباني يؤكد على ضرورة بناء جبهة من القوى المؤمنة بالعراق الجديد

 

سارة الطائي / بنت الرافدين

اكد رئيس الجمهورية جلال طالباني على "ان الذكريات المشرفة للنضال والجهاد المشترك مع سائر القوى الوطنية الفاعلة في الساحة العراقية، تلهمنا وتشجعنا على مواصلة العمل المشترك وفق المبادئ المتفق عليها، والاتفاقات الموقعة بيننا، حتى يتم تحرير العراق من الإرهابيين القاعديين والصداميين المتعنتين المتحالفين معهم، وصولا الى تحقيق الأمن والاستقرار في عراقنا الديمقراطي الاتحادي الموحد والمستقل".
وقال الرئيس طالباني خلال كلمة القاها، يوم الخميس 19-4-2007، في افتتاح مؤتمر حزب الدعوة الاسلامية، بمناسبة الذكرى(50) لتأسيسه"ان تعزيز الروابط النضالية بين حزبكم والتحالف الكردستاني ضرورة تأريخية، وحاجة وطنية ماسة، لبناء جبهة قوى المعتدلين الخيرين المؤمنين بالعراق الجديد من التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد والحزب الإسلامي خصوصاً وسائر المؤمنين بالأهداف المشتركة المتفقة عليها عموماً". وفيما يلي نص الكلمة:


"بسم الله الرحمن الرحيم


أيتها الأخوات الفاضلات المجاهدات
أيها الإخوة المجاهدون الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يشرفني أن أحضر مؤتمركم العتيد هذا ويسرني تكريمكم لي باعطائي شرف كلمة الافتتاح ولا يسعنى إلا أن أعبر عن شكري الجزيل لهذا التكريم والتشريف اللذين أعتز بهما. ودعوني أعبر لكم عن تمنياتي القلبية بنجاح مؤتمركم العتيد هذا في انجاز مهامه الجسام، مثلما نتوقعه من حزبكم المجاهد الذي نحتفل اليوم معاً بيوبيله الذهبي مع سائر المجاهدين والمناضلين المدركين لأهمية الدور التاريخي الذي لعبه حزبكم حزب الدعوة الإسلامية في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وفي مقارعة الدكتاتورية الطاغية التي أجرمت بحق شعبنا العراقي وخانت وطننا العراقي، ومن ثم في تحقيق الوحدة الوطنية في المعارضة وفي العراق الجديد. وأنها لمناسبة أن أحيي شهدائكم الأبرار الذي قدموا حياتهم الغالية على مذبح تحرير العراق وإنقاذ شعبه من أبشع دكتاتورية عرفها التأريخ. إن كوكبة الشهداء الاماجد وعلى رأسهم الشهيد الكبير محمد باقر الصدر قد ألهمت، بعكس توقعات الأعداء المجرمين، شعبنا العراقي، وأنارت دماؤهم الزكية للمجاهدين الصامدين والمناضلين الصابرين طريق التحرر، والديمقراطية، والحرية، والاستقلال. إنها لمفخرة لحزبكم أن تكون حصة الأسد من الشهداء من أعضائه ومؤازريه ورفاق دربه الجهادي المشرف. وإنها لمفخرة لحزبكم أن يكون الحقد الأسود للجلاد المقبور قد بلغ أقسى وأفظع درجاته حين أصدر قانوناً مزيفاً بإعدام كل عضو من الدعوة حتى دون محاكمة ودون ذنب طبعاً. إذ يدل ذلك على صلابة وجديه جهادكم مثلما يدل على خوف الجلاد من مجاهديكم الأبطال. أيها الجمع الكريم. ينعقد مؤتمركم العتيد هذا في ظروف بالغة الأهمية في تأريخ شعبنا فبعد إسقاط الدكتاتورية المجرمة وإلغاء أجهزتها القمعية المتعددة توفرت لشعبنا ولأول مرة في تأريخه الحريات والحقوق الديمقراطية، حريات الرأي، والنشر والبيان، والتنظيم، وحرية ممارسة حق الانتخاب لاختيار المجلس الوطني، والموافقة على الدستور، ومن ثم انتخاب الرئاسات الثلاث حيث يلعب ممثلوا حزبكم المجاهد دوراً هاماً وريادياً في الحكومة المنتخبة مما يلقى مسؤولية وطنية على عاتق حزبكم المجاهد، في مواصلة المسيرة المشتركة مع رفاق دربكم في الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني خصوصاً ومع سائر القوى الفاعلة في البرلمان والممثلة في حكومة الأخ المجاهد الأستاذ نوري المالكي عموماً. ولا أشك أنكم تدركون أهمية الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية وتتفهمون جيداً أهمية تنفيذ الدستور والاتفاقات المعقودة بين القوى السياسية وكذلك البرنامج السياسي والبيان الوزاري وسائر المبادئ المتفق عليها كالتوافق والمشاركة الجماعية في إدارة الدولة ومحاربة الإرهاب الأعمى، الذي يشن حرب إبادة ضد شعبنا العراقي يشترك فيها سفاكو الدماء من القاعدة مع البعثيين الصداميين المتعنتين المتحالفين معهم، وبهذا فقط نستطيع انجاز مهامنا الوطنية المتبقية وإرساء الحكم في العراق على قاعدة الديمقراطية والفدرالية وحق المواطنة المتساوية وبمشاركة فعالة من ممثلي مكونات الشعب العراقي الأساسية من العرب والكرد ومن الشيعة والسنة وسائر المواطنين العراقيين من التركمان والكلدوآشور وغيرهم. أنني على ثقة بأنكم تدركون عظم المسؤوليات وخطورة الأوضاع لذلك دعوني أعرب لكم أملي وقناعتي بان مؤتمركم هذا سيتخذ القرارات والتوصيات اللازمة لتعزيز الوحدة الوطنية العراقية، ودعم وتحسين أداء الحكومة، بحيث تكون حكومة جميع القوى السياسية المؤمنة بعراقنا الجديد. وبذلك تسجلون مفخرة جديدة لحزبكم بأنه قاد وأدار وأنجح هذه الحكومة وبرهن على الالتزام بالمصالح الوطنية العليا وبعهوده للشعب. أيتها الأخوات العزيزات الفاضلات أيها الإخوة الاكارم نرتبط وإياكم بعلاقات نضالية مجيدة، وروابط تاريخية مديدة منذ أسهمنا معاً في النضال المعارض للدكتاتورية واشتركنا معاً في الفعاليات الجهادية والنضالية في جبال كردستان وفي الساحات الخارجية وفي داخل الوطن وخارجه. إن الذكريات المشرفة لنضالنا وجهادنا المشترك مع سائر القوى الوطنية والفاعلة في الساحة العراقية، تلهمنا وتشجعنا على مواصلة العمل المشترك وفق المبادئ المتفق عليها، والاتفاقات الموقعة بيننا حتى يتم تحرير العراق من الإرهابيين القاعديين والصداميين المتعنتين المتحالفين معهم، وصولا الى تحقيق الأمن والاستقرار في عراقنا الديمقراطي الاتحادي الموحد والمستقل، ثم لننصرف معاً ومع سائر القوى الحليفة والصديقة من العرب والكرد والتركمان والكلدواشور من السنة والشيعة لبناء عراق مزدهر متطور ينعم شعبنا فيه بالرخاء والحياة السعيدة الكريمة.

ان تعزيز الروابط النضالية بين حزبكم والتحالف الكردستاني ضرورة تأريخية وحاجة وطنية ماسة لبناء جبهة قوى المعتدلين الخيرين المؤمنين بالعراق الجديد من التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد والحزب الإسلامي خصوصاً وسائر المؤمنين بالأهداف المشتركة المتفقة عليها عموماً. وأملي كبير بأنكم ستدرسون بالعناية التي يستحقه هذا المقترح من أخيكم المخلص الذي سيؤدي تحقيقه الى انتقالنا معاً الى السطح العراقي الوطني لنسمو معاً فوق التخندقات الطائفية والعرقية الضيقة، وان بقيت التحالفات الحالية على وضعيتها لأن ذلك سيعزز التحالفات القائمة ويكسبها مزيداً من القوة والاسناد. وختاماً أكرر التحية والمحبة والاعتزاز بكم وبحزبكم وأدعو الله العلى القدير أن يلهم و يسدد خطاكم لما فيه خير شعبكم وحزبكم والنصر لمؤتمركم العتيد والمجد لشهدائكم الأبرار. والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته".

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org