وجه رئيس الجمهورية جلال طالباني بيانا، في الذكرى 49 لثورة الرابع عشر من تموز، أكد فخامته، في مضمونه، أهمية استخلاص العبر، والعمل على تجاوز الخلافات الدينية والمذهبية والقومية و الانفتاح على المشتركات الوطنية والإنسانية. وشدد الرئيس طالباني على ان وجود هذه المشتركات، سيعين بلادنا على مواجهة موجة الإرهاب و العنف و الكراهية و ترسيخ قيم التآزر و بناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي مزدهر. و فيما يلي نص البيان:

"قبل تسعة و أربعين عاما، في الرابع عشر من تموز عام 1958، شهدت بلادنا حدثا بالغ الاهمية، بدأ بتغيير نظام الحكم من ملكي الى جمهوري، ثم تطور الى ثورة اجتماعية غيرت الكثير من المفاهيم السائدة، وارست قيما جديدة كان من اهمها اعتماد مبدأ المواطنة و السعي لضمان التكافؤ بين القوميات و الطوائف و ضمان العدالة الاجتماعية. وقد كانت ثورة 14 تموز المجيدة حصيلة وتجسيدا لتوافق سياسي ومجتمعي، ونحن اليوم اذ نستعيد ذكرى الثورة ونستلهم ارثها الايجابي، فاننا لاننسى ان الصراعات السياسية والنزاعات الفئوية والحزبية الضيقة، ادت الى انفراط عقد القوى المساندة للثورة واصطراعها، ومهدت لانقلاب دموي اطاح بالكثير من منجزات الرابع عشر من تموز، واسس لحكم استبدادي عانى منه العراقيون طوال اربعة عقود. ونحن اليوم بامس الحاجة الى استخلاص العبر من تلك التجارب المريرة، والعمل على تجاوز الخلافات الدينية والمذهبية والقومية والانفتاح على المشتركات الوطنية والانسانية التي لابد ان تعين بلادنا على مواجهة موجة الارهاب والعنف والكراهية وترسيخ قيم التآزر وبناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي مزدهر.