كلمة المالكي اثناء ترؤسه مؤتمر مجموعة تنسيق بغداد للعهد الدولي للعراق

 

زهراء سعدي/ بنت الرافدين

السيد ممثل الامين العام للامم المتحدة

 السادة ممثلوا الدول الموقعة على وثيقة العهد الدولي

 السيدات والسادة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

واهلا وسهلا بكم في بغداد السلام والمحبة

 يعد اجتماع اليوم خطوة جديدة في طريق الشراكة بين العراق والمجتمع الدولي ,هذه الشراكة التي تعبر عن التزام المجتمع الدولي الداعم للعراق في مواجهة السياسات المدمرة التي اعتمدها النظام السابق في المجالات المختلفة . كما تعكس حرص الحكومة العراقية على التعاون والانفتاح على المجتمع الدولي لاستكمال عملية البناء والاعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية في ظل نظام سياسي وديمقراطي اتحادي تعددي .

 ان العراق الذي دعا الى اقامة شراكة مع المجتمع الدولي بالتعاون مع الامم المتحدة , مستعد لتنفيذ جميع الالتزامات المترتبة علية وبما يخدم المصالح الوطنية .

 لقد نجحت حكومة الوحدة الوطنية ورغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها في تفعيل التزاماتها ووضعت الهيكل التنظيمي للعهد الدولي مع العراق الذي يضم فريقا من الوزراء والخبراء والمتخصصين للمباشرة في عملية اعادة البناء والاصلاح في جميع المجالات .

 لقد اعلنا في مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في شهر ايار الماضي ان نجاح وثيقة العهد الدولي تعتمد على مدى الالتزام المتبادل بين العراق والدول الموقعة على الوثيقة باعتبار ان هذه الوثيقة تؤسس لعلاقات قائمة على اساس الالتزام المتبادل والمصالح المشتركة .

 وعلى هذا الاساس فاننا نجدد شكرناوتقديرنا للدول الاعضاء في نادي باريس وخارجة التي خفضت او الغت ديونها ،ونعد ذلك خطوة في غاية الاهمية تجاه الشعب العراقي الذي لن ينسى هذه المواقف , ان مثل هذه الخطوات التي نتمنى من باقي الدول الصديقة والشقيقة ان تبادر لاتخاذها ستمكن العراق من القيام بالاصلاحات في قطاعات النفط والغاز و الخدمات والارتقاء بالجانب الاقتصادي واعادة بناء البنى التحتية لمؤسسات الدولة , وبما يساعد في تعزيز التجربة الديمقراطية .

 اننا على ثقة تامه بان العراق الذي يملك امكانيات مادية كبيرة ،قادر ومن خلال التعاون مع المجتمع الدولي على تجاوز الاوضاع الصعبة التي يمر بها ,فالبطالة والتضخم والفقر والفساد الاداري والمالي هي احدى مظاهر التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق وقد تبنت المنظمات الارهابية ذات السياسة التخريبية التي اعتمدها النظام الدكتاتوري في تدمير البنى التحتية .

 وازاء هذه التحديات الضخمة فقد تمكنت حكومتنا وخلال فترة زمنية قياسية من خفض معدلات البطالة والتضخم بدرجة كبيرة كما نجحت في رفع المستوى المعاشي للمواطنين وتوفير الحماية المالية للفقراء وتحسين قطاع الخدمات .

 ايها السيدات والسادة

 لم يصدق البعض يوم اعلنا في مؤتمر شرم الشيخ اننا قادرون وبدعم شعبنا وقواتنا المسلحة ومساندة القوات متعددة الجنسيات على الحاق الهزيمة بالارهاب والخارجين عن القانون , وها نحن اليوم نشهد ملامح النصر النهائي على تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات المسلحة , وهو انتصار لاشك في انة يشكل ارضية قوية للتطور الاقتصادي والاستثمار والتسريع في عملية عادة البناء ويفتح الباب واسعا امام المزيد من فرص العمل للعاطلين .

 ان معركتنا مع الارهاب لم تثن الحكومة من اقرار اكبر ميزانية في تاريخ العراق الحديث لعام الفين وثمانية حيث بلغت ثمانية واربعين مليار دولار ,تم تخصيص تسعة عشر مليار دولار منها للمباشرة في عملية اعمار واسعة في مؤسسات الدولة والبنى التحتية في جميع محافظات العراق كما ان اقرار قانون الاستثمار الذي تم التصديق علية بالتعاون مع مجلس النواب , سيساعد في البدء بمشروع نهضوي كبير يضمن تطوير القطاع الخاص وجعلة قطاعا حيويا يساهم بدرجة فعالة في عملية اعادة البناء والاعمار، كما قدمت الحكومة مشروع قانون النفط والغاز الى مجلس النواب , ومن شان المصادقة علية ضمان التوزيع العادل للثروات على جميع محافظات العراق باعتبار النفط ملكا لجميع العراقيين .

 ايها السيدات والسادة

 ان مشاركة الدول الصديقة والشقيقة في تنفيذ الالتزامات التي تضمنتها وثيقة العهد الدولي ستساهم في تعزيز التجربة الديمقراطية الفتية في العراق وتقطع الطريق امام عودة الدكتاتورية التي جلبت الحروب والدمار والخراب وبددت ثروات العراق وهددت الامن والاستقرار في المنطقة . 

 لا يخفى عليكم ان هذه الانجازات المهمة ستشكل قوة دفع توفر للعراق القدرة على تنفيذ وثيقة العهد الدولي , خاصة وان الامم المتحدة كانت قد اشادت بقدرة الحكومة على متابعة وتفعيل وثيقة العهد الدولي .

 اننا نتطلع الى مساهمة جادة وفاعلة من المجتمع الدولي في عملية اعادة البناء في مختلف المجالات , فالعراق الآمن المستقر والمزدهر سيكون صمام امان للمنطقة ومحطة للتعاون الاقتصادي وتحقيق التنمية .

 ولم تكن الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الحكومة في الجانب الاقتصادي وحدها التي تجعلنا على ثقة تامة بالنجاح , فاصرارنا على تعزيز النظام السياسي الذي ارسى دعائمة شعبنا بكامل حريتة واقامة دولة المؤسسات , تزيدنا اطمئنانا باننا نسير في الطريق الصحيح رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة .

 ان مبادرة المصالحة والحوار الوطني التي اطلقناها ليست مشروعا مرحليا , فالمصالحة الوطنية التي اعتبرناها قارب نجاة للعراق هي مشروع لبناء الدولة الحديثة التي يتمتع فيها المواطنون بالمساواة في الحقوق والواجبات بعيدا عن سياسة التمييز والتهميش والاقصاء التي اتبعها النظام الدكتاتوري .

 ان اهم نجاح للمصالحة الوطنية , انها حققت مصالحة شعبية بين جميع مكونات المجتمع العراق الذي حاول الارهابيون والصداميون تمزيق وحدتة الوطنية وتفكيك نسيجه الاجتماعي ودفعة نحو الحرب الاهلية .

 وما نريد التاكيد علية في هذا الاجتماع هو ان المصالحة الوطنية هي رؤية استراتيجية لمعاجلة الاثار الخطيرة التي خلفها النظام البائد وانها لن تكون محدودة بفترة زمنية او بعدد من الاجراءات والقوانين .

 ان اقرار الحكومة لمشروع قانون المساءلة والعدالة واعادة اعداد كبيرة من ضباط الجيش السابق الى الخدمة والعاملين في الكيانات المنحلة وصرف رواتب تقاعدية ومنح , تؤكد بما لا يدع ادنى مجال للشك بان المصالحة الوطنية هي مشروع حيوي وفعال ياخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعية والتحديات التي تواجة العراق .

 اننا جادون في اتخاذ جميع الاجراءات التي من شانها تعزيزالوحدة الوطنية وان الايام المقبلة ستشهد الاعلان عن خطوات في غاية الاهمية من شانها تكريس المصالحة الوطنية والانتقال بالعراق الى بر الامان .

 ان نجاحنا في انقاذ العراق من الانزلاق الى الحرب الطائفية لم يكن يتحقق بدون المصالحة الوطنية التي نعتقد انها تتعزز يوميا على المستوى الشعبي الى جانب الوقفة البطولية لقواتنا المسلحة وابناء العشائر الغيارى وعلماء الدين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني .

 ان نجاحنا في تحقيق التقدم الامني , منحنا المزيد من القوة والثقة في مواصلة معركتنا مع الارهاب ومحاربة جميع الخارجين عن القانون بعيدا عن انتماءاتهم المذهبية والحزبية والقومية , فسلطة القانون هي التي يجب ان تتحقق والسلاح لابد ان يكون بيد الدولة فقط .

 اننا ماضون في بناء قواتنا المسلحة على اسس وطنية ومهنية وان لا تكون اداة بيد حزب او طائفة , فالقوات المسلحة هي درع الشعب الحصين وحامي الوطن ولن تكون بعد اليوم اداة للاعتداء على دول الجوار التي نعتقد اننا نجحنا في اعادة تنظيم علاقاتنا معها على اساس التعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

 اجدد شكري وتقديري للسادة ممثلي الدول المشاركة في هذا الاجتماع الذي نامل ان يساهم في تطوير الشراكة بين العراق والمجتمع الدولي بما يخدم مصالح الجميع في تحقيق الامن والتقدم والازدهار .

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org