ثقافة منزلية

 

الاهتمام في المكتبة المنزلية

 

لقاء الربيعي / بابل

من مقولة أطلب العلم من المهد إلى اللحد انطلق المسلمين لإنشاء المكتبات العامة والخاصة للنهل من نهر العلم الفياض، كما أن الطعام ضروري ثلاث مرات في اليوم فإن العلم ضروري لتغذية العقل ولو لثلاث ساعات في اليوم.

وتعتبر المكتبة المنزلية هي خير ما يرفدنا لتغذية العقول الجائعة في العصر الذي يسمى عصر العلم والمعرفة والتكنلوجيا والسرعة ونحن العرب والمسلمون يجب أن نلحق بركب هذه القافلة بل ربما يجب أن نسبقها.

أما كديكور فلم يعد دور المكتبة المنزلية يقتصر على حفظ الكتب او استعراضها كدليل على ثقافة اصحاب المنزل فحسب، بل اصبحت اليوم تشكّل أيضا عنصرا جماليا مهما وقطعة او تحفة تزيينية اساسية مكمّلة لأثاث المنزل، لا سيّما مع تنوع اشكالها وتصاميمها العصرية، التي حققت التوازن بين اصالة الماضي وتطور الحاضر. وتختلف اشكال المكتبة واحجامها من منزل الى آخر، وتأتي إما مفتوحة او مقفلة بأبواب زجاجية شفافة.

وفي حين يعتبر ان الشكل المثالي للمكتبة يكون على تسعة اعمدة وعشرة ادراج افقية، فإنه ليس ثابتاً لان الحاجة العملية ومساحة الغرفة، وديكور المنزل بشكل عام، كلها عوامل اساسية تحدد حجمها وشكلها النهائي، كذلك مكان وضعها الذي قد يحدده موقع التلفزيون اذا ما خصص له مكان داخلها، او اذا ما استفيد منها كجدار داخلي يفصل بين غرفتين. وتشدد مهندسة الديكور، فرح الزين، على ضرورة تناسب ارتفاعها مع ارتفاع الباب (ما بين 200 و220 سم)، او ان تأتي في موازاة السقف كي لا تظهر كأنها قطعة مستقلة بذاتها، بل مكمّلة لمقتنيات الغرفة.

وتقول مصممة الديكور الزين: «يفترض اختيار خشب المكتبة بحيث يتلاءم مع خشب أثاث المنزل، ويفضل اختياره من الارز او السنديان. واذا ما تعذر الحصول عليه بسبب ارتفاع سعره، فلا مانع حينها من استخدام انواع اخرى ثم تلبيسها بخشب صلب مع امكان الدمج بين الخشب ومواد اخرى كالزجاج والكروم، اضافة الى ادخال بعض النقوش والزخرفات واشكال القناطر في تصميمها، فتضفي بذلك عليها مسحة شرقية تزيدها رونقا وجمالا. وهذا بالطبع ما تحدده عملية التنسيق والتناغم بين المكتبة ومحيطها لتشكل جميعها وحدة متكاملة معتبرة عن الاناقة والذوق الرفيع».

وتشدد الزين على ضرورة استخدام الرفوف الخشبية لتكون قادرة على تحمّل الاوزان الثقيلة على ألا يتجاوز عرضها 50 سم، حتى تسهل عملية تناول الكتب، مع الحرص على تقطيع الرف الطويل كي لا يبدو خطاً مستقيماً، وذلك اما بإضافة أعمدة خشبية صغيرة او بقطع او تحف تزيينية ناعمة تشكل بدورها نوعا من الاكسسوارت، او ان يتم تركيز الرفوف بشكل متدرج يكسر حدة التصميم الكلاسيكي. كما تنصح الزين بوضع المكتبة في اكثر الاماكن استخداما كغرف الاستقبال والجلوس لابراز جمالها واستقطاب الانظار اليها، او وضعها في غرفة مستقلة تمنح القارئ الراحة النفسية التي تبغيها خلال أوقات القراءة. وفي الحالتين من الافضل ان يرافقها مكتب ملتصق بها وكرسي مريح مع اضاءة مناسبة تسهل الجلوس والقراءة وتبعد عبء نقل الكتاب من غرفة الى اخرى، خاصة اذا ما كان حجمه كبيرا.

وبما ان للجمال والفخامة وجوهاً كثيرة ويمكن تجسيدها في تزيين المكتبة بابتكارات وفنون متعددة، تضيف الزين: «لا بد من ادخال الإنارة في تصميم المكتبة لتكسبها طابعاً مميزاً وتضفي ببريقها لمسة من الفخامة، لا سيما إذا ما وضعت على الجدار الخلفي للمكتبة او على سقفها بعناية بالغة لتنشر اشعاعات خفيفة وكأنها نجوم مثبتة. كما يمكن تسليط الضوء على اي كتاب مهم وثمين، او تثبيت الانارة امام الكتب بشكل خيط ضوئي فتضفي بتوزيعها الدقيق رونقاً خاصاً».


 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com