شعر

 

 

خَاصمتُ صَبري يا عِراقُ

 

 

د. كوثر الحكيم

يُبادلُني المَلامةَ كلَّ يَومٍ

فأسألُهُ التلطفَ في مُحاكاتي

يُهدِّدُ بالقَطيعةِ إنْ ثُرتُ

أو أبديتُ سُخطي مِنْ مُعاناتي

أُسايرُهُ بِقلبٍ مُوجِعٍ وَلِهٍ

لعلَّهُ يوماً يَحِنُّ لآهاتي

وأُسمِعُهُ رقيقَ الهَمسِ في صَحوي ..

في حُلْمي .. وفي كُلِّ ابتهالاتي

سافرتُ عُمري في المِشوارِ تائِهةً

أُضَمِّدُ ما يَنزُف مِنْ جِراحاتي

خَاصَمتُ صَبري فَما عادَ يَرحَمُني

نَسِيت حتى مَواعيدَ الصَّلاةِ

أيا مغرورَ الفؤادِ .. كفاكَ زهواً

إنِّي سَلَّمتُ نَفسي إليكَ وذاتي

وأَسقطتُ عنْ وَعيٍّ كُلَّ أسلِحتي

وأَهملتُ حتى فَخرَ انتصاراتي

فَهل أَتوبُ عنْ حُبٍّ يُلازِمُني

ويَسري في عُروقي كُلَّ لَحظاتي ؟!

أَرسيتُ في بحركَ سفينةَ شَوقي

ورَفرَفَ إسمُكَ فوقَ رَاياتي

طَارحتُكَ الحُبَّ .. فَمتى سَتفهمُ

أَحاسيسي .. سُكوتي .. وثَوْراتي ؟!

مَدَدتُ يَدي إليكَ وشَاغلتُ

صَمتي عَساكَ يَوْماً عليَّ آتِ

أَيا جَاهلٌ .. تعالَ .. ! خُذني اليومَ ..

ضُمْني ، وفجِّرْ أَعَاصِيرَ الحَياةِ

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com