قصة قصيرة

 

طفل الدخان

انعام حمزة

قاصة  عراقية مقيمة في كندا

Ainaimhamod2005@hotmail.com

 

ما أَن دخلَ بابَ منزلهِ ؛ حتى وقعت عيناهُ

على زوجتهِ وهي تقتعدُ كرسياً قديماً ؛ وتبدو

عليها علاماتُ الحزن والأكتئاب ؛ القى عليها

تحيةَ المساء ؛ فردَّتْ عليه بأسى شفيف ؛

ثم تركها ودخل الى غرفتهِ كي يستبدلَ ملابسهُ

تبعتهُ الزوجةُ حيث الغرفةُ ؛ وعندما انتهى من

استبدال ملابسهِ ... قالَ لها :

- أَنا جائعٌ جداً .

- ليس لدينا شئٌ يؤكل .

صمتَ صمتاً مشوباً بالانزعاج وتناول علبة سجائرهِ واشعلَ واحدةً منها ... راحَ ينفثُ

دخانها في فضاء الغرفةِ المُلبدِ بغمامات بؤس كابيةٍ

فجأةً دخل عليهما طفلهما الوحيد الذي اكمل عامه الخامس قبل ايامٍ قليلة .

تشبثَ الطفل بساقيّ أبيهِ وهو يرددُ :

- هلو حبيبي بابا ...

ثم قال لابيه : بابا ... بابا ... أَنا جوعان ...

و...و...أُريدُ ( جكَاره... انت ( مو ) تاكل جكَاير ؟

ما أن سمع الأبُ كلام طفلهِ هذا ... اطلق ضحكةً تفوحُ برائحة المرارة ...ثم اطلقَ ساقيه ليغادر غرفتهِ ومنزلهِ والشارع ليجلبَ طعاماً ما ....

قبلَ أَن يطلبَ طفلهُ شيئاً آخرَ .

 

---------------------

جكَاره ...جكَاير : سيجاره ..سجائر

 

 

  

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com