|
قصة قصيرة
وردٌ على النافذة مهند صلاحات كاتب فلسطيني مقيم في الأردن لم يمضِ يومٌ سبق دون زهور من مجهول لدى الآخرين ومعروف لدي خلف زجاج الشباك المغلق، أحملها لتزين الصالون وأتقاسم جمالها مع الجميع. ولا يفهم كنهها إلا أنا وكلمات مكتوبة بأوراق الزهر، لا يقرأها إلا أنا منك وواحدة منها أختارها كي تزين غرفة النوم لم يمضِ يوم إلا وهمسك حاضر في داخلي ووشوشة كالأطفال تحدثني، فاستمع لهمسك من خلف زجاج الشباك نسرق وقتنا معاً حين ينام الآخرون، ونبحث معاً في أبجدياتٍ أخرى غير صوتية نتحدث فيها عن بُعدًٍ حين يفيق النائمون في البيت لنحدد موعدنا التالي. وحين أتقنا اختراع أبجديتنا بإشارات يدينا، تُحددُ كل ما نود قوله ربما ما ثقلت ألسننا خجلاً في قوله قلناه بالإشارة أنتظر على الشباك أكثر من لحظات أكثر من نهار أكثر حتى من لحظاتِ لقائنا الصامت الصارخ كالكاريكاتير السياسي كيف تمر ونفسك راضية بأن يكون خط سيرك من تحت شباكي، دون أن يحملك الحنين من أن تقول بإشارة يفهمها الجميع "مرحبا" هل كل ما مضى لا يستحق حتى هذه الإشارة البديهية، مجرد "مرحباً" يا صديقتي القديمة !! أما أنا لا زلت على العهد إياه، يا صديقي الحداثي المتجدد بكل لحظة اليوم وقبل أن تمرَ مسرعاً وبعمد متجاهلاً وقوفي على الشباك كنت أصلي لله، نعم كنت أصلي حتى تأتي، ولن يخجلني أن أعترف بضعفي في انتظار حضورك رغم جفائه. وكالعادة لم أصلِ كي تقول ما أتمناه منك، لكن كان بودي أن أستوقفك لأسألك هل ذاكرتنا صلاة تحمل كل هذا التأمل، أم عذاب يربطنا بما نتمنى أن ننسى ؟ أم أني أراها بعينيك كفر تود التكفير عنه بفراقي، لأكون كبش الفداء على مذبح توبتك ؟ هل حقاً كان حبنا ذنباً يستوجب التوبة على هذه الطريقة الصوفية بالعزلة ؟ لا أنتظر اليوم ورداً منك كالسابق فعندي الكثير منه لأهديك فقط أنتظر أن يأتِ يوم تقول لي : "ما أجمل البارحة" كي فقط أغفر لك كفرك بالذكريات الجميلة. سأصلي وحدي على الشباك ، فالذكريات أيضاً نوع من العبادة تُفرض علينا من السماء.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |