قصة قصيرة

 

مدفع الإفطار

مهند صلاحات

كاتب فلسطيني مقيم في الأردن

salahatm@hotmail.com

 ضُرِب مدفعُ الإِفطارِ..

النَّاس يتراكضونَ، يَهرعونَ إلى بيوتهم

ثمَّة قِطَّة تَتسكَّعُ وَحِيدَةً في الشَّارعِ الخالي، أرهبها فجأَةً سعالُ عاملِ النَّظافَةِ المُتأخِّرِ عن موعد الإفطار..

مرَّ وَسلَّمَ على شلَّةِ شُبَّانٍ وَغابَ لِينطلقوا هُم في مُهمتهم اليومِيَّةِ الَّتي اعتادوا على القيامِ بِهَا مع موعد الإفطارِ تمامًا.. يخربِشونَ فوقَ الجدرانِ بعضَ شعارات..

وصديق لي يقف عند شباك الجيران مستغلا فرصة انشغال أم احمد بالإعداد للإفطار، فأم أحمَد مشغولَةٌ في مطبخها بوضع اللمسات الأخيرَةِ على الطَّعام، وصاحبي يَستَغِلُّ هذا الانشغال ليَعِش وابنَتَهَا لحظَاتٍ مِنَ الحُبِّ، وكلاهما صار أخبَرُ مع كثرةِ التَّجارُبِ من الآخَرِ باستغلالِ انشغالاتِ الآخرين!!!

 شُبَّاكِي يطلعُنِي على مشهدين..

هذا

وآخر حيث ضرَبَ مدفَعٌ آخر مُخَيَّمًا لا يبعد عن حارتي سوى هنيهاتٍ من الاستذكارِ المواتي، وتعالت صرخات الفزع والنجدة لنقل الجرحى من كل مكان..

لا أحد يتراكض أو يهرع لفعلِ أَيِّ شَيءٍ

لم أرَ أياً من الرجال يتراكضون كما لحظة انطلاق مدفع الإفطار

فقط هِيَ القِطَّةُ ذاتها، وقفت هناكَ وماءَت.

 ضجيج مجنون هزّ بيت الجيران ... ركام ينهار من الأسقف المجاورة جداً .

 والصمت إفطار الجيران في الجهة الأخرى.

 

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com