إن للحياة ثوبا نسجته أيدي القدر في
هذا الوجود
نواري فيه أحزاننا وألمنا وأحلامنا
المؤودة
عبد المهدي شاب وسيم طويل القامة يلمع
في عينية الذكاء مميز بين أقرانه عرف
بابتسامته الوادعة وخلقه النبيل وأيضا
عشقه للدراسة ,الأمر الذي مكنه من
التفوق المستمر طوال مراحل دراسته
.كان حلم يدغدغ روحه .فهو نواة القلب
ومهد النفس .
كان حلم عبد المهدي أن يصبح يوما ما
طبيب قلب, لكي يقوم بمعالجة والدته
الحنون والتي تعاني من مرض بقلبها
.كان يتمنى بذلك أيضا أن يخفف عن
والده عبء تكاليف العلاج.
عكف على كتبه أكثر من أي وقت سابق ,
فهو في المرحلة النهائية من دراسته
الجامعية ,جد واجتهد, والأمل يحذوه
لان يحقق ذلك الحلم الذي طالما عاش
فيه بكل كيانه انه الطريق المبعثر
بالورود الشائكة خاصة لمن مثل عبد
المهدي .
سهر الليالي من اجل تحقيقه حتى أن
والديه رأفا لحاله ورغم الإرهاق
والوهن التي يعتري والدته كانت لا
تتوانى عن القيام بخدمته تتطبع قبلة
على جبينه وترفع كفيها إلى السماء
بالدعاء بان تكلل جهوده بالنجاح .
واصل عطائه حتى حصل على درجة
الامتياز.تخرج طبيبا يشار اليه
بالبنان.
وفي ذلك اليوم الحزين .خرج عبد المهدي
وابتسامة تعلو محياه وشهادة التخرج
تحتضن حناياه كانت تسبقه خطواته لكي
يخبر أمه الحنون بنتيجة التخرج .
بينما هو يعيش الحلم وصور كثيرة تداعب
أوردة الروح وتدغدغ قلبه صرخ في
المارين( ابتعدوا.. ابتعدوا ..هذا
إرهابي يريد أن يفجر نفسه). فقد أدرك
بحسه بأنه شخص اندفع ليفجر نفسه وسط
الحشود احتضن عبد المهدي الإرهابي
للحيلولة بينه وبين تنفيذ جريمته
.طرحه أرضاً .فحدث الانفجار وقتلوا
اولئلك المجرمين عبد المهدي كما قتلوا
ضمائرهم بأهواء النفس.
لهم قلوب لكن قلوب صلدة غليظة لا تعرف
إلا لغة القتل والدم .أحست الأم
الحنون بوخز بصدرها ورعشة عنيفة هزت
رفاتها نقلت على إثرها المشفى .....