دموع طاهرة تحادرت على
وجنتيها
بللت بها صفحات كتابها
المدرسي
ما أصعب تلك الدموع
تصهر الأفئدة ولا تتحملها
القلوب
تسقط في أديمها
لتقطع الأضلاع من لهبها
إنها دموع الأطفال
وخاصة دمعة هذه الطفلة
أحباب الله
سؤال تراقص بخجل على شفتيها
العطشى
أمسكت عن كتابة الواجب
وبعينها البراقتين كسماء
زرقاء صافية
تحتضن نجما يغفو على بسطها
سالت والدتها بنغمة حزينة
تصعق أوتار الفؤاد
ماما "
ماهو الحب؟
رفعت الأم رأسها وعلامات
استغراب واستفهام بادية على
وجهها
صرخت الأم قائلة
ماذا تقولين
أنت ما زلت طفلة على مثل هذا
كلام
لا تتفوهي بهذه الحروف مرة
أخرى
ممن سمعتها ؟
سمعتها من صديقتي بالمدرسة
دائما تطرق مسامعي بها
ثغرها يحمر
ويتلون وجهها بألوان رائعة
عندما تتحدث عنه
تتورد وجنتيها
وتتسع عينيها
تهدي الأزهار لمعلماتها
لزميلاتها بالصف
تشعر بالدفء بالأمان
تصبح شعلة تضيء بالبهجة
على من حولها
وتكاد تتطير من الفرح حينما
ترددها
براءة
ءأ جميل الحب ماما ؟
تنظر الأم إلى طفلتها
وتساؤلات
كثيرة في فكرها
تزدري بريقها وتتسارع نبضات
قلب الأم
وهي تنصت إلى طفلتها وحديثها
عن الحب
ماما "
هل كل ما يحدث لصديقتي
ويتزايد جمال
وجهها بسبب الحب
الأم بغضب وتشنج قالت لها "
لا تصاحبي تلك الصديقة تريد
أن تفسدك
استغفر الله بنات آخر زمن
الطفلة بكل براءة مستدركة "
ماما لكن صديقتي تحب "
مشهد مؤلم "
الأم يكاد يهرب منها لبها
تحب "
ومن تحب من ؟
تحب والدها كثيرا
هي تقول دوما لي
أبي يحبني
لا تفتأ أن تذكره أمامي دائما
أبي اشترى لي هدية
أبي كل يوم يقبلني قبل دخولي
المدرسة
أبي احتضنني بقوة اليوم
أبي أخذني بالأمس للملاهي
لعبت البارحة كثيرا مع أبي
أبي يحكي لي قصص جميلة قبل
النوم
أحبه كثيراً كثيراً
ماما "
هل فقط من لهم آباء يعرفون
معنى الحب
أرخت الأم رأسها خجلة من حديث
طفلتها وفلذة كبدها
وذرفت عينيها نزف و اسىً
صهر ما تبقى لها من ذكرى
وحزن يسري على هضاب
الدماء