قصة قصيرة

 أصمت ... تسلم !

سنية عبد عون رشو

salamalyasr@yahoo.com

تهاوت على سريرها بجسدها المتعب بعد عناء يوم مضن، في غرفتها المبعثرة التي لا تنم أنها غرفة لمدرسّة للتاريخ. ففي الزاوية أكداس من الملابس وعلى أرض الغرفة تتناثر حاجاتها.

غطت – سارة- بنوم عميق غير مبالية بما حولها. صحت على صوت والدتها تخبرها بحضور خطيبها في الغرفة الثانية المخصصة للضيوف في ذلك البيت البسيط ذي الطراز الشرقي. نهضت مسرعة وهي تداري ترتيب شعرها وملابسها وبعض حاجاتها في الغرفة ثم دلفت إلى فناء الدار بمواجهة خطيبها الذي كان معها في الصباح في سوق المدينة لشراء لوازم حفلة عقد قرانها. أصيبت بدهشة لأول مرة تراه يرتدي بدلته العسكرية حين يزورها في البيت. تساءلت وما يزال النعاس يمسح على ملامح وجهها.

- ما الذي أتى بك؟! أني متعبة ولكنك تثير قلقي.

- أخوك الأصغر – جعفر- قد القي القبض عليه مع مجموعة من أصدقائه حال خروجهم من المدرسة. لم نستطع عمل شيء. في مثل تلك الأمور تغدوا المحاولات للتدخل غير ذات جدوى.

- وماذا فعل وما هي جريرته أنه قاصر والقانون .........

- دعينا الآن من ذلك . بعض أصدقائه اتهموا بحوزتهم لأحد الكتب الممنوعة.. لربما شملته نفس التهمة.

- لكنه قاصر .. والقانون ....

غاب ( جعفر) ولم يعد من يومها فيما بقيت العائلة تنتظر فرج ما حل بهم من نكبة.

بعد انقضاء أكثر من عام حاولت – سارة- أن تخرج من دائرة حزنها وصمت ما يحيط بها فقررت الزواج من خطيبها الذي هلل فرحا وابتهاجا لسماعه ذلك القرار. وحالا توجه بكتاب يعلم فيه دائرته العسكرية كما هو سائد في عرف من يعمل في مثل تلك الدوائر العسكرية.

بعد مرور شهرين أبلغته دائرته بعدم الموافقة على زواجه : أخت المغيّب لا يجوز لها الزواج بضابط في الجيش.

سارة التي مسها حلم للزواج من إنسان أحبته ويحبها ما تزال بلا هدف.

ولما تزل جروحها تنكي وتنزف دما.

 

12/3/2006

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com