|
قصة قصيرة
اختطاف
عبدالكريم يحيى الزيباري كان المطر شديداً تلك الليلة، صوت الأوراق وهي تشرب المطر، أضعفُ من صرخة، وأقوى من الصمت، رغم ذلك لم ينتبه له أحد، في الصباح بينما كانَ الأبُ يتناول فطوره، رنَّ جرس الهاتف المحمول، كانت النغمة أغنية غربية سيلين ديون، الأم منهمكة بالأكل، البنت منهمكة في الصمت، تفكر بعيداً: -مَنْ أنتم؟ما هذا؟ أنا سائق تاكسي بسيط!! من أينَ لي هذا المبلغ الكبير. رمى بالجهاز على الأرض ولكن بلطفٍ شديد، فقد كان غالي الثمن، بدا شاحب الوجه، استفاق من خوفٍ قديم على خوفٍ جديد، توجه إلى زوجته الحسناء، إنَّها مشروع عجوزٍ ناجح، لم تلتفت إلى خوف زوجها، قال لها بحزنٍ شديد: -هيئي صرّة النقود سأغادر مع ابنتي أولاً، ثمَّ الحقي بنا غداً لكيلا يظنوا أنني هارب. -كلاّ هذه المرة سآتي معكما. خرجا إلى ناصية الشارع، توقفت سيارة أجرة، صعدَ في المقعد الأمامي دونَ أن ينبس بكلمةٍ واحدة، كأنَّه غاص في بحر وليس في مقعد، صعدت زوجته الحسناء وابنتها التي كانت تشبه أمها، في المقعد الخلفي ولم تسر السيارة سوى بضعة أمتار، حتى وقفت سيارة أمامهما وأخرى خلفهما، وترجلَّ منها عدة مسلحون، كانوا صغاراً في السن ولم يكونوا ملثمين، أنزله اثنان منهم وهم يشتمون ويصرخون في وجهه، وزوجته وابنته تبكيان، رفض، وأمسك بباب السيارة رافضاً النزول هددوه بالقتل، زوجته أعطتهم الصرّة فأخذوها لكنهم لم يتركوا زوجها، سحلوه في الشارع لكنَّه كان ثقيلاً ملتصقاً بالأرض، فأفرغَ أحدهم رصاصات في رأسه والتصق جزء من جلدة رأسه بالشارع المعبد، نزلت زوجته وهي تبكيه، كانَ أحد المسلحين، وهو أصغرهم سنا، يقترب من الأم وابنتها، قال بحزن: -لقد جئنا لخطفه فحسب لكنَّه... كانت الأم تدعي عليهم شاكيةً إلى الله، جاء مسلحٌ آخر وسحب الشاب الحزين من رقبته بعنف وزجه في السيارة التي انطلقت بسرعة كبيرة.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |