صبيحة شبر
sabiha_kadhum@hotmail.com
أنت غريبة هنا ،،لا تعرفين واحدة منهن ،أتوا بك ظلما ، وزجوك
رغما عنك ، قلت لهم مرارا انك لست المخلوقة التي تطلبين ،،
- أ أنت ممرضة ؟ ؟
لم تعملي طوال حياتك ، خارج منزلك ، كنت ربة بيت ، وأم ،،
تقومين بما يتطلبه المنزل منك من أعمال ، لايمكن ان تنقضي ابدا
مهما حاولت
إحداهن متهمة بسرقة ، والثانية باغتصاب ، والثالثة احتالت على
زوجها ، ساطية على ما يملك ، مسجلة إياه ، باسمها ،، ورابعة
تدخن بشراهة ، عارضة مفاتنها أمام الأعين الفضولية ، الناظرة
إليها ، بوقاحة ، لم تكوني تعرفين انك ستتعرفين على بطلاتها
- ألم يسبق لك ان عملت ممرضة ؟؟
تقسمين لهم ، باغلظ الأيمان ، انك ربة منزل ، ولديك أربعة
أولاد ، وبنت واحدة مريضة ، أتيت بها ، من مكان بعيد للعلاج ،
استعصى عليكم شفاؤها ، في البلد الذي تقطنون به ، وقرر مجلس
العائلة ، المنعقد لدراسة حالة المريضة التي تزداد سوءا ، يوما
بعد يوم .,
تساءلت الجالسة ، قربك ، بامتعاض :
- لماذا أتوا بك إلى هنا ؟
بودك لو تعرفين ،، وجهوا لك عدة أسئلة ،، وأنت في المطار ، عن
مهنتك ، وعن طبيعة نشاط زوجك ، ولماذا انتم تتخذون من خارج
البلد ، مأوى لكما ، ولأبنائكما ؟ والوطن عزيز على الجميع ،
مشهود له بالغنى الوفير ، وبتنوع الخيرات ، التي تجعل الغرباء
، يتوجهون إليه ، وانتم ارتأيتم البعاد عنه ، رغم المغريات ،
التي منحت لكم ...
تظهر علامات الغضب واضحة ، على ملامح زميلتك ، الواقفة ،
باستمرار ، وهي تنظر ، بشبق ، لا عهد لك به ، إلى الغادين
والرائحين ، من موظفي المنزل الكبير ، الذي أسكنوك به
- أنت الخائبة ، المسكينة ، لماذا أتوا بك إلى هنا ؟؟
تتمنين ان تعلمي ،، أخذوا ابنتك منك في المطار ، وزعموا أنهم
لها معالجين ، وإنهم يلقون عليك بعض الأسئلة ، ويرغبون ان
تكوني ، صادقة في الجواب عنها ..
- أجوبة محددة نطلبها ، وتعودين الى ابنتك المريضة
لم تعرفي مهنة غير الاهتمام بزوجك الحبيب ، وأولادك الأعزاء ،
وهي مهنة شاقة ، لم تتمكني من إتقانها ، مع حرصك الشديد على
ذلك الإتقان ،، لابد ان تتركي بعض الأشغال دون إنجاز ، رغم انك
تستيقظين قبل الجميع كل صباح ،، وتذهبين الى نومك ، بعد ان
ينام آخر فرد في الأسرة التي تعشقين ...
نظرات شبقية ، تنطلق باستمرار ، وبلا هوادة ، من زميلتك في
المكان ، وهي تحرص دائما على الوقوف ، لتظهر ما منحها الله من
مزايا حسان ، خلعت ملابسها ، وأبقت المشد اللاصق ، على أسفل
خصرها ، أخذت سيكارة ، بدأت تدخنها بشرهة ، وهي تمعن النظر ،
بشكل يدعو الى الريبة ، والاستهجان ، تظهر على الرجل الموظف
هنا علامات الاستحياء ، يرتبك ، وتعود نظراته منطلقة في المكان
، وتصيبه عدوى الشبق ، ولكنه يصوبها اليك ، أنت الجالسة ، التي
لم تقترف إثما ، ولم تتعلمي طيلة حياتك ، كيف تبعثين بنظرات
تستفز الرجال ، وتجعلهم ، يرتبكون ، مع انك متزوجة من رجل
تحبينه ، وأم لأربعة أولاد وابنة مريضة ، لم يتمكنوا من إيجاد
العلاج الشافي ، لمرضها اللعين ، بقيتم تنقلونها ، بين بلد
الإقامة ، والبلد الأصلي ، ردحا من الزمن ، وهذه السفرة
الأخيرة ، ضمن سفرات طويلة ، ومتعددة ، قمتم بها ، من أجل ان
يتم شفاء الابنة العزيزة ، المصابة بمرض عضال
- كلمات قليلة ، تقولينها ، ونسمح لك باصطحاب ابنتك المريضة ،
والذهاب بها الى العلاج
يضنيك إصرارهم ، بأنك ممرضة ، وان أمك اسمها خديجة ، تحاولين ،
ان تثبتي لهم ، ان أمك فاطمة ، ولكن عبثا ، تذهب محاولاتك سدى
قلبك يؤلمك ، لا تعرفين ، أين وضعوا ابنتك المريضة ، هي بحاجة
الى علاج
- ألم تشتغلي ممرضة في بغداد الجديدة ؟؟
لم تري تلك المدينة ،، وكنت ترغبين دائما ان تزوريها ، حدثوك
انها جميلة ، دعتك صديقاتك لزيارتها ، وعدتهن ، ولم تفي بوعدك
لتراكم الأعباء
- انت جاهلة ، مسكينة ، ما هي تهمتك ؟؟
يؤلمك وضعك ، يضنيك ما أنت به من تشتت وحيرة ، أفراد أسرتك
بعيدون عنك ،، لم يتمكنوا من زيارتك ، هم في بلد بعيد ، وابنتك
المريضة ، لم يخبروك أين وضعوها
تفكرين في حالتك الصعبة ، وتتوصلين الى قرار
- ألم تشتغلي ممرضة ؟ أليس أسم أمك خديجة ؟؟
- نعم ، اعمل ممرضة
تظهر علامات الاندهاش واضحة على محيا الرجل ، يعود مجددا الى
طرح الأسئلة
- وما هو أسم أمك ؟؟
- خديجة
يقوم الرجل غاضبا ، ويسير شمال الغرفة وجنوبها ، ثم يعلن قائلا
- كاذبة أنت وملعونة ، لست ممرضة ، وأسم أمك فاطمة
اللعنة عليكم جميعا ، ماذا بمقدورك ان تفعلي لهؤلاء
يواصل الرجل كلامه
-
لو كنت صادقة معنا لاطلقنا سراحك ، ولكننا سوف نبقيك
لبعض الوقت ، يومين فقط
-
وحين ينتهيان يمكنك الخروج من هنا