|
قصة قصيرة أحلام أنثى منال صبري بوشاحي الحريري الذي يدثر جسدي ونسمات الهواء تطير خصلات شعري ... حملتني ساقاي إلى شاطئ البحر عبثت أصابعي بالرمال المبتلة ..... وفجأة ثار البحر وارتفع المد وتأملت الشمس هاهي تضرجت بحمرة نارية لتبتلعها مياه البحر على وعد بلقاء جديد في الصباح التالي ... ويأتي صباح يتلوه صباح أخر... وما زال هذا المكان يضمني وحيدة ما زلت أقلب دفتر سنواتي سنة تمر وراءها سنة ولن يدق الفرح على بابي .. أمضي وحيدة أراقب طيور النورس وهي تحوم بالقرب مني كأنها تودعني قبل أن تأوي إلى أعشاشها ... لما كل شيء يودعني ...؟ حتى الفرح يودعني ...؟ ما زلت أسطر أيامي بحبر الألم أسترجع ذاكرتي عندما كنت صغيرة وكانت الدنيا تضحك في عيني أرتمي على صدر أمي هذا الصدر الذي منحني الدفء والحنان كان ملاذي كلما أحسست أني في مفترق الطريق وحيدة هذا الصدر الذي تبلل بدموعي التي لم يشعر بها غيره هذا الصدر الذي يضمني فتسري الطمأنينة في جسدي فأين هي هذه الأيام..؟!! هاهي تمضي الأيام لتلحقها السنوات أطوي الدنيا ذهابا وعودة في كل عام من أعوام عمري حتى الابتسامة التي كانت تشرق في حضن أمي وأنا صغيرة ضاعت مع الأيام .. بحثت عنها فلن أجدها تلك الابتسامة البريئة التي تخرج من القلب دون عناء أو جهد أسأل نفسي متى يا ترى موعد الحصاد حُب .. دفء .. قلب يحتويني ويضمني ...ويبني معي باقي الآمال لمتى سأظل أحزن على كل سنة تمر من عمري دون أن تترك لي لحظة سعادة متى سأجد الحب الذي أغرق فيه كل همومي ... ؟ متى سيأتي من سأجلس بجواره وأتلعثم عندما تعقد المشاعر لساني لحظة امتلاء قلبي بها أتلعثم وينعقد لساني عندما تصافحني ابتسامته مع صوت تساقط حبات الندى على صوته متى سيأتي هذا الرجل لتبدأ حكايتي معه عزفا رقيقا رفيقا هادئا ماء يترقرق ... ضوء يتألق ... إغفاءة متعب هده الرحيل ووصل أخيرا إلى المرفأ معه سأتسلق جبال الدنيا وسأسكن قممها معه سأخترق الحدود ... فمتى سيأتي هذا الذي سيحول أيامي كلها لحظات سعادة ؟؟؟ متى سيأتي من يجعلني لا أكتب الكلمات بل أنقشها مرة على الصخر ومرة على سطح الماء متى يأتي من سأنصت إلى عباراته وترنيم كلماته وهي تنطق باسمي جميل أن تتوحد روحان ليصبح الكل واحدا ما زلت أرى أحلامي جزيرة بعيدة في الأرض يستحيل تتبع بداياتها رغم أن الأوراق بها دائمة الخضرة ...الزهور تملأها ...مستقر لكل مرتحل وظمآن ولكنها بعيدة عني أنا ... لا أستطيع الوصول لها ...!!!! حاولت كثيرا لكنني فشلت في ذلك وهاهو يسحب الكون وشاحه الحريري الأحمر ولف به الشمس لحظة انسحابها خلف الأفق نظرت للشمس وهي تودعني أسمع وعدها أن تشرق صباحا علي بنورها مرت بي نسمة باردة سحبت مني وشاحي الحريري الذي أدثر به جسدي ونظرت بابتسامة ساخرة عن موعد لميلاد فجر جديد ممتلئ بالفرح آه كم طالت أيام العمر فلخصتها دمعة
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |