|
قصة قصيرة الطريق في البحر نجيب كعواشي / المغرب في المقاطعة, كان في انتظاري فصل كامل من المشاحنة واللجاجة, مع موظف بيروقراطي صغير, لو أعطيته الحكم, لأطار عنقك دون هوادة, قبل أن يمر لإطارة أعناق باقي عباد الله. أردت أن أستخرج نسخة من عقد الازدياد. ضاع مني وقت طويل وأنا أحاول أن أقنعه, بأن تلك الخربشة التي تغطي جزئيا الرقم الأخير, يمين أرقام سنتي الميلادية, كانت من فعل الموظف الذي سجل تاريخ ولادتي, في مسقط رأسي. ولكنه لم يقتنع, وحكم رأيه الناشف (ما كان عليه إلا أن يراجع تاريخ ميلادي بالتاريخ الهجري, ليتأكد من تطابق التواريخ). دماغه تزداد جفافا, وأنا أردد كالببغاء لأدعم رأيي, بأنها ليست أول مرة أستصدر فيها هذه الوثيقة, ودائما أستصدرها بلا تعقيدات, حتى بت أعرف جميع موظفي المصلحة, وكل من تعاقب على العمل بها, أو على رئاستها, بل إن بعضهم كان زميلا لي لسنوات طويلة, على كراسي الدراسة, قبل أن يلتحق بكراسي أخرى, وثيرة هذه المرة, هي كراسي المسئولية.. قرأت في قناعه طيفا من مراجعة الذات, ومع ذلك لجأ إلى الجوكر الذي يفتح كل الأقفال المنيعة, ويغلق عليك الفرصة لحل مشكلتك العالقة: - انتظر حتى يأتي الرئيس. تفقد أتذاك ما بقي لك من هدوء هش.. لا مفر من انتظار الرئيس, الذي ربما يأتي, وغالبا لن يأتي. وأمام انسداد كل أفق في الظفر بالوثيقة, أغير من مقام صوتي وكأنني سأؤدي أغنية, وأخفضه إلى أدنى مستوياته, وأفجرها كالعبوة في وجهه, بعد أن أكون قد التفتت يمينا وشمالا, وتأكدت أنني في مأمن من العيون البصاصة, والآذان المتربصة بالتقاط الأسرار والخفايا, من الموظفين المسطرين خلف مكاتبهم, كالمعزين في جنازة, وأكون قد تأكدت من أنه يستدرجني لهذه الحركة.. والفاهم يفهم.. وهذا السيناريو, من ألفه إلى ياءه, ما هو إلا مقدمة لكي أظهر الورقة, كحكم يشهر إنذارا في وجه لاعب, لم يحترم قواعد اللعب النظيف, ولكنها ورقة سحرية بإمكانها أن.. تفتح الطريق في البحر.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |