دثر الليل بظلامه البهيم معالم القريه وضاع في غياهبه حتى السد الترابي الذي يرزح مستسلما لمناغاة امواج الهور واختفى عن ناظريه كل اثاث العالم سوى مشاحيف مرصوفه تمد اعناقها مثل كائنات اسطوريه سوداءاقترب رويدا رويدا000ثم نادى ذلك الشاخص المتكور قرب الجرف بصوت خفيض 000اركبي 00 هيا اركبي00 لاتحدثي صوتا واخذ يجدف بانفاس لاهثه وبرغبه ممسوسه طالما جذبتهما هما الاثنين كقوه ازليه غامضه وخفيه صوب احراش البردي الكثيف الذي يحيط عادة بزورقهما كحارس اخرس 00 وصلا الان وقد استفهم منها برجوله واهيه اجابته
_هو الذي بدا الخيانه0000 داعبته الذاكره فبرزت ملامح وجه زوجته في الظلام واردف متنهدا
_اتنتقمين 00؟00 تسرب المتعاض الى صوتها لكنها افهمته ان مايقوم به زوجها من خيانات مستمره وصريحه كان حريا به ان يؤديه واجبا لزوجه شابه مثلها, ثم اختتمت حديثها
_ ايظن نفسه عبقريا؟؟؟
لم يجب بل ادلف الزورق وسط البردي رافعا راسه الى السماء انه يخاطب نجمه قاصيه (ايمكن ان ادفع ثمن خيانتي انا 00 ايضا؟؟؟) اناى هذه الفكره عن ذهنه حينما تخلل انفه مزيج من رائحة جسدها الرطب وعبير زنابق الماء وعطور الهور العبقه التي يمتلىء بها الفضاء فتحمله الرياح الشماليه الى الشاطىء الذي ودع الان الزورق الثاني
الزورق الثاني ينط بسرعه غير معهوده فوق الامواج الصغيره كمهره جامحه فيما اخذ المجدف يدمدم ويلتفت يمينا وشمالا كانه تاكد تماما من ان الابواب جميعها مغلغه امام اي فكره للتنحي عن القصاص الذي سوف ينفذه الليله, حالما تقع عيناه على الزورق الاول ,
الزورق الاول يخدر ثملا فوق سطح الماء ,يحتضن جسدين يلتحفان الظلام وملتصقين كتوامين :
_انت رائعه00
_وانت ..ثم تمتمت بجمل متقطعه يحفها الغنج الانثوي المصطنع بخبره وممارسه لاتبدوان حديثتا الولاده تاركة لجسدها المكتنز ان يتارجح مع اهتزازات الزورق المنتظمه بفعل موجات الهور الذي لاتهدا فيه الحياة ليلا,
ولان الحياة لا تهداء في الهور ليلا هاهو الزورق الثاني يقترب منهما حيث عمد به صاحبه باتجاههما وهو يدمدم مره ويصك على اضراسه مره اخرى (سوف اقدم لكما بطاقة سفر الى الجحيم 00 حالما اراكم00بمناسبه ليلهتكما هذه بضعطه واحده على الزناد )بعدها لاح له الزورق الاول محشورا بين البردي وبدى له شيئا فشيئا ذلك المشهد الذي صمم ان يسدل الستار عليه اسدالا ابديا 000 الان
لم يكن لاطلاق النار ليلا ادنى اهتمام لابناء القريه وهاهم احتشدوا اليوم فجرا فوق السد الترابي وهم يشيرون بسباباتهم باتجاه البردي الذي تشوبه صفرة غامضة وفيما تعالت الاصوات راح بعضهم يستغل المشاحيف هرعا للمكان تاركين على الجرف طفلة في الخامسه من عمرها تتسائل بعينين ناعستين لم تدنسا بعد
(ترى لماذا ذهبت والدتي الى وسط الهور الكبير 0000
ولما يقف والدي متسمرا في مكانه وحيدا وبعيدا عن الحشد
هناااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااك.....؟؟؟ !!!.؟