بنت الرافدين

قصة قصيرة

الرجولة عندما تنتفض

احلام عبدالرحيم

سلمته بطاقة تفوح منها العطور الأنثوية, وتزخرفها حروف العشق.

حروف تنبض بالحياة.. وتشعل الدفء في قلوب تكسوها الثلوج..

التي قد تكومت في أوردتها

وفي نهاية البطاقة (أنت رائع ساحر ,وذواق )عيد ميلاد سعيد : سكرتيرتك أمل

أصابها الألم انصهر فؤادها للخيانة, ألقت بنفسها على السرير, وأخذت تجهش بالبكاء..

قال لها وكله ثقة وبعبارات تفصح عن اعتزاز بالنفس

\" احممم .....صحيح أنها تفيض رقة . وثرثرتها مريحة

إذ تبدو وكأنها نسمة هادئة ..رذاذها ينعش الروح

الصدئة, والنفس المتعطشة.وو

ارتفع صوتها بالبكاء ركلته برجلها, رمت الوسادة بوجهه.

احتضنها بحنو كأم تحتضن بصدرها طفلها ,لتمتص ألمه .جوعه وعطشه

قال لها \"لا تحزني غاليتي فكل شيء مقدر علينا!...

رفعت عينيها المغرورقة بالدموع بعينه قائلة له \"هل هذا يعني انك تزوجتها علي.

انفرجت عن أساريره ابتسامة وقال لها: أنت شريكة حياتي منذ عشرون

سنة........

وان اكتنفت حياتنا المشاكل والهموم.وان اختلفنا وأصابنا الفتور والملل

لكن!! كل ذلك بمقدورنا معالجته أيتها الحبيبة.

وأنت تعلمين !ياشريكة الروح ....إنني ليس من النوع الذي يبحث عن مبررات

لنزوات تمتص رجولتي ..

أنا ليس بحاجة إليها \"إنما احتاج قلبك النابض بالحنان والإخلاص.

استطرد قائلا لها : حبيبتي وأم أولادي لا يمكن اسمح لنفسي أن أهمشك ابدأ

أنت من صبرتي وتحملتني .وحملت على عاتقك البيت بأسره .

وتعلمين أنني دائما ما التمس العذر لكِ....... طبع قبلة دافئة على جبنيها ,امسك بيديها .

وامتزجت بثغريهما ابتسامة,تفصح عن علاقة مقدسة ,تكسو حياتهما بردائها الجميل

همست بأذنيه \"أنت رجل, بل نعم الرجال .

وهمس لها قائلا \"أنتِ طعم الحياة وعذوبة الجمال وحلاوة الكون

ابتسامتك تذيب الجليد وتحي الروح فلا تحرمينها

هنا تتجسد معنى الرجولة , بعدم الضعف .أمام الإغراءات

وعدم المتاجرة بمشاعر الآخرين من اجل نزوة طائشة, قليلة مكثها....دغدغتها وهمية

تنهش بقداسة الروح وسموها ...