|
قصة قصيرة صفحة منسية من صفحات الحرب علي السباعي / الناصرية
تتلألأ فوق اضرحة الذهب اضواء الروضة الحيدرية رجل مربوط الى كرسي للمعاقين بحبل متسخ بلا يدين وساقين يصرخ في وجوه الزوار:- - انا كلب ... قذر... اجرب. سألته مدفوعاً بفضولي:- - ما بك؟ طرفت جفونه، ارتعش ذقنه حدجني بنظرة صلفة، لعق شفته السفلى بلسانه المتشقق اليابس، قائلاً:- - ستهرب مني قبل سماع حكايتي. قلت لهُ: -الحياة جميلة لا تحزن، فنحن... نظر الي بغضب، قاطعني صارخاًْْ، - انا قذر... قذر! مط كلمته الاخيرة – نظرت اليه بعينين مذهولين، استطرد يصيح: - ما صنعته يداي القذرتان ابشع من القذارة. قلت، وعيناي تحدقان في عينيه الواسعتين الصفراوين: - هون عليك. تكلم رجاءاً! قال، بعدما لعق بلسانه شفته السفلى: - في الحرب اقتحمت منزل عائلة بعدما رفست الباب بقوة، برفقتي كان جندي شاب، هجمت على المنزل شاهراً رشاشي الى الامام، فوجأت بوجود امرأة قد اعطتنا ظهرها تصلي على سجادة حمراء، معها طفلان يصليان خائفان مرتجفان منا، صوبت فوهة رشاشي نحوهم، صرخ بي الجندي: (ماذا تفعل يا هذا؟ أجننت..) كان جوابي له، بأن زمجرت رشاشي بصوتها الوحشي، فأنغرزت رصاصاتها في الأجساد المصلية البريئة، صنعت جراحاً عميقة،الدماء دفاقة تسيل على سجاجيد الصلاة، سقطوا، دماؤهم حمر عارمة تصرخ غضباً في دفقات تسبح لله، لم يصّدق الجندي مايراه، خرَّ صريعاً بنوبةٍ من الجنون الهستيري، سارعت لأحضار رفاقي الجنود لحمله، حالما خرجت من المنزل، وتخطت قدماي عتبة الدار، سقطت قذيفة امامي فكان ان: قطعت يداي وساقي، وانا لما........ تركته في عربته صدءاً ، يعيش قذارته.. ومضيت ابكي...
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |