قصة قصيرة

قميص يوسف

حسن رحيم الخرساني

almdar2211@maktoob.com

هناك أصواتٌ أنتهكتْ جداري وهي تمضغ ُ الحربَ بأثواب ٍ وسوس َ لها الخيالُ المتزن ـ طبعا ًـ والحاصلُ على شهادة ٍ من المقابر والأخرى في إنتهاك حقوق ِ الإنسان من ـ الأمم المتحدة ـ ولا سيما بعدما رحلتْ الطيورُ من أهوارالجنوب في العراق تاركة ً للمدافع جثثا ً تشاهد ُ الموتَ وأخرى رفضتْ البقاءَ لذا رحلتْ بلا وداع ٍ يُذكر...

وإنني ـ وقلمي النحيل ـ اتنفـقـنا دون حراس أن نصافحَ هذا الإنتهاك من أجل ـ كلكامش ـ فهم أحفاده .. وكذلك من أجل المبدع الجميل الذي لملم هذه الشظايا  ـ  أصوات الشعراء ـ  وهو الصديق الشاعـر وديع العبيدي في كـتابه ( أحفاد كلكامش راهنية الشعر العراقي ) (( 1980 ـ 2000 )) . 1ـ

لقد تفجرتْ في رأسي العصافير والتي أحالتْ وجودي إلى نجوم توزع أنوارَها لتلتقـط من هذا الظلام الحالك أنينا ً يتهجى الدمارَ ويستنشق مجازرَ أدمنَ فاعـُلهاعلى التواصل فوق راحتي ـ تمثال الحرية ـ ولأنني لا أحمل ُ تصريحا ً كاملا ً يخولُ أصابعي بالصراخ رسمت ُ لقـدمي  قاربا ً أتعبني صنعه حتى أعـبرَ بهِ  إلى كهوف الشعراء الذين لوث أمزجتَهم الدخان ُ

والغازات السامة.. وبعدما سقط حمورابي أمام مسلته ِ  شاتـما ً الحضارات َ والزمنَ الذي يحتكرُ لنفسه ِ هذه الحياة ....واليومَ

وأنا على ساحل ٍ  مفـتوح ٍ هاجمني ـ الكاكي ـ وهي يطلق ُ بوجهي جنة َ روحه ِ قائلا ً :

((أستيقظ الشعب الذي كان يقظا ً

على قيامة ٍ ملونة ٍ

صوت ـ المنصور ـ

كان يأتي من بئر ٍـ عباسي ـ جدا ً )) 2 ـ

وحتى لا أغادر مكاني استمسكت ُ بشيخي ـ أبو العلاء المعري ـ ليقـودني في هذه المتاهة الجميلة وليكشف َ لي عن سر هذه اليقـظة ِ النائمة تماما ًوالتي إنتفظتْ لتعود إلى سباتِها من جديد وعلى يد ِ المنصور ( منصور ُالعراق الذي تربعَ على العرش 1979  ) .. والذي أشعل َ قيامات ملونة لا قيامة واحدة ولاريب يعرف ُ الجميع ُ مواويلها .. الذي ظهرَ للوجود ولا يعرفُه ُ أحد ٌ سوى البئر الذي أخرجه ُ من سليل العباسيين ، وهم لغة ٌ لايفهمُها إلاّ ـ إخوان الصفا وخلان الوفا ـ لغة ٌ أتاحتْ إلى كولومبس البزوغ ثانية ً ولكن على حساب تموز..الإله تموز.. الشامخ كالرصاص ..

(( رصاص ٌ في الحرب .. في العرس ..في المآتم

مناخنا رصاصي  .... استوائي على مدار السنة  )) 3ـ

إنني أنذرُ روحي من أجل أن أعانقَ هذا المآتم الرصاصي ..العرس الرصاصي ..الحرب .. كي يفتحَ المناخُ همهمة َ التراب أمامَ الأمهات ..والحاضن أكبادهن المعدومين .. الحاضن أكد ..ولكش ..وسومر ....وكذلك ـ شوارسكوف ـ 4 ـ وهو يضحك ُ والطائراتُ تضخُ له ُ بإبتساماتها ـ البوشوية 5 ـ الحالمة بأرض السواد ..السواد ُ الذي يطوفُ في القلوب ..سارقا ً عطرَ النخيل ِ ثم نطفة ٍ مازالَ رحيقها في السماء !!

أيتها السماء

مَنْ سيصطادُ لنا سمكة ً ؟؟

وكلُنا مشينا إلى الحرب ..؟!!

إنني في طرق ٍ لا تؤدي..وبي وجع ٌ جالسٌ ..

أجرُ خطايَ إلى الدجلتين .. أتعثرُ بالهواء ِ

المنتفخ ِ بالدم ..!!

(( حرب كثيفة ٌ ... تتوسد ُ أيامي ... تتوسدُني  )) 6 ـ

أنا غابة ٌ من الرطب ..سخرت ُ الطوفانَ لي حتى أطهرَ الأرضَ ..ليكون السلام قميصا ً لأخوة ِ يوسفَ .. لماذا إذن ...؟

لماذا حملتْني الرياح ُلتلقي بي على مسامير هوريشيما كي تعلنَ حريتي كما تشتهي الصواريخُ وأسنانُ أمريكا ..؟؟

إنها إنوثة ُ الثلج ِ.. وهي تفتحُ ساقيها أمام لينين وماركس بعدما أصابهما الغثيانُ المشع من دهاليز ـ البيت الأبيض ـ

ولم لا .. وصاحبي يقولُ :

(( نحنُ صحراويون بلا رمل ... وبحريون بلا ماء ...لانريدُ شيئا ً ... فقط ..

  نريدُ مزج الأوان ...نريدُ أن .....نتوازن ))  7 ـ

التوازنُ لايعني أننا نشذبُ لحانا ونحلقُ الشوارب .. إنما نتشظى ونحدقُ جيدا ًفي أي الإتجاهات علينا أن نقف َ بجسد ٍ واحد ٍ وعصا واحدة ٍ يخرُ أمامها السحرةُ سجدا ً لله ..

يا أحفاد كلكامش :

(( لا عاصمَ اليومَ من السقوط ...

 لا عاصمَ من الخسارات ...

  لاعاصمَ من الرمال

وهي ترقص ُ في أفواه الشياطين  )) 8 ـ

 هامش

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ أحفاد جلجامش ..راهنية الشعر العراقي 1980 ـ 2000

من منشورات ضفاف ..إعداد وتقديم وديع العبيدي .

2 ـ  خالد كاكي شاعر عراقي مقيم في مدريد .

3 ـ  مقطع من قصيدة ـ من مفكرة جلجامش ـ للشاعر خالد كاكي .

4 ـ  شوارسكوف : قائد عمليات عاصفة الصحراء في حرب الخليج .

5 ـ  البوشوية : نسبة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش .

6 ـ  مقطع من قصيدة ـ حروب ـ للشاعر العراقي عباس اليوسفي .

7 ـ  مقطع من قصيدة ـ توازن ـ للشاعر العراقي علي الإمارة .

8 ـ مقطع من قصيدة ـ قهوة الأرض ـ للشلعر حسن رحيم الخرساني .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com