قصة قصيرة

العرّافة

زينب الربيعي

zaimrub@hotmail.com

قال لها: أنا أخاف من كل شيء ولاأعرف كيف أختار.. الحياة أم الموت، الحب أم الكره، الخير أم الشر.. أخاف الرجل الذي بداخلي والمرأة التي أمامي، أريد الهرب من نفسي فقد اكتفيت من الخوف، دليني على طريق الهروب.

 قالت له: سأدلك على الطريق، إذهب الان الى الصخرة العائمة وسط البحر، سطحها على ضيقه سيتسع لك، قف هناك وانتظر لايوجد غير الصمت المطبق.

بحر هاديء موجاته الخفيفة تدغدغ اصابع قدميك وريح ناعمة ندية تملأ صدرك بعذوبتها وحبات مطر تستقر على شفتيك لترويها وسماء صافية تنتشي للونها روحك ترفعها كأنها طائر من ورق معلّق بخيوط بين السماء والبحر.

 لن تنتظر طويلا حتى تأتيك العاصفة، إبق مكانك مسمرا وتماسك.

موجات البحر الهائج ترفعك الى السماء فتتيه منك روحك داخل الغيوم المتلاطمة، والبرق يترصدك يدخل ألسنته خلال عينيك ليخطف قلبك الخاوي، والريح تلّفك لتصبح كنجمة البحر أطرافك تدل على كل الجهات.

 تُرجعك موجات البحر الحانقة الى صخرتك الان، تذوب الرياح ويختفي البرق ويهدأ البحر كما الطفل النائم.

قال: لم أتألم.

قالت: لا ولن تشعر بالألم، فروحك لن تتحمل جسدك بعد الان، إنها تسبح كطائر الورق وجسدك لن يتصارع ابدا بل سيبقى حرا، وعيناك لن ترى من خلالهما نورا يخيفك الظلام الذي في آخره.

 إترك الصخرة وعد من حيث أتيت لن تخاف بعد الان، فقد تخلّصت من كل ما كان يخيفك،

لكني أسألك أن لاترجع إليّ مرة اخرى لتقول بأنك اصبحت تخاف من نفسك فلم تعد تعرفها.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com