|
قصة قصيرة الصياد والحورية زينب بابان دوي انفجار قوي .. وتكسير زجاج وضجيج؟؟ الصياد حائر في غربته على حوريته .. أين هي في بلد اللاحياة .. ما الذي جرى لها ودوي الانفجار قريب من عملها .. يتصل لا جواب .. حبيبتي أجيبيني .. غاليتي هل أصابك شيء.. أبحر صوب الشاطئ.. وجدها جالسة مرعوبة وترتجف على الشاطئ تنتظره .. أخذ يهدأ من روعها .. أخذها بين أحضانه .. صغيرتي تكلمي ما بك هدئي من روعك ما الذي جرى لك .. وقصت عليه ماذا حل بها هي تعمل بدار أيتام معاقين عقليا وبدنيا .. جلهم يعانون من عوق عقلي .. البعض لا حول ولا قوة ألا بالله .. فالمربية تنظفه وتوكله وتساعده في أمور يومه فهذا الدار ليس بثكنة عسكريه .. أو مكان لمليشيا او مكانا للحرس .. أنه دار يأوي المعاقين .. و إذا بحمار مفخخ يوقف سيارته أمام باب الدار ويفجرها .. كانت الحورية تملأ الماء للمعاقين وإذا بدوي انفجار قوي أمامها .. وأجزاء السيارة تتطاير وزجاج الغرف يتساقط على المعاقين .. ربي ألطف بعبادك المساكين .. هل هذا جهاد؟ أبقتل المعاق سيدخل الملاعين الجنة.... وعند هدوء كل شيء وبعد معاينة الأضرار .. وجدوا جثة الإرهابي على سطح الدار ... قبحه الله ما أبشع وجهه .. من هول الانفجار وبشاعته فقد وجدنا رجله مربوطة في أسفل السيارة بسلاسل .. وجسده بأعلى السطح وتطاير مخه في كل مكان ... ماذا سيقول لرب العباد .. ربك كان بالمرصاد فقد كان هو الضحية الوحيدة .. واستمرت الحياة وأخذوه كخرقة بالية .. هل سيقول لله بقتل اليتيم المعاق الذي وصى به الله ورسول سيدخل الجنة.. سيقول لك رسولنا انا وكافل اليتيم هكذا بالجنة وأنت تقتله.. وترعبه وهو لا حول ولا قوة .. كانت الحورية تقص عليه وتبكي .. لم شوهوا الإسلام .. أن كانوا مجاهدين لقتلوا ويخرجوا المحتل... الذي زرع الطائفية بين شعبنا . قال لها الصياد فقد حزن لحالها . هدئي من روعك صغيرتي ...أنهم ليسوا مجاهدين... إنهم شلة أرها بين يريدون العبث بالبلاد وزرع الفتنة الطائفية... قال لها حوريتي اشتقت أليك كيف يريد الموت أخذك مني .. نظرت لعينيه تبحث عن الحنان .. حبيبتي أين ابتسامتك المثيرة .. أسمعي هذه النكتة لعيون العراق فرش سنونك.. بتنا نستهزئ بألأمنا ونصنع منها النكتة .. كأننا نستجدي الضحكة .. قالت له أتعرف ما أجمل شيء بالحادث .. انها ذهبت تقلب جسد الإرهابي والأخرى بصقت عليه .. ونزلوا من السطح .. أستوقفها أحد رجال الحرس ملثم الوجه .. سألها عن اسمها .. نعم أنا حورية بغداد هل من شيء؟؟ قال لها : ألم تعرفينني؟ قالت له كيف أعرفك وأنت ملثم الوجه؟ قال أنت معلمتي بصغري .. أنت علمتينا عزة النفس والرفعة ونحن أيتام لا نفقه بالحياة شيئا .. درستينا وسهرتي على راحتنا ودافعتي عمن يسرق أغراضنا وحاجاتنا .. انظري ذلك البطل المغوار انه احد طلابك أيضا.. كما أنت يا معلمتي بضحكتك .. وشخصيتك وطيبتك .. حتى أستوقفها مديرها.. ماذا يريد منك رجال الحرس؟ قال له أنها من علمتني الحنان وعزة النفس.. قال لمديرها إننا نشكر الله إنا تربينا بين يديك و علمتينا الحب في زمن اللاحب فقد تركتنا والدتنا بصغرنا وعوضنا الله بك أما مثالية عظيمة الأخلاق والطباع .. الصياد ينظر لحوريته وهو فخور بها .. حنونا عليها .. فرغم جسمها النحيل ولكنها قوة وحنان وعطف .. حوريتي ماذا قلت له ...تعرف أعطيته طعاما رغم انهم لا يأخذوا طعاما من احد ذهب لأمر وحدته أنها من معلمتي وجلس في وسط الشارع يوزع لأصدقائه ويأكل بنهم .. منظر لا أنساه ما حييت.. نظر الصياد لحوريته كم أنا فخور بك .. أنا جوعان أيضا؟؟ ضحكت وقالت له سأصيد لك من البحر سمكة ونقوم بشوائها معا... قال لها حبيبتي بالتأكيد أنك تعبانه .. ارتاحي سنكمل حكاية جديدة غدا ... سأشتاق أليك .. سأعد الساعات .. أهتمي بنفسك صغيرتي .. قبلها من رأسها ورحل .. تتبعته بنظراتها وذهبت للبحر على أمل اللقاء به غدا...
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |