|
قصص قصيرة جداً مبادرة امنة العجيلي ثلاثة ايام متتالية اراه مهموماً وهو عائد من عمله كنت ارجو ان يشرح لي ما به من الالام والمشاكل لكنه يعلم بانني متعبة من اعمالي ورعاية اطفالي كنت اصمت عندما اراه لكنني ذات يوم عاتبت نفسي من لهذا المتعب معين غير جنته وسكنه وهي زوجته جزئه الثاني فصرت ابادرلكي ادخل الى اعماقه في كل لحظة اجده مستعدا لسماعي وابداء ارائي حتى لااشعره بالوحدة والحيرة وجدته كالليل ساكن لاتسمع فيه غير ضجيج الافكار والهلوسة وردة قد ذبلت واخذت تموت شيئا فشيئا سارعت لاهب لها الماء الملم احزانه امسح جبينه المتعب واروي ظمأه وسرعان ماعاد الى مرحه عاد والابتسامة على شفاه ليس كبرق خاطف كما كان في الوقت الذي كان يصارع الوحدة بل طبعت على شفاهه نسمة من نسائم الحقول الخضراء ممزوجة بعطر الياسمين وشذى المسك والعنبر عاد الى صدره الواسع وحياة مفعمة بالعطاء بريق الحب من عينيه عاد الى عالم الملائكة عدل الحياة ونار الحنين يسكب بانواره عبيرا وعبق في قطرات الحياة ليظل على رحاب الخلود جوهرة يصوغها من المرجان والياقوت عاد لفطرته نورا زاهرا يبث الامل في قلوب محبيه كزهرة مغسولة كل صباح بندى يرطب جفافها او بحر يسكنه سحر عينيه وحيث عاش مع الارض الخضراء صار ياخذ كل شيء منها جميل فهو منها واليها ياخذ من طباعها ويتاثر بها عاد حنونا متلالا ساحرا من يدري ربما المصائب علمته بان الحياة عطاء وكلمة (حب ) هذه الكلمة الصغيرة التي تتالف من حرفين اخذت وتاخذ متسع تجعل من النار بردا وسلاما والضيقة مودة ورحمة انها كلمة صيغتها من اقرب المعاني الى النفس واعذبها عاد وكل الموجودات تعشقه وجوارحه بالكلمة منبثة وحواسه لاينتظر مقابل لها . بل هو من صناع الحياة الباذلة المعطاء سره كعلنه لايخطى كالوشاح ترى ماخلفه بوضوح كسماء صافية مطرزة بالنجوم تاخذ منه النور والضياء وليلة جفا ظلامه فرقى في عيون محبيه ربما لم افهمه كم حكمت عليك مرات ومرات عدت الى عالمك المفعم وانبت اشجار الايمان محملا بالاغصان والاوراق الثمر عاطفة جياشة كل هذا كان من كلمة اسمها الحب غيرت كيان انسان عندما عرف كيف يضعها في بيت صغير جدا انه اصغر البيوت حجما ولكنه اكبرها عمقا واوسعها انه القلب الضروف غيرتك ام انا ام انك محاط برحمة روحانية وهبها صانع الموجودات عاد منفتح على عالم الحب طبعه سمح و فطرة صريحة بسيطة روح شفافة عاد لجماله الحقيقي كأنه ولد اليوم وولد معه التطلع الى الحياة والامن والسلامة مسالم مع الآخرين تفاني واحلاما مستعدا لتحقيقها شخصيته وحلاوة سجاياة وطهارة روحه اطل علينا كل صباح لتحس بالعبرة عندما عدت الى نفسك وهي في سلام معها ومع من حولها كشجرة اصلها في القلب وفروعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بأذن ربها كتاب نتصفحه فلا نمله كلما قرأناه نحس بالضمأ تجاهه نعم دلالة على قدرة الانسان على التغير مهما كثرت المشاكل اننا تعودنا عليك فأطل كالملائكة طاهرة ونقاء متكاملا متساميا مندرجا في سلم الرقي متحليا بالاخلاق الطيبة والنفس القوية المتزنة والعقلية الحكيمة والذكر الطيب قلبه الواسع ومشاعره الصادقة النابعة من اعماقه هذب نفسه فصار مصباح لاينطفىء في لجج الظلام يقصده المارة متى كل انسان يتحول مثلك حتى يكون الخير فراشنا والسلام غطائنا آه يا عتمة الايام متى تسهلين لنا الدروب نصمد فلا نستسلم أم تجعلينا كريشة في مهب الرياح تنتظر العشاق من حوله يتغازلون والبلابل تريد كل صباح ان تغرد فلا تحرموها والفراشات يردن ان يشمن عبق الزهور متى تتحقق احلامنا الجميلة ونفكر كلنا بالمستقبل الواعد؟
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |