قصص قصيرة جداً

أضغاث أحلام

حيدر الاسدي

في المطار قبل الرحيل توقفت متأملاً لحظات القسوة التي عانيتها قبل الحصول على هذه الدرجة فبعد قضاء الطفولة في حب التأمل والدراسة والاجتهاد وكان ذلك لي عكس بقية الأطفال الذين ملئوا أزقة وأحياء العراق لعباً ولهوا بعد هذا وذاك جاء اليوم الذي اعتلي به منصة الحلم بعد أن حصلت على لقب دكتور في الجامعة هذا لقبي وحلمي المنشود ها هو يتحقق بملء الإرادة والإصرار فبدأت استرجع الذاكرة وأخاطب بنات أفكاري التي لم تخذلني يوم في كتابة اسطر قلائل كهذه ولكن في هذه اللحظات توقفت وبدأت تفكر معي هل أبقى واترك الأوباش يغتالونني  أو ارحل عن بلدي وموطني وحلمي ارحل لأي شيء هل لأنه قام جُهال بإرسال تلك الرسائل التهديدية لأني لم أوافق يوم أفكارهم فكرت تأملت ملياً فجاء في مخيلتي ابنتي صاحبة السبعة أعوام ما ذنب هذه البراءة يذبح مصيرها فكر الجهلة والأوباش فنادتني في الإثناء بصوت مبحوح  بابا بابا  الطائرة قربت أن تقلع من المطار فاستقر أمري في دار الغربة والفرار من مصير مجهول بيد .... في دار البعد عن الأحلام  حيث العديد من الإقران ولكن تغير الحال هنا فلا أحياء كأحياء العراق ولا صباح كصباح العراق ولا أهل كرماء كاهل العراق ولا أحلام كأحلام العراق فعانيت من الذي يعبرون عنه درب النجاة فصرخت في الإثناء سأرجع إلى بلدي سأرجع إلى هوائي سأرجع إلى شمسي سأرجع إلى مستقري سأرجع إلى حلمي وليحصل ما يحصل فحزمت أمري وسرت إلى الأحلام عراقي الخير والإحسان إلى الأبدي... وفي هذه الإثناء همست زوجتي في أذني ورددت حديث كل صباح الساعة ألان السادسة ألا تذهب اليوم للعمل فأدركت أني كنت أعيش أضغاث أحلام وما أنا ألا عامل بناء فتبسمت ضاحكا وقلت آه يا عراق حتى في أحلامك ألم وعناء فمتى تنجلي عنك هذه الغمة يا عراق .

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com