|
قصة قصيرة ليلة القبض على القاتل عادل سالم الساعة الرابعة صباحا، لم يكد يمر على وجودي في هاواي سوى يومين حين كنت أمضي إجازتي السنوية مع زوجتي جانيت حتى رن جرس الهاتف، كنت أعتقد أنني في رحلة وأنه لن يزعجني أحد خصوصا في هذا الوقت من الليل. كان المتصل مسؤول قسم التحقيقات الجنائية في ولاية منسوتا: ـ أعرف أنني أزعجتك في هذا الوقت من الليل، لكن حسب معرفتي فإن الناس عندكم لا ينامون مبكرا لأنهم يفضلون استنشاق نسيم البحر، ليلا مع ضوء القمر. ـ ألهذا اتصلت بي يا جان؟ لا تشغلني كثيرا هات ما عندك. ـ أريدك أن تقطع إجازتك وتعود فورا، هناك قضية مهمة يجب أن تستلمها بسرعة. ـ أقطع إجازتي؟ ستقتلني زوجتي هذه المرة. سمعت زوجتي الكلام فهبت مذعورة، وبدأت تهمس في أذني: لا تقبل يا ستيف، إياك أن تقبل!! رد جان قائلا: ـ ستيف هناك قضية قتل فقد عثرنا أمس على جثة امرأة مقتولة، التحقيقات مستمرة، وأريدك أن تحقق في القضية. ـ والإجازة؟ وزوجتي؟ وو ... ـ لا تقلق بعد انتهاء القضية هذه سأمنحك إجازة لمدة شهر على حساب المكتب إلى ... فلوريدا ما رأيك؟ ـ فلوريدا؟ أعود من هاواي من أجل فلوريدا؟ همست جانيت بأذني وهي تضع يديها حول رقبتي: ـ سأخنقك إن وافقت. تظاهرت أنني لم أسمع صوت جان فقلت له: ـ ألو، جان، هل تسمعني؟ ألو لم أعد أسمعك، يبدو أن الخط قد انقطع. فهم جان على ما يبدو ما يدور، فرد علي قائلا، لا تغلق السماعة، ما رأيك بجزر الكناري؟ ـ جزر الكناري؟؟ سمعت زوجتي ذلك فغيرت رأيها، وهزت رأسها موافقة. ـ أوكي جان سأكون هناك في أقرب طائرة متجهة إلى الوطن. كنت أعرف أن مهنتي كمحقق جنائي من أصعب المهن على الإطلاق، فكلما أردت الاستراحة من عناء العمل برزت قضية جديدة، فأعود من حيث بدأت من جديد. دخلت مكتبي في قسم التحقيقات لأجد على المكتب ملفا جاهزا يحتوي بعض الصور، والأوراق، ومواد القضية، قضية قتل، والقاتل مجهول، ولا يوجد أي خيط قد يساعد على معرفته. دخل مسؤول المكتب السيد جان غرفة مكتبي ومعه عدد من المسؤولين، وقبل أن يهنئني بالسلامة قال: - ستيف هذه قضية شائكة، جثة فتاة وجدناها في أحد الأحراش قرب سانت كلاود، مر عليها أكثر من أسبوع، لم نجد معها أي شيء سوى ورقة صغيرة يبدو أن القاتل لم ينتبه لها فيها رقم هاتف لكن بدون رقم المنطقة، لا نعرف للفتاة اسما حتى الآن، ليس لك من خيط تبدأ به سوى رقم الهاتف. فكرت قليلا بهذا الحمل الكبير الملقى على عاتقي، ثم قلت له: ـ حسنا أريد الكابتن لندا لتساعدني في هذه المهمة. ـ لك ما أردت، لا تنس لا أريد أن أسجل القضية ضد مجهول، يجب إيجاد القاتل بأي ثمن. ـ سأحضره لك مقيدا لتقتص منه العدالة، لا تقلق. استدرت إلى لندا وقلت لها: ـ لنبدأ العمل، ألدينا أية بلاغات عن فتيات مفقودات؟ ردت علي قائلة: ـ يوجد بعض البلاغات لكنها لا تطابق مواصفات القتيلة عندنا. ـ إذن ابعثي كافة المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفدرالية لنرى إن كان ثمة بلاغات في ولايات أخرى، لا تنسي أن تنفذي ذلك بأسرع وقت. ـ أمرك ـ اكتبي عندك، أريد كافة أرقام الهواتف التي تتشابه مع الرقم الذي وجد في جيب القتيلة، من كافة مناطق الولاية، وعناوين تلك الأرقام، وأصحابها، استعيني بقريق من الموظفين لتنفيذ المطلوب. قبل أن أغادر إلى المستشفى، لأتفحص الجثة وأعاينها بنفسي، قلت للندا: ـ بلغي جان وكل رؤساء الأقسام، بحظر نشر أي خبر في وسائل الإعلام عن الحادث. ـ لماذا؟ ـ حتى لا يعرف القاتل أن الجثة قد كشف أمرها، ويأخذ احتياطات إضافية. بعد يومين كنت متوجها صباحا إلى المكتب، فإذا بجرس الهاتف يرن، لندا على الخط، سألتها على الفور: ـ ما الأمر؟ ـ امرأة في قسم الشرطة تقول إن ابنتها فقدت منذ شهر... لم أدعها تكمل، ـ حسنا اغلقي الخط أنا في الطريق إلى هناك. عرفتها على نفسي، وأخذت منها كافة المعلومات الضرورية ثم انتقلت بها إلى المستشفى لترى الجثة، كنت أتمنى أن تكون ابنتها لكي أصل إلى طرف الخيط، وعندما كانت تدقق النظر في الجثة أمامها كنت أنظر إليها بلهفة منتظرا منها إشارة نعم، تغيرت ملامحها، أغلقت عينيها، قلت في نفسي: ـ وجدتها، هذه بداية الخيط. لكني صدمت عندما نظرت في وجهي قائلة: ـ هذه ليست ابنتي. قلت لنفسي بغضب. ـ اللعنة فقدنا الخيط من جديد. في المكتب كان أمامي اليوم عشرات التقارير، ـ هناك خمسة أرقام متشابهة من مناطق مختلفة من الولاية مع الرقم المطلوب، قلت للندا، ـ هل لديك جميع عناوينهم وأسماؤهم؟ ـ كلها جاهزة. ـ حسنا سنقوم بزيارتهم مساء اليوم لنضمن وجودهم في البيت. في الطريق خطر على بالي فكرة، فقلت لها: ـ اسمعي لندا: دعينا ندعي أننا والدا الفتاة، حتى لا يخاف بعضهم، فيمتنع عن الحديث. ـ لكن ذلك لا يجوز. ـ دعينا الآن مما يجوز ولا يجوز، يجب الوصول إلى القاتل، بأية طريقة. مثلنا على الناس الذين زرناهم دور الأم والأب، وقد تضامن أربعة منهم معنا لكن لم يكن لأي منهم علاقة بها أو سمع بها، أما الخامس، فقد اشتبه بنا بعد أن سألناه عدة أسئلة، فسألنا بشكل مباشر: - هل أنتما محققان؟ لم نستطع أن ننفي، لأن ذلك يعرضنا للإدانة القانونية، فما إن سمع كلمة نعم، حتى هرب من الباب الخلفي، فلحقنا به ولكنا فشلنا في إلقاء القبض عليه، فعدنا إلى بيته حيث قمنا بتفتيشه، رغم عدم وجود أمر قضائي بذلك، لكن هربه دفعنا للاشتباه به. دخلت غرفة نومه فشممت رائحة كريهة، عرفت بعدها لماذا هرب، لقد كان قبل مجيئنا يدخن الأفيون. في اليوم التالي كان المتهم الهارب ومحاميه في مكتب التحقيقات يعلن احتجاجه، وقف جان أمامي محتدا متسائلا: ـ ما هذه الانتهاكات يا ستيف؟ ـ كان كل شيء على ما يرام لكنه هرب بدون سبب فاشتبهنا به. استدرت للمحامي وسألته: ـ أريد جوابا واحدا فقط ما علاقته بالقتيلة؟ ـ ليس له علاقة بها. ـ لكن رقم هاتفه وجدناه في جيب القتيلة. ـ موكلي يقول إنه انتقل للسكن هناك منذ شهر فقط، وهذا الرقم حديث، حصل عليه بعد سكنه. ـ حسنا آسف لما حدث، لكن بلغه أن لا يدخن الأفيون. ـ موكلي سيطبق القانون عندما يطبقه المحققون. لولا أن مسؤول القسم السيد جان كان يريدني ان أستمر في هذه المهمة المعقدة، لكان قد أرسل لي إنذارا لكنه اكتفى في تلك المرة بتوبيخ بسيط، أعرف أنني أستحق ذلك لكن طبيعة عملنا المعقدة والشاقة تعرقلها الكثير من إجراءات القانون التي تتيح للمجرمين الهرب، والتستر على جرائمهم إلى حين. كان علي بعد أن عرفت أن صاحب الرقم الأخير قد حصل عليه حديثا أن أبدأ بمتابعة صاحب الرقم السابق، وكان أول مهمة جديدة كلفت بها لندا أن تكلف أحد العاملين بإجراء اللازم لمعرفة صاحب الرقم السابق، والحصول على كافة المعلومات عنه. لم يطل الأمر كثيرا فقد جاءنا الجواب، صاحب الرقم القديم يقيم الآن في ولاية تكساس الجنوبية، فهل فعلها وهرب؟ أم لا علاقة له بالضحية من قريب أو بعيد؟ جلست مع لندا في المكتب صباح أحد الأيام، وبعد استعراض ما توصلنا إليه، قلت لها: ـ لندا، لنبدأ الآن بالخطوة الثانية، أريد ملفا كاملا عن جميع الهواتف العمومية في كل الولاية. ـ يا إلهي ولكنها كثيرة جدا. ـ لا بأس فليس لدينا خيارات كثيرة. ـ قد يستغرق ذلك بعض الوقت. ـ حسنا، وعليك أن تكلفي اللجنة المسؤولة عن ذلك بأنني أريد تقريرا شاملا عن كل هاتف، موقعه، والأرقام التي صدرت منه خلال الشهور الست الماضية. ـ أوووووووووووف مهمة قد تستغرق شهرا. ـ وبعد أن تعد كل تلك الملفات أريد أن توضع إشارة بجانب الأرقام التي تتقاطع مع الرقم الذي نبحث عنه. ـ حسنا دعني أذهب الآن لأتابع المهمة الشاقة الجديدة. كنا نعمل مثل خلية نحل، لكن لم اشأ أن أرهق نفسي كثيرا فهذه القضايا تحتاج لترو وهدوء أعصاب. الضحية توفيت ولا مجال لعودتها والقاتل سيقع بأيدينا آجلا أو عاجلا، وحتى لا نعطيه فرصة للهرب علينا التكتم على تحركاتنا، وهذا ما كان يتم تماما. خلال شهر كامل وصلتنا المعلومات عن المشتبه به في تكساس بأنه لا يعرف الضحية ولم يسمع بها. لكن الشيء المهم الجديد الذي وصلنا للتو، أن رقما مشابها للرقم الذي نبحث عنه في وسكانسن، كانت مكالمات تصدر من هواتف عمومية في منسوتا لنفس الرقم أسبوعيا تقريبا. قلت لها بفرح: ـ بسرعة أحضري كامل الملف وعنوان الرقم الجديد وصاحبه أو صاحبته، وعناوين الهواتف العمومية التي كانت تنطلق منها المكالمات علينا غدا زيارتها جميعا. ـ أراك مسرورا جدا؟ ـ سأقبض عليه مهما كلف الثمن. أما الآن دعيني أدعوك على العشاء. ـ على العشاء مرة واحدة؟ ـ لم لا؟ ـ وزوجتك؟ ـ لندااااااااااا!! إنها دعوة عمل. ـ ها ها ها أردت إثارتك فقط، وأين ستدعوني؟ إلى مطعم السمك رد لوبستر؟ ـ لا لم أقل ذلك. ـ أين تقصد إذن؟ ابتسمت ثم قلت لها: ـ إلى المكدانولد. ـ مكدانولد؟ إني أتنازل لزوجتك عن هذه الدعوة. اليوم الجمعة، يوم غير عادي حيث تكون حركة السير أكبر من المعتاد ويبدأ الناس بالتحضير للسهر حيث سيصادف اليوم التالي يوم عطلة لدى معظم الناس، لكنا مضطرون إلى التوجه إلى وسكنسن للالتقاء بصاحبة الرقم الجديد، فقد بلغنا شرطة البلد التي سنتوحه لها. لعلها تكون أول الخيط من يدري؟ مشكلتنا دائما عندما نريد مقابلة أحد هي كيف سنقابله، وفي أي شكل، وهل نعترف له بحقيقتنا أم ندعي أننا أصدقاء الضحية، فالناس في الغالب يكرهون المحققين، ويخشونهم في نفس الوقت، فهم يؤمنون في الغالب أن المحققين همهم الوحيد زج الناس في السجن بسبب وبدون سبب. أذكر أنني التقيت يوما بسيدة طاعنة في السن، وعندما عرفت أنني محقق استدارت لي وقالت: - فك يو، وأشارت لي بإصبعها الأوسط. لم أتوقع أبدا أن ننجح في مقابلتنا مع السيدة إيمي، فقد كانت صديقة القتيلة منذ الطفولة، وكانت تلتقي بها أسبوعيا قبل أن تنتقل إلى الولاية المجاورة مع زوجها تام، فقد عرفتنا على اسم القتيلة ومكان سكن أمها، أما أبوها فكان قد توفي قبل سنوات في حادث سير، لكنا لم نعرف منها الكثير عن صديق القتيلة الذي كانت القتيلة تعيش معه، كل ما عرفناه أن القتيلة واسمها ميشيل كانت صديقة لسائق شاحنة يتنقل بين الولايات، أما اسمه فلم تتذكره إيمي، لذلك ظل القاتل مجهولا، مع أن المعلومات التي قدمتها إيمي فتحت الباب أما احتمالات كثيرة سيقودنا أحدها إلى الهدف بالتأكيد. غادرنا بيت إيمي أنا ولندا ونحن نفكر ماذا بعد؟ كان أول شيء اتفقنا عليه هو زيارة والدة ميشيل لمعرفة بعض المعلومات الأخرى التي نحتاج إليها والحصول على صور حديثة لها. في الصباح الباكر توجهت إلى بيت والدتها في منطقة بلومنتون بصحبة لندا، وعندما وصلنا كان الشارع يعج بالسيارات رغم أن الشارع الذي تسكن فيه فرعي ولا يحتمل كل ذلك، اقتربنا أكثر من البيت حيث كانت عدة سيارات تقف في مدخله وبعض الرجال يقفون خارجه يتحدثون ووجوههم عابسة، اعتقدنا للوهلة الأولى أنهم ربما عرفوا بموت ابنتهم، أوقفنا السيارة على ناصية الشارع ثم تقدمنا نحو البيت، اقترب منا أحدهم وسألنا عن غايتنا كأنه عرف أننا غرباء عن أهل البيت، قلت له إننا جئنا نلتقي مع السيدة ليزا والدة ميشيل، فسألني عن السبب، فأجبته أنني أحمل لها رسالة من ابنتها، هز رأسه وصمت فجأة كنت خلال صمته أعتقد أنه سيسألني عن ميشيل لكنه أجاب بصوت حزين: ـ السيدة ليزا ماتت صباح اليوم. ـ ماتت؟ كيف؟ ـ يبدو أن أجلها قد اقترب. ـ وأين ستأخذون الجثة؟ ـ إلى المستشفى وهناك إلى بيت الجنازات لإلقاء النظرة الأخيرة عليها غدا قبل دفنها. يا إلهي ألم تمت إلا اليوم؟ كيف سنحصل على صورها، يقينا أنها كانت تعرف بعض المعلومات عن صديق ميشيل الذي يبدو أنه القاتل إذ لو لم يكن لكان قد بلغ عن فقدانها، لكن كيف يبلغ إذا لم يعرف أنها قتلت مثلا؟ قلت لمحدثي : - أعرف أن الوقت ربما غير مناسب للحديث في أمور عائلية لكن لا بد من مساعدتنا في أمر ما؟ سألته: ـ هل أنت قريبها؟ ـ هل لنا أن نأخذ بعضا من وقتك؟ ـ من أنتما؟ وما الرسالة التي تحملانها لوالدتها؟ قلت له وأنا أراقب تقاطيع وجهه وتأثير الخبر عليه، ـ الحقيقة نحن من قسم التحقيقات، ولدينا خبر مزعج هذا ليس وقته، لكنا مضطرون لإعلامك به لكي تساعدنا لأن كل يوم يمر ليس في صالحنا. ـ تحقيقات، ما الخبر أجب بسرعة؟ ـ ابنة أختك ميشيل توفيت، أو بالأحرى قتلت.... قاطعنا غاضبا ـ ماذا من قتلها؟ أووووووووووووووه ليزا لقد ارتحت من سماع هذا الخبر وأين هي الآن؟ ـ إنها في المستشفى، ويمنع دفنها حتى يتعرف عليها أحد من أهلها، ونتأكد من هويتها، ألديك صور لها في البيت؟ ـ طبعا لكن الوقت ربما غير مناسب الآن، رغم ذلك سأذهب للبحث عن بعض الصور ثم أتوجه معك إلى المستشفى للتعرف عليها. ـ حسنا نرجو أن لا تخبر أحدا الآن فيجب أن يظل التحقيق سريا حتى لا تفشل خطتنا ويأخذ المجرم الحقيقي احتياطاته فلا نصل إليه؟ أصبح لدينا الآن ملف كامل عن الضحية لكننا لم نعثر بعد على خيط واحد يوصلنا إلى المجرم، كلما سرنا خطوة وجدنا أمامنا خطوات أخرى تبعدنا عن الوصول إلى الهدف. ما أصعب البحث عن مجهول، لكنه مجهول خطر يهدد حياة الآخرين، فمن قتل مرة واحدة قد يقتل غيرها، فالقتل يصبح لديه شيئا عاديا، لا يثير في نفسه أية مشاعر من الرحمة، أو اليأس، يصبح القتل ساريا في دمه لا يهمه من تكون ضحيته. القبض على المجرمين قد يكون مهنة لي، لكنها أصبحت مع الأيام شيئا مقدسا، أو عادة يومية تشبه شرب فنجان القهوة يصعب علي التخلي عنها، نعم القبض على المجرمين متعة من متعي الخاصة، لا يهدأ لي بال حتى ألقي القبض عليه، خصوصا عندما يكون المجرم قاتلا، فالقتل ليس فقط جريمة بشعة، لكنها الجريمة الأكثر بشاعة، كيف يسمح شخص لنفسه أن ينهي حياة الأخرين بدم بارد؟ أرواح الناس مقدسة مهما ارتكبوا من آثام وخطايا، وعليه لا بد أن أجد ذلك المجرم الفار. كل التحقيقات تشير إلى أن القاتل سائق شاحنة، وربما يكون صديقها، لكننا لم نعثر عليه حتى الآن. لدينا قائمة بأسماء كل أماكن وقوف الشاحنات التي انطلقت منها المكالمات لكننا لم نعرف بعد كيف نجد القاتل، ترى لو قمنا بزيارة جميع المحلات في تلك المواقع وعرضنا صور الضحية على العاملين هناك هل يمكن لأحدهم أن يتعرف عليها؟ ماذا لو شعر المجرم بجرمه وأحس أننا نسأل عنه، سيهرب بالتأكيد؟ لم يعد لدينا خيار آخر، حملت صورتها وبدأت مع لندا في زيارة أماكن وقوف الشاحنات التي انطلقت منها مكالمات الضحية، بدأنا بولاية منسوتا ثم الولايات الأخرى المحددة، لم ننجح في العثور على أي أحد يعرف القتيلة، في إحدى مواقف الشاحنات في منسوتا فوجئنا بإحدى الموظفات التي سألناها عن القتيلة بخروجها من المحل بعد أن غادرناه، وكانت تسير باتجاه البار، فتتبعناها دخلت البار بحثت بعيونها عن شيء ثم خرجت فأوقفناها، قدمنا لها أنفسنا كمحققين وسألناها عمن تبحث فلم تجب، ثم قالت بغضب: - انصرفا عني فك يو. وجهنا لها تهمة التستر عن مجرم ووضعنا القيود بيديها، ثم اقتدناها إلى سيارتنا، قلت لها: - تسترك هذا قد يؤدي بك إلى السجن، عشر سنوات، هناك سترين الويل من تاجرات المخدرات، والسحاقيات، سيجدن في جسمك ما يبحثن عنه .... بدأت تبكي وقالت إنها لا تعرف عنه شيئا ولا تحاول التستر عليه، لكنها أرادت أن تخبره أننا نبحث عن صديقته التي تركته، لقد كان متضايقا أنها رمته دون أن تخبره. - وكيف عرفت أنها تركته؟ هل قال لك ذلك؟ أين هو؟ - لا أعرف كان قد قال لي إنه سيكون في البار. - هل تعرفينه؟ - لا أعرف سوى اسمه الأول. - ما هو؟ - سكات تركتها مع لندا وذهبت إلى البار فسألت البارمان بعد أن قدمت له بطاقتي المهنية: - أين أجد سكات؟ ـ غادرنا قبل قليل. ـ هل تعرف اسمه الكامل؟ - لا لا أعرف سوى اسمه الأول. - وماذا أيضا ؟ - إنه من منسوتا ويعمل على شاحنة. - هل تعرف شاحنته؟ - لا لم أرها فهي تقف بعيدة عنا. - كيف دفع الحساب؟ - نقدا تركته وعدت للندا، كانت مستاءة أنني لم أجده سألت الموظفة الواقفة معها: - هل اشترى شيئا من عندكم سابقا؟ - نعم - وكيف دفع الحساب؟ - أعتقد أنه دفع في إحدى المرات عبر بطاقة الإئتمان. نظرت إلى لندا وقلت لها حسنا دعينا نذهب. تركنا الفتاة وبدأنا نعد لحملة إلقاء القبض على سكات. قلت للندا: - لقد وجدنا طرف الخيط سألتني، كيف؟ - اسمعي جيدا علينا الحصول على أمر من المحكمة يجبر هؤلاء المحلات تقديم وصولات بطاقات الإئتمان عن المدة السابقة. نظرت لي ثم قالت لحظة من فضلك. فتحت حقيبتها وبحثت عن شيء ما، فجأة قالت وجدته، أخرجت من جيبها وصلا ودققت فيه جيدا، ثم قالت لي: - هذه الوصولات لا تضم سوى أرقام بطاقات ولا تحوي أسماء، دققت النظر معها وقلت لها: - عندك حق لم أنتبه لذلك إذن علينا التوجه إلى البنوك التي تصدر بطاقات الإئتمان أو إلى البنوك التي يتعامل معها المحلات، نريد قائمة كاملة بجميع الذين اشتروا من هناك عبر البطاقات عن الشهور التي سبقت قتل الضحية، بالاسم والعنوان، بعد ذلك أريد ملفا عن كل الأشخاص الذين يدعون سكات مع صورهم. كلفي لجنة خاصة بذلك. لم يمض سوى أسبوع حتى كانت لدي كافة المعلومات المطلوبة، وبالتدقيق مع الموظفة التي سبق أن اتهمناها ومع البارمان فقد عرفنا أن سكات ولسن هو المطلوب. اليوم الخميس القوة جاهزة لاقتحام بيته، كنا ننتظر عودته إلى البيت من سفره، كان بعض رجالي يراقبون بيته من بعيد، وما إن جاءت الإشارة بعودته حتى هاجمناه قبل أن يستريح من عناء السفر، كنا موزعين على فرقتين فرقة هاجمت البيت وأحاطت به خوفا من محاولة هربه وفرقة من الخبراء كانت تبحث في شاحنته عن أية أدلة لها علاقة بالقتيلة، كان سكات خائفا من كثافة القوة. - يا إلهي ماذا حصل؟ - أنت متهم بقتل ميشيل صديقتك السابقة. ـ ماذا؟ ميشيل لا أعرفها؟ ـ هذا ما سنعرفه منك في السجن. ـ يا أيها المسيح، السجن، أوووووووووووووووه. لم ندعه يكمل حديثه، اقتدناه مكبلا بعد أن فتشنا بيته وشاحنته، ثم واجهناه بالتهمة في غرفة التحقيق. صرخ في وجوهنا: ـ لم أقتلها، ولا أعرف أنها قتلت أين وجدتموها؟ لقد تركتني في ولاية تنسي. ـ لماذا تركتك؟ ـ تخاصمنا مثل أي صديقين. ـ ولم تخاصمتما؟ ـ لأنها تريدني أن أتوقف عن عملي كسائق شاحنة متنقل واحصل على عمل في منسوتا فقط. ـ كذاب. ـ لم أكذب. ـ لقد قتلتها انتقاما لأنها تركتك. ـ لكنني لم أرها منذ تركها لي. ـ حسنا لماذا لم تبلغ الشرطة؟ ألا يمكن أن تكون قد خطفت؟ قتلت؟ ـ لم يخطر ببالي شيء كهذا لِأنها تركتني بعد مشادة حصلت بيننا في تنسي، دخلت الحمام وهي تنتظرني في المطعم خرجت فلم أجدها، سألت العاملين هناك فلم يعرف أحد أين ذهبت، انتظرتها في الموقف حتى ساعات المساء فلما لم تظهر عرفت أنها تركتني لغضبها مني، فقد شتمتها وكدت أضربها لكنني لم أفعل شيئا غير ذلك. ـ ألديك صور معها؟ ـ كان عندي صور كثيرة. ـ وأين هي الِآن؟ ـ مزقتها. ـ لتخفي علاقتك بها؟ ـ لا ولكن لم أتحمل تركها لي فقررت أن أمزق كل ما يذكرني بها ـ وبعد ذلك قررت التخلص منها كما تخلصت من الصور؟ ـ لا لم أتخلص منها هي التي تركتني. ـ لماذا أنكرت معرفتك بها عندما سألناك عنها في بيتك؟ ـ هجومكم على البيت كان مخيفا فاعتقدت أنها ارتكبت جريمة. وأنني سأتضرر لو صرحت بعلاقتي معها. ـ هذه مبررات للهروب من العقاب. ـ أي عقاب؟ ـ لقد كشف المختبر الجنائي بصمات للقتيلة على شاحنتك، ـ هذا ليس مبررا بأني قتلتها ـ سنترك للمحكمة لتقرر ذلك ـ حسنا أريد أن أوكل محامي ما دام الأمر وصل إلى هذا الحد. دخل المسؤول جان الذي كان يراقب التحقيق من غرفة مجاورة على الشاشة وسأله. - لماذا قلت لصديقك جم أن لا يذكرك بها وأن يقول لكل من يسأله عنها إنه لا يعرفها ولم يرها؟ - لأني كنت متوتر الأعصاب بعد أن تركتني ولم أدر ماذا أقول، أردت أن أنساها نهائيا من حياتي. - هل ندمت لأنك قتلتها؟ - قلت لك لم أقتلها، أوقفوا التحقيق لن أجيب على أي سؤال بدون محام، عليكم اللعنة، كل ما تريدونه هو الاصطياد فيما أقول، هل تبحثون عن المجرم أم تريدون أن تصنعوا مني مجرما لكي توضع الأوسمة على أكتافكم. عندما بدأنا بإعداد كل ملفات القضية لتقديم الجاني للمحاكمة، جلست أقلب كل الملفات والأوراق الخاصة بالقضية، كنت خلال الأيام الأخيرة محتارا لماذا يصر المتهم أنه لم يقتلها رغم كل ما واجهناه به، ولماذا رفض الصفقة التي قدمناها له: الاعتراف بالتهمة مقابل السجن لمدة 15 سنة بدلا من مدى الحياة، وهو يعرف أنه إن حكم 15 سنة سيقضي منها عشرة فقط. راودتني فكرة كنت أحاول إبعادها عني، ألا يمكن أن يكون سكات بريئا؟ لكن كل الإشارات تدينه، ربما لأنه غبي لا أكثر، لا زلت أتذكر زوجتي عندما ناقشتني آخر مرة بأمر المجرم، حيث قالت لي: ستيف، إياك أن تظلم أحدا وتدخله السجن دون أي جرم ارتكبه. قلت لها: - حبيبتي مهمتي القبض على المجرمين وليس الأبرياء. - ستيف تعرف أن الإنسان يمكن أن يخطئ في اتخاذ القرار، لذلك لا تتسرع، لأن سجن بريء سيزعج المسيح الذي نريد بركته على أولادنا. صحيح لو كنت بريئا وسجنني أحدهم سأشعر بالمرارة، والإهانة، ماذا سيقول الناس عني، وكيف سأخسر عملي. كنت أقلب الملفات، لعلي أعثر على ثغرة فيها، فجأة توقفت عند فواتير صديقة ميشال في وسكانسن بدأت أقلب الصفحات، وأدقق في أرقام الهواتف التي اتصلت بصديقتها في وسكانسن أو التي اتصلت هي بها، لاحظت أن رقما واحدا لا غير آت من شمال منسوتا لمدة نصف دقيقة فقط ولم يخرج أي رد على تلك المكالمة، رقم وحيد لم يثر اهتمامنا على ما يبدو من قبل. رفعت سماعة الهاتف واتصلت بصديقة ميشال: أريد أن أستفسر منك عن رقم غريب ورد إليك قبل أيام من تاريخ قتل صديقتك ولم يتكرر الرقم ولم تتصلي به؟ ـ لا أتذكر ـ أرجو أن تراجعي فواتيرك وتردي علي، الرقم هو .... بعد دقائق اتصلت بي لتخبرني: - آآآآآآآآآه تذكرت، هذه مكالمة جاءت من ميشال تسأل عني لكني كنت في الحمام، وعندما خرجت اتصلت بها لكن لم يرد علي أحد لهذا ربما لم تسجل كمكالمة صادرة عني. - عظيم، هل كانت هذه إذن آخر مكالمة. - للبيت، نعم لم أنتبه لأنني لم أتحدث في تلك المرة. ضربت يدي على الطاولة، ثم ناديت لندا من مكتبها - لندا، لقد وجدت خيطا جديدا للقضية ربما علينا التروي قبل محاكمة سكات، شرحت لها القصة، وقدمت لها رقم الهاتف لندا أريد منك معرفة صاحب الرقم المذكور. لكنها عادت بعد نصف ساعة لتقول لي إن الرقم ليس له صاحب لأنه أحد الأرقام التي يشتريها الناس مقدما. اللعنة يبدو أنها اشترت رقما ولم توفق بالاتصال بصاحبتها أو أنها قتلت بعد ذلك. - لماذا لا تبحثي مع شركات الهاتف إن كان ثمة اتصالات خرجت من الرقم المذكور، أريد الِأرقام مع تواريخ الاتصالات وأسماء الأرقام المتصل عليها. في اليوم التالي كان عندي كل ما أريد حملت القائمة وطلبت من لندا مرافقتي إلى منطقة دولوث. لم يكن الموضوع سهلا لنعرف من أول بيت ذهبنا إليه أن صاحب الرقم المذكور هو روبرت مكلوسكي، فحصلنا على عنوانه، وكنا أمام بيته في المساء. قرعنا الجرس فخرج رجل يبدو في الثلاثينات من عمره، سألته عن ميشال، فقطب حاجبيه، ـ ميشال من؟ ـ صديقتك؟ - ليس لي صديقة اسمها ميشال، وأنا متزوج قدمنا له الصورة فأنكر معرفتها، سألته ـ أليس رقم الهاتف .... رقمك؟ ـ أوووه كان هذا رقمي منذ مدة لكن الهاتف سرق مني ـ هل بلغت عن ذلك للشرطة؟ ـ لا فقيمة الهاتف لا تستحق أن تفتح لها الشرطة ملفا للبحث. - هل لك أن تخبرنا منذ متى سرق أو ضاع هاتفك؟ - منذ شهرين تقريبا - هل يوجد تاريخ محدد؟ - نعم لأنني في اليوم التالي اشتريت بدلا منه بحث في أوراقه ثم قال لنا في اليوم الفلاني - ولكن مكالمات صدرت علن الهاتف بعد التاريخ المذكور - حسنا بلغوني من صاحبها لأذهب وأدق عنقه، فهو بالتأكيد سارق الهاتف - حسنا سنعود لك فيما بعد إن احتجنا إليك تركناه وتوجهنا للرقم ما قبل الأخير فكان محل بيتزا هات. لحسن الصدف فإن بيتزا هات يحتفظ بالحاسوب بكل المتصلين وماذا طلبوا، لكن لم نستفد من معلوماته فقد كان المتصل قد طلب قطعة بيتزا كبيرة وحضر ليأخذها بنفسه. اللعنة، توجهنا إلى الرقم الذي قبله فكانت فتاة يبدو عليها أنها تتعاطى الكوكايين فقد كانت دائما تضع يدها على أنفها، سألتنا بجفاء: - من أنتما؟ - نحن من قسم التحقيقات؟ - ما لي ولكم؟ - أردنا أن نسألك سؤالا واحدا فقط؟ - ما هو السؤال؟ - هل تعرفين صاحب رقم الهاتف التالي....؟ - لا أعرفه - لكن صاحبه اتصل بك. - قلت لا أعرفه، انصرفا، انتهت الزيارة. مسكت يدها بسرعة، ووضعت عليها القيود وطلبت من لندا أن تمسكها بينما كانت تصرخ وتصيح وتشتم، دخلت غرفتها، ثم خرجت حاملا معي كيسا صغيرا من الكوكايين كنت قد أحضرته خصيصا معي، قلت لها: ـ لقد وجدت في غرفتك بضعة غرامات من الكوكايين، كافية لتضعك في السجن عشر سنوات. ـ لا يوجد عندي كوكايين. ـ حسنا سنفحص دمك اليوم. ـ ماذا تريدون مني؟ - اسم ومكان المتصل عليك، وعلاقتك به. - ومن يضمن لي أنكما ستتركاني - أعدك إن تحدثت أن أتركك وأرحل وآخذ معي الكيس. كانت خائفة وهي تتحدث، خائفة من تهديدنا، وخائفة من المجرم الذي تريد التستر عليه. لكنها يبدو آثرت الحديث على التستر، فقالت لنا إنه ديفيد ماكنزي، وإنه سائق شاحنة، وهو لم يقصد سرقة الهاتف لكنه وجده ولم يعرف صاحبه، فقد كانت تعتقد أننا نبحث عنه لأنه سرق الهاتف، سألتها، هل أنت صديقته؟ ـ سابقا. ـ لماذا يتركك وأنت جميلة ليذهب مع غيرك؟ ـ لأنه تافه. أخرجت من جيبي صورة القتيلة ميشيل وقلت لها: ـ انظري هذه صديقته الجديدة، التي سرق منها مائة دولار قبل يومين وهاتفها أيضا. نظرت إلى الصورة فتغير وجهها ثم قالت، أنا لا أعرف هذه الفتاة ولم أرها. ـ لكني لم أسألك إن رأيتها. ـ إذن ماذا تريدون مني؟ لقد قلت لكم عنه كل شيء ـ لكنك لم تقولي شيئا واحدا؟ ـ ما هو؟ ـ لماذا تغير لونك عندما رأيت الصورة؟ ـ لأنها جميلة .... ـ تعرفينها؟ ـ لا لا ـ ألم تشاهدينها معه؟ ـ أبدا كنت واثقا أنها ستتصل به فور خروجنا من عندها، فأمرت بالقبض عليها وتركها في السيارة مقيدة حتى نقبض عليه. تركناها وخرجنا نبحث عن ديفيد مكانزي، على الفور أعددنا قوة كافية لمداهمته بعد أن حددنا مكانه. أحضرناها معنا لتتعرف عليه. كانت طوال الطريق تصرخ وتشتمنا وتطالبنا بإطلاق سراحها، فوضعت على فمها قطعة لزيق حتى نرتاح من زعيقها. فوجئ ديفيد باعتقالنا له، وقد أكدت صديقته السابقة (بريندا)، أنه الذي سرق الهاتف، فأمرت بإخلاء سبيلها. أنكر ديفيد معرفته بميشيل، لكن تحليل المختبر الجنائي اكتشف شعرة صغيرة كانت تحت الكرسي بجانب السائق. انهار أخيرا ... بدأ يصرخ ـ لم أقتلها، لكني أعرف من قتلها. ـ اعترف وسنخفف عنك الحكم. دقائق وبدأ يشرح لنا كيف قامت صديقته بريندا بقتلها خنقا بالليل، لأنها اعتبرتها قد سرقت صديقها منها. توقف ثم قال: ـ كانت صديقتي لديها نسخة من مفتاح بيتي فجاءت في إحدى الليالي ونحن نيام وخنقتها وعندما أفقت على صوت هز السرير كانت قد فارقت الحياة. ـ لماذا لم تبلغ عنها. ـ خفت من المشاكل، فاضطررت نقلها إلى أحد أحراش سانت كلاود ورميتها هناك. ـ لكن كيف نعرف أنك صادق، ولا تحاول إلصاق التهمة ببريندا؟ ـ احضروها وسأواجهها بذلك. انطلقت قوة جديدة لإعادة اعتقال بريندا، بعد ساعات جاءنا الرد: ـ وجدناها في بيتها منتحرة. ـ انتحرت؟ ـ هل وجدتم شيئا يدل على الجريمة؟ ـ وجدنا ورقة بخط يدها، تقول، ديفيد هو السبب. ضربت الطاولة بيدي، ثم صحت: ـ اللعنة، انتحرت؟ ـ بجرعة كبيرة من الكوكايين. هل أسدل الستار على القضية؟ هل تكفي ورقة كتبت بخط يدها تقول إن صديقها ديفيد هو السبب لإنهاء ملف القضية التي شغلتنا شهورا طويلة؟ هل كانت بريندا القاتل الحقيقي أم ديفيد الذي ساعد في إخفاء الجريمة، و التستر على القاتل الحقيقي. بماذا يختلف القاتل عمن يتستر عن الجريمة ويساعد في إخفائها؟ السادة المحلفون، حتى لو صدق ديفيد ماكنزي ولو يشترك في قتل الضحية التي يقول إنها أصبحت صديقته بعد أن تخلى عن بريندا، فقد قبل أن يرمي بها في الأحراش لتكون طعاما للحيوانات البرية، ليساعد القاتل الحقيقي في إخفاء جريمته. لقد فعل كل ذلك وهو بكامل قواه العقلية، لذلك أطالب عدالتكم بإدانته.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |