|
قصة قصيرة فقط لانها فتاة!!! زهراء سعدي
رقية حسن ذات العيون الواسعة السوداء والبشرة السمراء ولدت في عائلة فقيرة ولها ثلاث اخوة اكبر منها سناً عائلتها كباقي العائلات العراقية تؤمن بتفضيل الذكر على الانثى فعندما رزقت العائلة بالانثى كانت كأنتقام الله من العائلة فمرض الاب ايام الولادةوالام ترفض ان يبارك لها احد ولاعنة حضها العاثر. فعانت رقية من قساوة والديها وشدة ضربهما لها وكلمات والدتها التي تقول: - متى تموتي لاتخلص منك .. كم كان يكرهني الله عندما اعطاني انثى ولم ان ذكر. فلم تشعر رقية ولا للحظة بحنان والدتها وعطف ابيها اما الاخوه عندما يرون تصرفات الام والاب مع اختهم الصغرى فمن المؤكد هم يؤذونها فاخذوا ينعتونها بأبشع الصفات. رقية كانت تشعر بالنقص عن باقي الاطفال واحيانا تفكر انها ليست انها من هذه العائلة بل انها لقيطة. نشات رقية تحب المدرسة لانها المنفذ الوحيد لها للتخلص من معانات المنزل لكن والدتها ابت ذلك بحجة انها ليست بحاجة الى التعليم فتركتها وهي في السادس الابتدائي. وعندما اصبحت رقية في سن الثامنة عشر ازدادت جمالا ورقه فتقدم لخطبتها رجل عجوز ثري جدا منفصل عن زوجته السابقة. في تلك الفترة اصبح هذا الرجل المسن هو المنفذ الوحيد الذي ارسله الله لها للخلاص من عائلتها القاسية والمؤمنة ان المرأة هي نقمة وليست نعمة فوافقة رقية للزواج منه وهي سعيدة لانها ستغادر منزل عائلتها. وتزوجت رقية وعاشت اجمل واسعد لحظات حياتها معه فكانت تقول منذو اول ايام زواجها منه (الحمد لله الذي عوضني به عن حياتي في السابق) ومر شهر على زواجها منه وفي احد النهارات دخل المنزله .. استقبلته زوجته بوجهها الباسم وبعد السلام قالت له: - اعددت لك طعاماً شهياً فأجابها: رقية لدي كلام معك قبل كل شيئ. رقية: تكلم - انت زوجة صالحة وفتاة جميلة وجذابة لكن انا احببت فتاة اخرى والان اريد الزواج منها .. اما انت فسأطلقك وهذا شرطها للزواج مني. فلم تتكلم رقية بل نظرت له ونهضت لجمع ملابسها والبكاء على ما ستلاقيه من مآسي قادمة وانها ايست على تلأهب لاستقبالها. صغرت الدنيا واسودت بعينها فهي لا تريد العودة الى منزل عائلتها .. لكن يتوجب عليها العودة له لانها لاتملك ملآوى اخر غيره. وعند دخولها لمنزل عائلتها وهي تحمل همومها وماسيها استقبلتها والدتها بصراخ: - لقد اصبحت عارا على العائلة كيف وافقت على طلاقك منه. شعرت رقية انها فعلا ليس لها مكان في هذه الدنيا فقررت الخروج منها والعودة الى خالقها عسى ان تجد لها مكان عنده والرحمة التي لم تجدها على الارض من العباد فدخلت غرفتها ووضعت حقائبها وتوجهت الى السطح ولم تنزل منه.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |