قصة قصيرة

جبروت أخ

 

زينب بابان

عائلة تتكون من عدة أفراد من أخوة وأخوات متحابين متعاونين لكن ما ينغص عيشهم جبروت الأخ كبير العائلة فهو الأمر الناهي وكلمته هي المسموعة لغياب الأب المتكرر عن البيت بسبب عمله في جبهات القتال .. ولعدم حزمه في شؤون البيت بحضوره أو غيابه..!

كنا صغارا نخشى وقع أقدام الأخ .. أو هفوات بسيطة يكون عقابنا الضرب المبرح ويجلس كالأمير في عرشه.. أجلبي الماء .. أرفعي الغذاء .. ما أشقى الأخ الأصغر عمرا كم تحمل الضرب والأهانات .. والبنات كذلك أن أخطأن بكلمة بحقه ولا تشفع توسلاتهن وبكائهن بين يديه ..كان كالغول يضرب فريسته .. ما كان يشفع لي بصغري مرضي وعدم مواجهته عند عصبيته بل لا أغادر غرفتي أدعوا الله مذعورة أن ينسى هفوتي ..

كبرنا وترعرعنا .. وكلا ذهب وتزوج حتى باختياره الزوجة كان له ما أراد ومن أختارها قلبه رغم معارضة والدتي لها وليست كما كان يريد أخواته من حجاب وملبس حتى بعد إنجابهم طفلهم البكر بخلاف بسيط قاطعونا لسنين ؟ ثم عادت المياه لمجاريها .. و صلوا للطلاق لكن قبل انتهاء العدة جاءت متوسلة تطلب الصلح وأملى عليها شروطه وتصالحوا

فتحها الله بوجهه ليختبره كيف سيتصرف بهذه النعمة .. أمام المعارف والأصدقاء يصرف ببذخ شديد .. كأنه لا يحسب حساب الغد .. ومع أهله كالقطارة ويخبر الجميع أنه التقي البار لأهله الذي يغدق عليهم الملايين شهريا.. ويحسدون والدتي على هكذا أبن سخي !!!

أما شخصية أخواته .. فرضيت أخته التي بعده الأهانة والضرب من زوجها على أسباب واهية .. صغرى أخواته طالبة مجدة متفوقة بدراستها كان المفروض تجد منه الاهتمام والرعاية .. لكن وجدت الإجحاف بحقها .. بعيد ميلاد أحدهم تأتي أسرته لبيتنا بملبس جديد والطالبة المجدة بالكاد ترتدي ما تخيطه والدتي لها وكانت المتألقة بين زميلاتها بملبسها وشخصيتها وطيبة قلبها المساعدة وتفوقها الدراسي..

أخر المطاف أرادت السفر للدراسة والعمل وهي فرصة لا تتكرر بهكذا وضع مأساوي نعيشه .. ذهبت الوالدة تطلب منه مبلغا يساعدها بسفرها وتعيده أليه عند عملها ما كان رده ..حلف أغلظ الأيمان على رأس أبناءه أنه لا يملك سوى دولارات عشر !!أخته المريضة جمعت رواتبها لأشهر عدة وأعطتها للمجدة لتسافر وكل ما تملكه من حلي غاليتي أنت في غربة قد تحتاجينه في مأكل أو ملبس..

باسم الأخوة طلبت منه أخته المعاقة أن يتحدث لأحدى القنوات الفضائية عن شجاعتها في مواجهة المرض.. ما أستغربه رد لا أريد التحدث عنك سيعرفون أنك أختي وأنني أملك هذه الإمكانية المادية ولا أساعدك سيلومونني!

ماذا؟! تعرف نفسك هكذا .. والدنيا دولاب هواء يوم لك ويوم عليك .. ألا تخشى الرب في عليائه ماذا ستقول له أن تطورت حالتي للأسؤا هل أنت ضامن أن لا تصرف المبلغ على أحد أبنائك!! ولا تجد من يترحم عليك؟؟

ماذا لو فقدتني.. كيف سأشكوك للرب .. وماذا ستقول له ؟ خشيت المجتمع أن يقولوا لي لماذا لم تساعد أختك!! توكلت على الواحد الأحد سينصف عباده...

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com