قصة قصيرة

العرس الدامي

وفاء شاكر

من قلب العراق الدامي اكتب لكم اخبار تلك المأساة المفجعة التي حضرتها بالامس القريب.انها قصة زواج لم يتم وفرحة موؤدة وحلم تحول على يد المحتل الى كابوس مرعب اسبل هلاهيل حزنة السوداء على بدلة الزفاف المرتقب زفاف (سيف وحبه المستحيل سحر).

كانت السعادة تملاهما حيث تقرر زواجهما في بداية الاسبوع بعد عناء وتعب. حيث انه اراد ان يكمل كل شيء على اتم وجه. وهي ارادت ان تنتظر اليوم الموعود لتترك له فرصة الامساك بيدها. احبها بجنون عاشق. واهدت له هي قلبها سعيدة بحبه الكبير النابع من وجدان خالص . اتصل ليعلمها انه اتم فرش الشقة التي اجرها لتكون عش الزوجية. لم يبقى الا الفراش الذي سبق واتفق مع النداف على اتمامه باسرع  وقت.

 رقص الشارع كله لعرس (سيف) ابن السادسة والعشرين صاحب الاخلاق الحميدة والسيرة الجيدة والقلب الكبير. كان مثال الشاب العراقي صاحب الغيرة الذي ابى ان يتعب والديه بتحضيرات عرسه المرتقب واخذ على عاتقه اختيار الشقة وصبغها وتحضيرها وجلب الاثاث ونصبه .كان اكثر ما يتحدث عنه كيف تحب (سحر)هذا الشيء وكيف تعشق ذاك وكأنهما عاشا العمر كله معاً كان اصدقائه وصحبته والاهل يعرفون الاشياء التي تحبها من كثرة حديثه عنها فهي موضوعه المفضل (ملاكه الحزين) ابنة العشرين ربيع حبيبته الجميلة التي اراد ان يجلب لها العالم كله بين جدران تلك الشقة وكم حدث امه عن ايامه السعيدة القادمة بعد ان يتم الزواج . وقبل اليوم الموعود بيوم اخذها لتصبغ شعرها الطويل بلون السنابل كما يحب وانتظرها ساعتان ليعيدها الى بيتها الذي هاج بالاستعدادات ليومهما بعد غد وفي لحظة وداعهما حيث جعلها القلق تحرك الحلقة رمز ارتباطهما من اصبع للاخر قال لها ما لم تاخذه وقتها على محمل الجد.

-اشعر انها لن تنتقل الى اليد الاخرى.

  تلك الجملة تحققت في ساعة منحوسة من اليوم التالي اخرست صوته واسكتت نبض قلبه الهادر بالحب رصاصة امريكية مجرمة اخترقت جسده لترديه ارضاً وسقط  شهيد قبل يوم واحد من يوم الحنة ولم يصدق احد  الخبر .

واقيم عرس (سيف) جنازة مهيبة تليق به. اهازيج امه الثكلى وصوت (سحر)المعاتب واكباه حتى مرقده الاخير .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com