قصة قصيرة

أرنب شجاع

 نبأ حكمت الناصر

 حين حل الشتاء، سارع أرنب وأولاده الثلاثة بتخزين ما لديهم من طعام في جحرهم الضيق المتعرج الطويل داخل ارض حقل مهجور. كان شتاء قارص البرد يختلف عن ما تعودت عليه حيوانات الحقل. مرض اصغر أولاد الأرنب مرضا شديدا. مما اضطر الأب البحث عن وسيلة ينقذ بها ابنه الصغير. فيما الأرنب الأب يبحث عن نجدة تنقذ ولده  وجد نفسه بمواجهة أنثى الذئب . تملكه الخوف وبدأ يرتعش. إلا أن أنثى الذئب  بدت مسالمة على غير ما هو معروف عن الذئاب. فطمأنته قائلة: " لا تخف .. يبدو انك مريض .. ما حكايتك ؟ "

ولما سمعت بوضع ابنه نصحته أن يبحث عن سكن جديد موضحة وجود كوخ قديم كان يسكن فيه دب هجره منذ زمن.

جلب الأرنب أولاده إلى الكوخ فيما اشتد المرض بابنه الصغير فقرر البحث عن طبيب بمساعدة أنثى الذئب.

تأسف الطبيب لحالة الصغير واعتذر لعدم تمكنه من معالجته. ثم اقترح وجود عشبة باسم ( البني) تنبت قرب كهف في الجبل الفضي. في حال العثور عليها يمكن أن تفيد في إنقاذ الأرنب الصغير. ثم أضاف منبها :

"  لكنها بحراسة أسد متوحش من الصعوبة الوصول إليها."

شكرا الطبيب ثم غادرا بحثا عن موقع الجبل.

بعد مسيرة يومين وصلا إلى مكان الجبل. اختبأت أنثى الذئب خلف جذع شجرة. الآ أن الأسد أنتبه إلى صوت خشخشة في أغصان الشجرة.

ارتعشت فرائص أنثى الذئب من شدة الخوف حين رأت الأسد يقترب . سارع الأرنب بالوقوف بوجه الأسد كي يحمي أنثى الذئب.

تعجب الأسد لشجاعة الأرنب وفكر إن وراء الأمر حكاية.

قال الأسد : " سأعطيك العشبة بشرط أن تجلب لي مفتاحي القديم الذي سقط مني في البحر."

" أين يقع ذلك البحر ؟ " سأل الأرنب.

أجاب الأسد : " هو بحر كبير تلمع مياهه من شدة صفائها ويقع قرب منزل تسكنه عجوز ساحرة تعيش في آخر الغابة. تلك العجوز تستطيع جلب المفتاح لكنها لا تعطيه الآ لمن يقبل بالعيش معها."

شكر الأرنب الأسد وهرع وأنثى الذئب يعدوان إلى نهاية الغابة.

كان بيت المرأة العجوز كبيرا غريبا. ترددت أنثى الذئب في الدخول إلى البيت الآ أن الأرنب أصر على الدخول. شعرت المرأة العجوز بدخول غرباء إلى المنزل. سرعان ما أغلقت الأبواب. فبدأت أنثى الذئب ترتعش خوفا.

رحبت المرأة العجوز بهم وطلبت منهما أن يستريحا . بعد قليل كانت المرأة العجوز تستمع إلى الأرنب. ثم قدمت له شرطها. اعتذر الأرنب موضحا أن لديه أولاده ولا يستطيع تركهم لوحدهم. حزنت المرأة العجوز ثم فكرت وقالت:

" حسنا أجلب المفتاح معي وأرافقكم بعد أن نحصل على العشبة لتعالج ابنك ثم تعودون للعيش معي هنا."

فكر الأرنب ثم خطرت له فكرة : " حسنا " قال الأرنب " ، " فلنأخذ المفتاح أولا ثم نأتي بالعشبة بعدها نعالج الصغير وتبقين أنت معنا في دارنا."

وافقت المرأة العجوز وأعجبها ذكاء الأرنب. أخرجت المفتاح من قاع البحر وأعطته إلى الأسد وأخذت عشبة ( البني) للأرنب الصغير.

اعترضت العجوز عندما شاهدت إن بيت الأرنب لا يسعها وانه ضيق بالكاد يكفي مرور الأرنب وأولاده . حين أوضح الأرنب إن لا مناص من مغادرة منزله وبحسب موافقة العجوز ، تأملت العجوز ذكاء الأرنب ووافقت إلى العودة للسكن في دارها بشرط أن يسمحوا لها بزيارتهم وتفقد شئون الأرنب الصغير.تبسمت العجوز فيما بقيت أنثى الذئب تعاود بيت الأرنب بين فترة وأخرى وعاش الجميع بهدوء وسلام.  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com