قصة قصيرة

قصة حب

ويصا البنا

كانت متمردة حاقدة كارهه لكل شيء لم التقى بها رغم أنى أراها كل يوم فقط كنت أراقب تصرفاتها كنت أرى تمردها كنت معجب بها أحبها حين تغضب اعشقها عندما تكون رقيقة أراها تبحث عن الحب والحنان ولا تجده فتقدم خدمات لهذا وذاك وتنتظر المقابل ولو كلمة إعجاب أو شكر لترضى غرورها.

أراها تبحث عن حياة أفضل لها تصرفات غير مبررة وغير مفهومة كنت اشعر فى بعض الأحيان أنها شريرة وأحيانا اشعر أنها ملاك فقد احترت فيها وفى تصرفاتها فهي أحيانا رائدة ومعلمة وأحيانا منقادة ذليلة ولكني لا أخفى اعجابى بها فى كل حالاتها   فقررت آن التقى بها أن اكلمها أن أطارحها الإعجاب وسؤال بسؤال افهم منها ما تخاف منه لكي أحافظ عليها واعتنى بها واطلب منها أن تقف بجواري   اطلب منها أن نوحد قوانا أن يدعم كل منا الآخر ولكني كنت مترددا أن ترفض حتى الجلوس معي.

 لأني كما ذكرت فانا أراقبها من زمن ولم أجرؤ أن أتحدث معها ولكني اتخذت قرار أن المحب لابد إن يكون جريء ولا يخشى الرفض ويحاول مرات ومرات طالما أن سلطان الحب قد تملك علية فأخذت انتظر الفرصة المناسبة وأنا ارتب الكلمات وأعيد ترتيبها واحذف جمل وأضيف كلمات وأتخيلها وهى تجيبني ماذا ستقول وبالطبع كنت اختار أصعب الردود منها وأتوقع الرفض حتى لا أصاب بخيبة أمل.

وها قد جاءت اللحظة المناسبة فانا أراها حزينة مكتئبة تئن فى صمت وشموخ تتألم وتحاول الابتسام ولكني اشعر بتعبها وشعورها.

هكذا المحبون   يشعرون بالحبيب   مهما كانت ظروفه.

فخرجت فى هذا اليوم الهث ورائها وعندما لاحظت أنى أحاول اللحاق بها خففت من خطواتها السريعة فوصلت إليها وكنت أتصبب عرقا وخجلا بعد كل هذا العمر وهى أمامى دائما ماذا أقول لها ؟

 دار كل ما اعرفه عنها امامى فى ثواني مرت كأنها الدهر كله ؟

وفجأة نظرت إليها فوجدتها تنظر إلى وكان لسان حالها يقول تكلم فانا انتظرتك طويلا.

فكانت أولى كلماتي لها:

أنا حزين لما وصلتي إليه.

فقالت وأنا أيضا حزينة.

ـ هل توافقين أن نتحدث ونجلس فى مكان منفرد.

ـ فيما سنتحدث فأنت تعرف عنى كل شيء وتعرف ما أنا فيه.

ـ اعرف عنك كل شيء ولكن لابد أن تعرفي أيضا أنى احبك اشتاق إليك كم تمنيت أن اجلس معك أن نتفق أن نتحد.

ـ أنا اعرف انك تحبني ولكني لا أريد أن تسيطر عليا أن تحكمني أن تقيد حركتي فانا اعشق الحرية اعشق أن أعيش طائرة محلقة لم أتعود أن اخذ أوامر من احد وأنت قاسى صارم عصبي حاد وستعذبني وتلومني ولن تغفر لي الماضي بل ستؤلمني وتذكرني كل يوم به.

ـ أن من يحب يغفر ويسامح من يحب يعطى ولا ينتظر المقابل يعطى كل شيء لمن يحبه حتى نفسه من يحب يشرق قلبه بالنور والسلام يشعر بالأمان يجرح ويعصب فانا احبك ولابد أن نتصالح أن نتحد.

ـ قالت وبريق الإعجاب فى عينها أنا لم أرى هذا الجانب فيك فهل تحبني حقا.

ـ نعم احبك وكم تمنيت أن نجلس سويا ونتصالح هل تقبلين أن نتحد ؟

ـ والماضي ؟

ـ سنخلق من اخطائه حياة جديدة مفيدة فأمسكت بيدها وقبلتها.

ـ لنبدأ من جديد يا حبيبي.

ومنذ ذلك اليوم وأنا وهى متحدان نختلف ونتعارك ولكنا نعود فى أخر اليوم لنجلس سويا ونتصالح.

كانت هذه قصة تصالحي مع نفسي فمن أجمل الأشياء التي يفعلها المرء أن يتصالح مع نفسه يحبها يتحد معها فيصبح إنسان كامل لا متناقض ولا يظهر بصورة ويعيش بأخرى لا تقسوا على نفسك فتصاب بخيبة الأمل ولا تمارس جلد ألذات فتصاب باليأس عندما تتصالح مع نفسك فلا تكون لينا أو ناشف فى هذه اللحظة تستطيع أن تتصالح مع الله تقبل الواقع حارب لتغيره ولكن لابد أن تحارب وأنت متحد مع نفسك ومع الله أيضا لان الظلام الدامس تزيله شمعة ولابد لليل من نهار وبعد الغروب حتما ستشرق الشمس.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com