قصة قصيرة

لوحة المحبة

حيدر الاسدي

في أحدى الصروح العلمية تحديداً في جامعة البصرة وفي قاعة كانت تشتعل ناراً من حرارة الجو لان الروزنامة كانت تشير إلى أول يوم من تموز، جسدت شيرين القادمة من ريف العمارة لوحة فنية موضوعها المحبة لكل أطياف العراق في تلك اللحظات عم الهدوء القاعة لشدة لهيب الجو مع استئذان للسيدة كهرباء مبكراً للخروج من أروقة الجامعة فبقي الجو يشتد لهيب وهذا لم يمنع سماع طقطقت كعب حذاء الدكتورة وهي تمشي بجانب القاعة بدأت فور دخولها بالكلام واستمرت بالكلام وفي تلك اللحظات بدأت شيرين بإعداد عدة رسمها للوحتها التي قد تضاهي لوحات بيكاسو بإنسانيتها .. موضوع اللوحة المحبة، الالفه، التسامح، الوحدة،الإخوة، السلام، صاحبة اللوحة التي ستُرسم بعد لحظات صابرين ألشابة المسيحية القادمة من بغداد والجالسة بالقرب من شيرين، ورسام اللوحة شيرين نفسها أبنة جنوب العراق المتدينة بدين الإسلام، بداية العمل... اشتد الجو حرارة بدى على صابرين الإعياء والتعب من الجو الجار وهذا لم يكن حاجز بينها وبين الاستمرار بالكتابة استمرت واستمرت متحدية الظرف، في الإثناء التفت شيرين لزميلتها وقد أثار وضعها انتباه شيرين، فبدأت برسم لوحتها الإنسانية والوطنية،فبدأت بالاستئذان من قلمها لأنها الأخرى كانت تمارس ما تمارس صابرين، ومدت يدها في حقيبتها الصغيرة لتخرج منها المروحة اليدوية أنيس العراقيين في الصيف (المهفاة) لكي تقوم بدور المروحة السقفية التي بقيت طوال الوقت كالصنم، ولكي تقلل من تعب أختها وزميلتها صابرين واستمرت طوال وقت المحاضرة تجسد هذا المنظر الرائع الذي قل مثيله في زمن ما، فقد نحتاج لوحات من هذا النوع في أماكن أخرى ولكن بغير ريشة شيرين، وها أنا أقدم هذه اللوحة لإهدائها لكل البشرية وخاصة لك يا شعب الفن والحضارة .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com