|
قصة قصيرة قصص قصيرة جدا ً
ـ 1 ـ ( علاقة حُب ) كان ( مُفيد ) إبن الباشا غريبا ًعن الشمس كما كانت هي الأخرى غريبة عليه وإلا لما تجرأت بحرارة أشعتهاعليه مسببة ًصبغة ًمميزةً وطفحا ًجلديا ًعلـى جسمه الأبيض الطري وقـد لايعرف ابن الباشا لكثرة دلاله أن الشمس لاتترك أحدا ًمن مستقبليها إلا ووشمته بلون ساحر ٍ يلهث جميع من يعيش على كوكب الأرض وراءه , وللشمس فــي بلاد (مُفيد)علاقات حميمة ومتشابكة مع الناس تبدء من تسخين الماء للإستحمام و تنتهي بفضح "الحرامية " هكذا كنا نسميهم حيث ُ تأخذنا الشمس بأحضانها وتدلنا عليهم واحداً واحداً . ـ 2ـ ( السقف ) منذ اكثر من نصف قرن ٍ ومذ كان صغيراً , تعلم حساب الاشياء بطريقة العد ِعلى الأصابع ثـُم أصبح سقف غرفته ذو الأعمدة التسع المرصوفة آلة حسابه وعالمه الآخر, حيث كانت تحمل تلك الأعمدة ذو اللون الأسود الفاقع باريةًً ً تقيه وعائلته حر الصيف ومطر الشتاء , كان كتوما ًيعدُ الأعمدة نهاراً عندما تأخذه إغفاءة دفء أُمه أو حلاوة حكايا أبيه عن المستطرف في كل فن مستظرف , ويعدها ليلاً ليوم قيامةٍ مُحتمل .واليوم اذ يسكن في بيت ٍ سَقفهُ اشبه بذاك راح يعدُ أعمدتها جهارا ًصُبحا ًوعشيا دون دفء أمٍ وحكايا أب ولكن بقيامةً تحصد ُ أرواح الناس كيفما كانت . ـ 3 ـ ( كلمة السر ) في العشرة الأولى من سني عمري , قرص أذني جارنا الشيخ يوم خميس , وأهداني مكنسة وابريق ماء وكلمة سر , وأنذرني أن أهجر اللهو والسهو طيلة اربعون ليلة جمعة , وبعدها الفرج . وفعلتُ كأقراني وأبناء حارتي , وبزيادة ٍ ملحوظة ٍ دونما تبرم ٍ أوشكوى,, ماتَ الشيخ ُ ورحل الكثير من أقراني مقتولا ًوغادرت ُ اللهو وهجرني السهو وتهدمت حارتي كما تهرأت المكنسة ُ وتَلُفَ إبريق الماء المُلوَث وضاع كل شئ تقريبا ً إلا كلمة السر حيث تعيش معي حتى هذه اللحظة . ـ 4 ـ ( هذيان ) إلتقيته ُ وكأنه على مسرح ٍمفتوح ٍ من جهاته الأربع , شعره ُ طويل ٌُ يسترسل دائرة عنقه وذقن ٌُ ينتمي إلى عرب الحجاز , وقلادة ٌُ تحمل خارطة العراق :حبيبتي ( شهدًُ ) احلى من العسل , صدقني ياعمي , وهي الأجمل بين بنات بغداد والأجملُ من ذلك ياعمي إننا غرقنا في أحلامنا خلسة ًوكانت القُبلةُ والرعشة الأولى ,أقسم لك ياعمي إننا حَلَقنا في السماء فرحا ً يوم رقص أبي لهلوسة أمي والتي ما عادت تميز البكاء عن الضحك , ظننت أنهم شاركوني أمنياتي , غيرأن أمي إنتزعت عبائتها من دولاب ٍ قريب وولت وجهها شطر السجن علها تلاقي ضناها البكر, الذي غاب منذ السبعينات , أحببتُ ( شهد ) كما أحبتني ويزيد ,عادت أمي بعد حين من الدهر بعظام ٍ قائلة ً: هذا أخوك , وسقطت ( شهد ٌُ ) مغشيا ً عليها إلى يومناهذا , بالله عليك ياعم , أتراها حلقت الى السماء حُزنا ً أم فرحا ً ؟ ــ 5 ــ ( هو ) تمنى وهو في مأمن ٍ عـن عيون السلطة ومفرداتها لــو أن حريقا ًجاء على كل ممتلكاته الشخصية وأوراقه ومدوناته , لابل كانت أمنيته الكبيرة في أن الحريق سيأكل كل السجلات الحكومية والرسمية كي لايترك أثرا قد يقضي على عائلته , ويفضي إلى رفاقه , بعد أكثر من ربع قرن تمنى على عائلته ورفاقه كي يجدوا ولو ورقة ٍ ما تثبت أنه ( هو ) .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |