قصة قصيرة

 هو .. وهي 

عامرحنامتي حداد/ 

  برلين ـ المانيا

..هو...وهي..1...

...قبل الخطوبة كان يتكلم بكل هدوء وروية وهي تسمعه وكلها اذان صاغية...بعد الخطوبة كانت هي التي تتكلم وهو يسمعها..بعد الزواج .......اخذ كل منهما يتكلمان سوية وبصوت عالي والجيران واهل الحارة يسمعون..

 

..2..جواز سفر...

غادر بلده ومسقط راسه مرغما بعد ان استعرت نار الحرب الاهلية فيه، طالبا الامن والامان في احدى الدول الاوروبية وبجواز سفره القديم الاخضر القاتم اللون والذي كان مذيل بعبارة/مسموح له بالسفر الى كافة دول العالم عدا اسرائيل/...ليس خوفا عليه بل خوفا منه...تم قبول طلبه كالاجيء إنساني وزود بجواز سفر سياحي ازرق اللون .. مذيل بعبارة/ مسموح له بالسفرالى كافة انحاء العالم عدا العراق .. ليس خوفامنه بل خوفا عليه

 

..3..المكان...

يقال إن ثعلبا ماكرا مر بجوارجبل حجري شاهق ووعر وسريع الانحدار وعلى سفحه كانت تربض عنزة برية تصرخ وتلعن وتتوعد الثعلب الامعط بالويل والثبور إذا تجراء بالصعود إليها...مما ادى بالثعلب المشهود بدهائه ان اوقف سيره للرد...اسمعي ايتها العنزة الخرقاء...ليس انت من ينهرني ويشتمني ويهددني بل مكانك العصي

 والصعب الوصول اليه وانت تعلمين وتدركين ذلك جيدا...فلو تجرات ونزلت الىمكاني...لجعلت من لسانك الطويل واللاذع حبل مشنقة يلتف .....حول رقبتك الجرباء وقطعتك..اربا...اربا

 

..4..التوبة...

سرق رجل محفظة في اءزدحام الباص الذي كان يقله ، وحملها وجاء بها الى بيته...وعندما فتحها لم يجد فيها ضالته ...حينذاك تحرك ضميره ........في داخله...واءوسعه تونيبا...فندم على انه سرق المحفظة

 

..5..البخيل...

زلة قدماه وسقط في جرف النهر الذي يخترق قريته ، فناد لأنقاذه من الغرق...واءثناء محاولتهم وهم يصرخون ...اءعطنا يداك...لكن دون جدوى...بعدها غيروا اءسلوب ولهجة كلامه هات خذ بيدنا...حينئذ اءستجاب للطلب وامسك بيداهم

...وانتشلوه من تيار الماء 

 

 ..6..طرفة...

ارسلوه اهله واقربائه من تركيا للدراسة في احدى الجامعات الالمانية الممتطورة والمستحدثة..وبعد مرور قرابة نصف قرن في الغربة والمهجر ،.....عاد الى وطنه لزيارة الأهل والاقارب مع زوجته الالمانية واولاده الثلاثة...حينئذ سالوه ،نظن انك الآن بليغ في اللغة الألمانية؟..فاعتلت ابتسامة باهته على شفتيه واجاب بغصة في بلعومه...إن زوجتي واولادي تعلموا مني اللغة التركية واتقنوها جيدا،بينما انا لااستطيع تركيب جملة مفيدة باللغة الالمانية لحد الآن ...فضحكواجميعا علىهذه النكته الظريفة....

 

..7..الصدمة...

...قتل والده والمعيل الوحيد لأسرته اثر انفجار عبوة ناسفة في حافلة كان يقلها وسط بغداد إثناء عودته من العمل ...وعند مراسيم الدفن في

 المقبرة اخذ بالبكاء والصياح والعويل ويمزق ثيابه ويضرب راسه على التابوت للمصاب الأليم الذي اصاب عائلته،........بينما اخاه المهاجر الى سوريا اقام فاتحة على روح والده في احدى جوامع العاصمة دمشق ،............والأخر المقيم في اليونان جمع اقاربه واصدقاؤه وجمعهم في شقته لقراءة صورة

 الفاتحة وايات من المصحف الكريم ،............والأخ .....الاكبرالمغترب في امريكا اخذ افراد عائلته جميعا بعد ابلاغهم بالخبر الحزين لوفاة الجد،وذهب معهم

  ..........الى احدى صالات السينما لمشاهدة فلم اجتماعي رومانسي حزين وكئيب.....

 

..8..المجنون...

..بعد علاجه المستمر والمنتظم والايجابي ، لشفائه من الامراض العصبية والنفسية العديد والتي كان يعاني منها ردحا من الزمن..تشكلت لجنة طبية خاصة من الكادر العامل في مستشفى المجانين في بغداد...

الشماعية..واجتمعت به لطرح عديد من الاسئلة المختارة للنظر في امكانية اطلاق صراحه

  دون قيد او شرط يذكر،فاجاب على غالبية الاسئلة بصورةطبيعية ومنطقية،وقبل ان يختم رئيس اللجنة اللقاء ساله إذا كان لديه سؤال او استفسار؟ فاجاب نعم...واردف متسائلا؟باالله عليك يادكتور قل لي ما هو وجه التشابه او التقارب بالاحري درجة القرابة بين ما يسمى اوروزدي باك = اسواق مركزية انذاك وبين سلمان .....باك = طاق كسرى،اثارفارسية قديمة/طيسفون/شرق بغداد وتسمى المدائن

 

..9..صفاقة...وفصاحة...

 تم تنسيبه لألقاء محاضرات لتعليم اللغة في المركزالثقافي الفرنسي في بغداد ، وذلك لتاثره بحضارة وادي الرافدين وولعه بالفلكلور والادب العربي ، وفي المحاظرة الاولى والمسماة/حفلةالتعارف/، كتب اسمه الثلاثي على اللوحة/السبورة بالطبشور الابيض...معرفا شخصه وسيرته الذاتية للحضور بصورة مختصرة...وبعد برهة من الزمن امطروه

 بوابل من الألفاظ والمصطلحات الدونية والسوقية الهابطة بالاضافة الى الكلمات الشرزاء في اللغة العربية سواء الفصحى ام بالعامية العراقية الدارجة ... وهو يطاءطاء راسه ويردهم بابتسامة/ مرسي بوكو.. شكراجزيلا/ وقبل انتهاء مدة الحصة...استاذنهم وبكل خلق

  وادب وكياسة للرد عليهم حيث قال

باللغة العربية..اخواني واخواتي الأعزاء..اشكركم جزيل الشكرعلىهذا الاستقبال الرائع والمهيب وانما يدل على عمق مشاعركم واحاسيسكم الصادقة لتعلم اللغة الفرنسية وشهامتكم العربية في احترام واكرام الضيف....اجتاحت فترة من الصمت الرهيب

 في القاعة الدراسية ... كصمت الحملان التي تساق الى حتفهالنحرها وذبحها ولقاء .. طريقها المحتوم...بعد معرفتهم بقدراته وادراكه واتقانه اللغة العربية الجميلة و و و و و .....وبفصاحة

 

..10..قصرالنظر...

لآمـه ونهره ووبخه الموظف المختص باءجراء معاملته التقاعدية ،بعد ان اراد تسليمه رسالة خطية من مسؤوله الاعلى في دائرته ، وقال له الم تقراء العبارة الصريحة والمعلقة على الجدار ؟ ...حينئذ ارتدا  نظارته الطبية  ليقرئها

 عزيزي المواطن الكريم...الوساطة رشوة غير مؤدبة.../فاعتذرمن تصرفه الأحمق/ ...والمخجل واللامسؤول

 

..11..التاجر...

لملم،جمع،اختزل، واختصر كل ما يتعلق به من املاكه المنقولة والغير المنقولة ودفتري حساباته ومذكراته اليومية المترسبة والراسخة في عقله الواعي واللاواعي ، بعد ان ضاقت به سبل العيش والحياة

 الكريمة في بلده ،وكدسها في حقائب احزانه المعدة للسفر....ليبيعها ويشتري بثمنها...وطن خالي من الكدر والشوائب العالقة ، عديم اللون والطعم والرائحة

 ....صالح للأستخدام والاستهلاك البشري......

 ..12..رد الجميل...

ءاثناء ءالقاءه الحصة التدريسية المقررة بكل اتقان وهدوء وروية  كان الطالب يقاطعه ويعاكسه في كلامه بين الحين والأخر  ،

 ويتصرف كالصبيان مع زملاءه الجالسين حوله ، مما ادى بدوره الى نفاذ صبره

  وءاخرج من محفظته النقود المعدنية/15 فلسا ثمن لتذكرةـ بطاقة

 ـ لمصلحة نقل الركاب انذاك/ وسلمها بيده قائلا ...خذ ثمن تذكرتي

 ......فقط وءاكرمنا بسكوتك رجاءا...تعالت الابتسامات والضحكات الهادئة بين صفوف الطلبة

 

..13..البــــدو...

 قبل بداية حرب الخليج الثانية /عاصفة الصحراء 1991/..وصلت معلومات ءاستخبارية 

دقيقة وفي غاية الأمية والسرية التامة لقوات دول الحلفاء ،بوجود فرقة عراقية خاصة مجهولة الهوية رابضة في صحراء

 مدينة الناصرية/جنوب العراق/،تهدد وتوعد بالويل والثبور وسوء العاقبة لقوات الحلفاء

 وتتربص بكل صبر وشكيمة وعزيمة لتحين وتزف

ساعة الصفر/الحرب/...وبانشادهم المتكرر والمتواصل على مدار الساعة

 حنـا البدو وين العـدو....وعلى الفورقرروا قادة جيوش.........

الحلفاء بعملية انزال جوي في جنح الظلام والحالك بالسواد للأمساك بهم سالمين معافين واحياء يرزقون،وتم نقلهم الى قواعدهم الخلفية في صحراء نجد والحجاز في السعودية

 وبعد اسرهم هناك استمروا بانشادهم

..................لأغنيتهم المعروفة ولكن علىالشكل التالي......حنــا البــدو عنــد العــــــدو

 

..14..المسمار...

نصحه والده على كل ذنب او مصيبة يقترفها في حياته اليومية ءاثناء مرحلة الفتوة والمراهقة

  ان يثبت مسماراعلى جدار غرفته ...وبعد بلوغه مرحلة الشباب والنضج التام، ناد الى والده ليريه شكل الجدار وعليه اعداد لاتحصى من المسامير المعدنية طالبا اياه راءيه في ذلك؟ 

 فرد عليه متفائلا بكل حكمة واعظا اياه..بعد تجاوزك لمرحلة العذاب والتي تصاحب كل فترة انتقالية من عمر الأنسان..قم من الأن فصاعدا بقلع كل مسمار لأي موبقة اوشائنة ومصيبة تتركها بقناعتك الخاصة وليس بالأكراه...بعد فترة ليست بالقصيرة ،ذهب مسرعا وعلى عجالة من امره ليبشروالده بالخبر المفرح لخلو الجدار من المسامير المثبتة،

 ففرح والده وهنئه على هذا الأنجاز القيم والمثمر ولكنه اردف قائلا؟.... ءانظر وتمحص يابني جليا لأثر وبصمات المسامير لا ..........زال شاخصا وشوهة شكل الجدار

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com