غازي صابر

الاول

كنت في السابعة عشر. حين اقتادوني ثلة من الرجال من البيت الى مركز الشرطه . كانوا يرتدون ملابس مدنيه .وفي  المركز وفي غرفة خالية من الاثاث انهال ثلاثة رجالآ علي بالضرب حتى تلطخ وجهي بالدم . ثم اقتادوني لغرفة اخرى  فيها رجلآ بشوارب كثه ووجه غليظ . كان يدخن سكارته , وحدثني وهو يجلدني بعينيه بلا رحمه 

-- اسمع انا مثل اخيك الكبير . وانت شاب يافع وفي مقتبل فأخبرني بكل شئ . واسمع نصيحة اخيك الحريص على مستقبلك .ابتعد عن هذا الطريق . هاه اخبرني ولا تخف وعهدأ بهذه الشوارب وهو يمسك شاربه . ان كل ما تقوله سيبقى سرأ بيننا . وقفت امامه صامتأ وحدقت في عينيه وكأني ارد عليه لاتوجد اسرار بين الانسان والوحش .

 

الثاني

في بداية شبابي كان لي ولع شديد بالاجهزه الكهربائيه وكنت انزع الغطاء الخارجي للراديو الصغير والكبير لاتعرف على دواخله وكيف يغني . ولا ادري كيف عرفت جارتنا المتزوجه حديثأ بولعي هذا وهي تسألني ان اذهب معها داخل الدار وانظر في الراديو الذي تملكه وقد توقف عن الغناء . كانت جميله وصغيره وكانت بعمري . كنا لوحدنا في البيت ولآول مره اراها وقد تغير كل شئ فيها , حركات يديها وعينيها وحتى شفتيها وهي تقول لي

-- هل تعرف انك شابأجميل . ارتبكت ونظرت الى الراديو لاخفي خجلي وشعور بالخوف والاضطراب كان يلفني وتفاجأة حين وجدت ان الراديو لم يكن مرتبط بالكهرباء قلت

--هو منفصل عن الكهرباء ولهذا لايغني

-- اعرف . ولهذا دعوتك . واخذت يدي وقامت هي بكل شئ . ولاول مره اشعر برعشة كهربائيه جميله تسري في جسدي وتصعد لرأسي . وحين انتهينا قالت .

-- ما حدث يجب ان يبقى سرأ بيننا . وانت تعرف سطوة زوجي وقوة اخواني وشر عشيرتي . سيقتلونك واذا حافظت على السر فأننا سنكرر ما حدث مرات اخرى .

الثالث

في زمن التهاوي والتجاذبات تحول ذاك الهوى النقي والذي نذرنا حتى اعمارنا من اجل الحفاظ عليه الى مجرد غاز ينبعث من خلف العربات القديمه .غاز اقل ما فيه سم يدمع العين ويضرب بالمخ ورائحته تدفعك للتقيؤ .

قالوا لاتوجد وظائف شاغره لخريجي الجامعات كمدرسين في المدارس المتوسطه . وهاك كتاب تعينك كمعلم جامعي في المدارس الابتدائيه . وفي اول درس اردت ان اتعرف على طلبتي وهم في المرحلة النهائيه للدراسه الابتدائيه . سألت اول طالب عن اسمه فأجابني

-- عبد الساده

--وهل تعرف معنى عبد ؟

-- لا

--هل تعرف الساده الذين انت عبدأ لهم ؟

--لا

--وهل الساده الذين انت عبدأ لهم يعرفونك ؟

--لا وقبل ان اسأل زميله الاخر سألني

--استاذ . هل اسمي فيه خطورة علي او على عائلتي ؟

-- لا

خفت فأبي يوم امس نصح احد اعمامي ان يسمي ولده على اسمي وقال ان اسمي مبروك وخير الاسماء من عبد
 

في بنت الرافدينفي الويب