|
قصة قصيرة زاوية باردة عماد خليل بِله "الى معن في زاويته المهجرة" في الزاوية الباردة حيث يتكوم فكري اليوم كما تكوم جسدي منكمشا في باطن الكرسي، أحسست بالانتباه ، فتحت عينيَ المغمضتين فوق الجريدة اليومية المرمية أمامي ما ان تسرب الى أعماق غفوتي صوت المغنية بشعوره الدافيء يعترف " أنا عم بحلم ليل نهار". انه الحلم ! ذلك الكائن الشبحي اذ يأتي يمكنه أن يحيلنا الى مخلوقات مفزوعة تائهة بين العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، او يحمل امامنا طبق من خيال لنؤلف عالما لا ينسجم مع الواقع الذي نعيش. في الزاوية الباردة حيث بصمت عاطلا عن العمل لم يكن لي بد من اشغال وقتي في اصطحابك داخل درب منور يمتد حلما من غموض عينيَ ولغاية أظافرك التي يلذ لها ان ترسم على جسدي خطوطا رباعية كلما شدني الجسد الى موقد الخدر في ثنايا خاصرتك. هانحن معا تتدلى أرجلنا فوق المنضدة بعد ان رمينا أحذيتنا فوق كراسي الزميلات اللاتي هربن من الفراغ. لم اكتشف من قبل أن جواربك يمكن مطهما لهذا الطول، فلقد تعودت في عجلتي ان ارميهما بعيدا كأن بينهما وبيني ثأر، اذ تمنعني من الاستمتاع بنعومة ساقيك. اليوم ذكرتني جواربك الممطوطة بأني ذات مرة استخدمت جوارب سيدة في تشغيل سيارتي العاطلة عندما انقطع محرك الشحن. جواربك صارت في يدي فاين يمكن لفعل التشغيل ان يقع، اذ ان محركي الان دون بكرة، وعجلات السرعة لا تحتاج غير ضغطة دافئة من يدك. لعلنا ننطلق مسرعين في الممر المنور، فتهملي، دعيني أتأمل هذه الحركة التي تحت قميصك فلطالما حاولت ان احول كفيَ الى ماسحتي للرذاذ الذي بل النهدين الصاخبين، فيردعني الخجل.
ها انت تنتفضين على خجلي وتتهميني باللاجدية،
بيد ان كياني المنطلق نحوك مكبل بتردد ردة فعلك التي كنت أجهل. ها قد ازحنا
الستار الذي يفصل عالمينا، لاجدك ندية كزهرة الصباح، فليت لساني الذ ي لعق هذا
التعرق لا يجف، وانت تعلنين اعترافا بأنك مقيدة بانشغال الوظيفة والوضع الامني
المثير للرعب تتسربين الي منزوعة من عوالق مصنعة ، لنتكوم كلينا في مشتهى لم
ينل الشبع مذ خلقنا، يشدنا انت وانا لنحيا ذلك الجزء اللذيذ من حياة البشر
السقيمة. ها نحن المترددان دائما في زاوية باردة نعد خططا، ونرسم خيالات ليس
فيها الا صور لم يتم التقاطها.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |