الحب والوقت

علي محسن حساني

 قصة مترجمة

في قديم الزمان، كانت هنالك جزيرة تعيش على ارضها المشاعر الانسانية جميعها: السعادة، الحزن، المعرفة .... الخ اضافة طبعا الى الحب .

وفي أحد الايام تعرضت الجزيرة للغرق وهدد ذلك سكانها فأضطرت المشاعر للهرب وركبوا زوارقهم بسرعة الا الحب فقد قرر البقاء الى أخر لحظة . وعندما غرقت الجزيرة بكاملها في المياه، وفقد الامل في النجاة، بدأ الحب بالبحث عن المساعدة .

كان الغنى قد مر بالقرب من الحب على متن زورق عظيم فطلب منه الحب أنيصعد الى جانبه لكن الغنى أجاب: " لا يمكن ذلك، ففي زورقي الكثير من الذهب والفضة ولا مكان لك فيه ." ثم مر التكبر بزورق جميل أنيق من أمام الحب الذي قرر الهروب معه وسأله:" ارجوك ساعدني أيها التكبر ". أجابه التكبر:" أسف، فجسمك مبلل وقد يتلف مقاعد زورقي ".

ومع ذلك، فما زال هناك بصيص من أمل اذ مر الحزن بجانب الحب وسمعه يناديه:"ايها الحزن، دعني أذهب معك". لكنه أجاب:" أحب أن أخرج بمفردي لانني حزين جدا ". وكذا فرت السعادة من أمام الحب دون أن تلتفت اليه فقد كانت سعيدة للغاية ولم تسمع نداءه البتة .

فجأة، سمع صوت ينادي:" تعال معي بسرعة أيها الحب ". وكان صوت شيخ كبير ودهش لهذه المفاجأة بحيث نسي أن يسأل مخلصه عن الوجهة التي سيأخذه اليها فركب معه بسرعة حتى وصلا الى جزيرة يابسة .

مدركا للعناية المحيطة به، سأل الحب المعرفة وكانت طاعنة في السن، عمن يكون هذا الذي أنقذه فأجابته المعرفة:"انه الوقت"، سأل متعجبا:" الوقت ؟ ولماذا أنقذني ؟ " قالت المعرفة والحكمة بادية على محياها:" لان الوقت هو وحده الكفيل بفهم قيمة الحب ".