|
قصة قصيرة مقابله
غازي صابر تسارع دقات قلبها لم يهدأ،حتى بعد ان خرجت من مكتب استعلامات القصر. وقد أكد لها الضابط المسؤل ان موعد مقابلتها بعد ساعه.كانت ترتجف من الداخل، حين كان احد الحراس يقوم بتفتيش حقيبتها اليدويه، مع انها متأكده من كونها لم تضع فيها غيرما تجفف به خوفها الممزوج مع عرق جسدها. أبتسم لها الحارس، وأشار اليها أن تدخل الغرفة المجاورة، لكي تفتش بالكامل. وفي الداخل كانت الموظفة المسؤلة عن تفتيش النساء تتفرس في تقاطيع وجهها، وجسدها البض. ذكرتها هذه النظرات الوقحة الى الرجال والنساء، والذين تلتقي بهم مصادفة وفي نظراتهم ملامح الاعجاب والافتتان هذه.وقد تعودت على فهم مقاصدها المشوبة بالرغبة والجوع للجنس. شعرت بالضيق فهي لاتحب نظرات النساء هذه، لانها مشينه وتشعرها بالتقزز ومن غير الصحيح اباحة المحرمات بهذه الطريقه. رافقها احد الضباط بالتوجه الى بوابة القصر الداخلي. وهي تسير الى جانبه تنازعتها افكارآ شتى.الخوف من هذه الوجوه التي تلتقي بها للمرة الاولى وهي عبارة عن عيون مفتوحة. وكآنها تفتش عن اشياء مهمة ولابد من العثور عليها قي وجهها. عيون تنم عن الصلافه والشراسة. تمنت لو انها لم تآت لهذه المقابلة، لكن الحاح وتوسلات عمتها والدة زوجها ونصيحة المعارف والاصدقاء، ولآنها شخصية تعتز بنفسها وبمكانة عائلتها كل ذلك أجبرها أن تاتي الى هنا لعلها تقدم شيآ تفتخر به امام زوجها وامام الناس الذين يعرفونها. لامست خصلات شعرها نسائم هواءً فيه شىً من عبق الزهور التي تملآ باحة القصر، فآنتبهت لكنها لم تستعذبه، وصدمتها روعة الخضره التي تحيط بالقصر. زهور من شتى بقاع الارض، وأشجارلا مثيل لها في شوارع وبساتين العاصمة، ولا حتى في المدن والعواصم التي زارتها مع زوجها. وشعرت بها وكآنها اشجارآ مسحورة وتخقي خلفها قسوة وجبروت لا تستسيغه. حول القصر بدت شمس الربيع متعبة كما رآتها. آتعبها التوهج وكآنها تسحب خيوطها بتكاسل نحو المغيب. وكآن كل هذه الزهور المتناثره في المكان عديمة الرائحه. حتى ظنت ان حواس الشم قد تعطلت لديها. كانت الاسئلة تتزاحم في رآسها عن الذين شيدوا هذا القصر الفخم، وهذه الحدائق الغناء. ادهشتها التصاميم الخارجيه له، وهو يقف عاليآ فوق هذه النهر الخالد، النهر الذي مرت به جحافل من الفرسان، والجيوش الجرارة. انكمشت مرتعبة حين حدقت بوجوه الحماية وهي تضع قدمها باب القصر الداخلي ! في قاعة الاستقبال آمرها الضابط آن تجلس وتنتظر لحظة السماح لها بالمقابله.امتد بصرها وهي تتفحص هذه القاعة المغطاة بالرخام الايطالي والمرمر الملون بلون الدم الفاتر، حتى انها كانت ترى صورتها ظاهرة فوق الارضيه. الابواب عالية، لاتختلف عن ابواب الكنائس القديمه ومزركشة بالزجاج الملون ومحفورة في خشبها صورآ لثعابين كبيرة وآجسادآ باجنحة خالتها وكآنها لشياطين خرافية سوداء. والشبابيك هي الاخرى عالية وكبيرة وقد تدلت منها ستائرآ فاقعة الالوان وداكنة، وقد شعرت بالانقباض وهي تتمعن فيها. لوحا ت كبيرة لرجال كل شى فيهم يوحي بالضخامة، الاجساد، الشوارب، السيوف،وحتى العيون والحواجب والتي وقفت فيهما بعض الشعيرات وكآنها الرماح. كل الجدران الدائرية للقاعة أطرت بالفسيفساء، وبخيول جامحة وفرسان وهم يعتلون الخيول، يقاتلون حيواناتآ خرافية او يغرسون الرماح الطويلة في بشر عزل ينم عن وجوههم الخوف والاستسلام. حاولت ان تتماسك وتهدء من دقات قلبها وهي تستذكر ما اوصتها به امها، بأن تكون قوية وهي تعرض قضيتها. والا تنسى آن تبدآ بالاحترام والطاعه وعدم البدآ بالكلام حتى يآذن لها. وآن تقرآ سورة ياسين قبل الدخول الى عتبة المكتب. هي مؤمنة بما آخبرتها به امها عندما قرآت لها الفنجان ولثلاث مرات وهي تحتسي القهوة مع عائلتها يوم امس، حتى آنها في المرة الثالثه شاهدت بأم عينها كيف آن زوجها يحطم القفص ويهرول تاركآ الحطام خلفه قطع متناثره. لكنها لم تفهم سر هذه النقطة السوداء التي شاهدتها على جبينه وهو يهرول. آمها هي التي اقنعتها بالزواج، ولم تدعها تحقق رغبتها في مواصلة دراستها العليا في الخارج. ندمت لانها اضاعت اربع سنوات من عمرها في هذا الزواج. زوجها هو الاخر كانت لديه اساليب ملتوية ومخادعه في اقناعها بالزواج وهذا ما لمسته منه خلال السنوات الاربع. خرجت مجموعة من العسكر من مكتب الرئيس وكآنهم قادة لضخامة آجسادهم وفخامة آزيائهم، ولشواربهم الغليظة والطويلة. تذكرت آحاديث الاصدقاء والمعارف و الاقارب عن الرئيس وجبروته وقسوته، لكن البعض يعتبر هذه السمات شجاعه وكرم وقوه. عدلت من نفسها وملابسها وبدآت تقنع نفسها آنها يجب آن تكون قوية والا تتلعثم وهي تعرض طلبها، لكن قلبها خفق من جديد حين تذكرت آن امها وابيها ينتظران خارج القصر مع صغيرها. في مكتب المقابلات دخل السكرتير مكتب الرئيس ليخبره : ـ لم يبقى من المقابلات الا الدكتوره زوجة المهندس. فرد الرئيس ـ آدخلوها. فتح لها باب المكتب لتدخل على الرئيس، والذي كان يتصفح مجموعة من الاوراق أمامه. حين وقفت آمامه، رفع رأسه ونظر اليها، فالتقت نظراتهما، ولآول مره في حياتها تصطدم بهذا الوميض المنبعث من عينيه، وميض غريب، شعرت معه وكآنه انعكاس لضؤ قوي يسقط فوق نصل سيف براق.وبالرغم من كثرة العيون التي حاولت اختراق عينيها الا آن هذه النظرات حادة وقوية وصعبة المراس. وحين نهض ليصافحها شعرت بقامته آطول مما كانت تتوقع وقد ضاع كف يدها البض داخل كفه القوي والحار. آبهرته هذه المرآة من آول نظره بعينيها الخضراويتين وبهذه الهالات الصفراء المتناثره حول خضرة العينين وكآنها ذرات من العسل الاصفر وقد تناثرفوق عشب آخضر، فبانتا واحتين للتآمل والنشوه، وقد منحها الله رموشآطويلة و سوداء، فشكلت مع خضرة العينين قوة آسره لآي ذكر حتى ولو ماتت عنده كل عضلات الرجولة. لم يتذكر آنه التقى في حياته بمثل هذا الوجه الابيض والمائل للحمره، ولا بهذا الفم الصغير والمدور، وقد تدلت شفتيها السفلى قليلآ، شفاه ورديه، تخفي خلفها صفين من اللؤلؤ، وكآن فمها ينبوع للزلال، وهو يزيد هذا الوجه الملآكي فتنة. وقد تدلى شعرها الاصفر على كتفيها، وانسابت خصلآ منه حول وجهها وكآنها نقعت في الزيت والعنبر. ولآول مرة يشعر بطول أمرأة رشيقة يقارب طوله. آرادت آن تبدآ بعرض قضيتها، فقال لها : ـ مهلآ. والتفت الى المرافق، سنجلس في الحديقه، ولتكن المائدة عامرة بالمشروبات، ولا تتركوا العطش ينال من ضيفتنا، ومن المعيب الا نطفئه بآرق وآحلى المشروبات، والا ماذا تقول عنا العرب ! سارت الى جانب الرئيس نحو الخارج، كانت الحديقة التي جلسا فيها، عبارة عن بساط آخضر،محاط بشتى آنواع الزهور، وخلفها تناثرت آعدادآ من الاشجار الباسقه وهي تحيط بمجموعة من النافورات الصغيره، وتتوسطها نافورة كبيرة، تقذف الماء نحو الاعلى وتختلط مع المياه الساقطه حزمة من الالوان المختلفه الا أن اللون الاحمر هو الطاغي فيها. وفي كل التفاته كانت تستنشق عطرآ للآزهار يختلف عن الجهة الاخرى، لكنها لا تشعر بهذه الروائح الفواحه تدخل الى رئتها. قلبها يخفق، واحاسيس ضبابية بين الخوف والريبه وبين فخامة المكان وحسن الاستقبال لهذا العملاق الذي يجلس أمامها، والذي يبتسم لها بين لحظة واخرى ولا تستطيع أن تفسر كل ما يجري. كانت تشعر وكأنها طارت من بيتها الامين وحطت هنا في المكان الخطأ، هذا المكان الممتلآ بهولاء الرجال والذين هم عبارة عن رؤوس تتحرك بعيون جاحظة وهي تبحث عن شئ مفقود. طواعية جاءت، وهي تأمل بتحقيق طلبها وعليها أن تصبر فالقضية يبدو صعبه. تسارعت دقات قلبها من جديد، وتزايد قلقها عندما أمر المرافقين بالابتعاد عن المكان، وطوال الوقت وهو لا يرفع نظره عنها، يتفرس بكل شئ فيها، من الرأس حتى القدم، يحاول أن يقتحم بؤبؤ عينيها، وبين لحظة وأخرى يمسد شاربه بيده. هذا هو الرئيس الذي كانت تشاهده على شاشة التلفاز، وهو يزور المدن، أو يتحدث الى الناس. وكانت تقول لعائلتها أن عمرها نصف عمره. وكانت معجبة بشاربه، وكثيرآ ما كانت تمازح والدها وتتمنى عليه أن يكون له شاربآ مثله، لكن الاب كان يرد عليها : أن طول الشارب عادة فارسيه، وأن رسولنا أوصى بأكرام اللحيه وأضعاف الشارب. ـ أعجبتك نافورات الماء ؟ ثم أضاف، أكثر ما يعجبني فيها مياهها الحمراء، وهي تتطاير مع الريح الى ذرات صغيره. اللون الاحمر دائمآ يستهويني.سنبني هناك في الجهة الثانيه شلالات متساقطه، وسيكون لسقوطها صدى جذاب، وجمال أخاذ وهي تتساقط على الارض، وكأنها حزمة من الغيوم الحمراء. شدت من عزيمتها وعدلت هندامها وعرضت قضيتها : ـ سيدي الرئيس. قد تعرف عائلتي، وتعرف أن زوجي من أكفأ المهندسين، وسبق وأن كرمته على أخلاصه، وعطائه، وهو يواجهه اليوم تهمة خطرة في سجنه قد توصله الى عقوبة قاسية، وأنا جئت أطلب عفوك ورأفتك به ؟ سحب نفسآ من سكارته الكوبيه الغليظه. ونظر اليها بعمق عائدآ برأسه وكتفيه للخلف وهو يبتسم لها. ـ غزالة، نمرة، أنا أحسد هذا اللص عليك.يقول أجدادنا أذا أردت أن يطيعك كلبك ويتبعك مثل ظلك، فعليك أن تجعله دائمآ جائعآ لطعامك. ولكني أبسط يدي كثيرآ وأبالغ في عطائي وهذا ما حصل مع زوجك ! تعثرت قدمها بالمنضده التي أمامها، وبدون وعي منها، فغير الحديث.مضيفآ ـ عندي حاسة شم قويه، وبالشم أشعر برقة وجمال المرأه. أنا أحسدك على هذا الجمال، والذي يحبه الله، أماأن يمنحه الجمال، أو المال الذي لايعد، أو يمنحه الملك الذي لايزول وهذا ما حباني الله به. والجمال قوة لاتقاوم، حتى أن النبي داود ضعف أمام جمال واحدة من زوجات أحد قادته ولم يصمد وقرر أمتلاكها، وبعث بزوجها للقتال ليقتل، ونابليون فعلهاأيضآ. جريمة أن تبقى جوهرة مثلك مخفية في التراب، وحرام أن تكوني ملكآ لهذا المهندس اللص. هل تحبينه ؟ ـ هو زوجي. ـ هذا صحيح. بدأ خوف أعمق يتسرب الى قلبها وروحها، وتمنت لو أنها لم تحضر لهذه المقابله. لعنت الساعة التي تزوجت فيها، حقدت على زوجها الذي أوصلها الى هذا الوضع، ولعنت أحتياله وتبسيطه للامور. أنبت نفسها لآنها لم تأخذ بنصيحة بعض الاصدقاء، وبشئ من الاعتذار ردت: ـ انا من عائلة قد لاتعرفها جيدآ سيدي الرئيس. شعر بها وهي تلملم نفسها، فأعجبه خجلها وخوفها وأدابها، وقارن بينها وبين الكثيرات اللواتي مررن بين يديه. ـ أعرف عائلتك، وأعرف أن لها باع طويل في التجارة، وهي معروفة في البلد وأحترمها، وأنا كما تعرفين أنحدر من أم القبائل. ولولاها لما كانت هناك أمة وصلت الى حدود الصين. هذه الامه التي صنعها أجدادي، قد أنذرت حياتي لبعث ماضيها ولمّ شملها. وزوجك لص وخائن للامانه، وقد لاتعرفين عقوبة الخائن عندنا. أنا عندما أمنح أفيض بالعطاء، ولكني عندما أعاقب فأني لا أرحم. تراجع للوراء في كرسيه مرة أخرى وهو يغرز نظراته في عينيها. وهي تحاول أن توقف الخوف الذي هبط لركبتيها. ـ يقولون. ضعيف من لا يستبد. ولهذا منذ صباي صاحبت العصا، فخافني الكل. وفي شبابي صاحبت البندقيه فكنت السيد المطاع، الطمع يا دكتورتي العزيزه ثابت عند كل أنسان، والقوه والعقاب وحدهما العلاج الشافي لهذا المرض، ومثل زوجك هناك العديد من الذين يطمحون لهدم ما شيده اجدادي بالجماجم والدم. ولكن هيهات، ستتهدم الدنيا وأمجادنا لا تتهدم. وفي عرف أجدادي، وعرفنا، المدينة الرافضة لطاعتنا نستبيحها والخارج عن طاعتنا عليه أن يركع طائعآ ويهان ويسلب منه أعز ما يملك قبل أن يقطع رأسه. حركت شفتيها، فقد شعرت بالجفاف، ومرارة تملآ فمها، لكنه أضاف مغتاظآ : ـ وحتى المرأة الخارجة عن طاعتنا تعاقب، وأظنك لم تقرأي ما كان يفعله أجدادنا، فهذه أم قرفه عجوز فزاره رفضت البيعه وبالرغم من قتل أولادها الاربعه وأمام عنادها فقد ربط كل ساق من ساقيها الى ناقة حتى قطعت الى نصفين وهي حية، لدينا الكثير من وسائل العقاب، وأنا لاأغفر أبدآ للطامعين في ملكنا، وقد أرميه للكلاب الجائعه وهو حي، حتى أجعله عبرة لغيره، وهذا ما فعلته بأحد أصدقاء زوجك، فقد كبلنا قدميه ويديه ووضعناه في تابوت وثبتناه بالمسامير، وأمام حشدآ من زمرتهم شطرنا التابوت بالمنشار الى نصفين.( وأنفجر ضاحكآ ) ! كان منظرآ غير مألوف فقد أصبحت الزمرةوكأنها الفئران المذعوره، منهم من خر مغشيآ، ومنهم من بدأ بالبكاء مثل النساء، وكثيرآ منهم تبللت ملابسهم بين أفخاذهم. تغير لون وجهها شاحبآ، وهي تتخيل أن زوجها هو الذي قطع الى نصفين، وتراءت لها الدماء وهي تنساب حول التابوت المشطور. لم تتمالك نفسها وبدأت بالتقيؤ. خفف من قوة نظراته اليها وسبل لها عينيه بعد أن أمر الحماية بمساعدتها لغسل وجهها. ـ المجانين هم الذين يطمرون الجواهر في التراب. هذا القصر وكل هذا العز سيكون ملك يديك، وسنطمح برضاك، ويسعدنا وجودك معنا. تيقنت شكوكها !. ـ أنا مواطنة. وأنت رئيسنا، وكل ما أطلبه الرحمة بزوجي. ـ عدنا مرة أخرى الى سيرة هذا اللص. نهض وأدار لها ظهره وعاد والتفت اليها. ـ حسنآ سنطلق سراحه، لكني لن أتخلى عنك، فأنا لم أتعود التخلي عن هدية بعثها الله لي. ـ أنت تعرف أني من عائلة معروفة في البلد. عائلة ليست محتاجة، وأنا دكتوره وكرامتي لاتسمح لي أن أكون كما تفكر به. ـ سأحول هذا القصر والقصور الاخرى الى جنائن معلقه، تفوق جنائن نبوخذ نصر، وتفوق تاج محل، ستكونين أنت الاميرة وفي كل شئ. شعرت بالخوف وقد سد هذا الوحش جميع المنافذ، وهو يطبق عليها بجناحيه وكأنه نسرآ صحراويآ شرس. ـ لكن زوجي وأبني، وعائلتي، وسمعتي و و و ! ! ـ كل هذا لايعلو على رئيسك عبد الله المؤمن. فنحن الزمان يا دكتورتي من رفعناه أرتفع ومن وضعناه أتضع. عليك فقط أن تطلبي. ـ لكنك متزوج ولديك أولاد ! ـ لقد أكرمنا الله بألزواج من أربع، ومن غنائم الحرب ومن ما ملكت ايماننا. أختاري ما يناسبك. المهم أن تكوني لي، لي وحدي ودائمآ الى جانبي في هذا القصر وفي هذا العز. أنتِ فاكهة طازجة لم ينزع قشرها بعد، ولا يعرف قيمة الفرس الاصيله الا خيالها ! ـ وزوجي ؟ ـ لن يطلق سراح هذا اللص حتى يرمي الطلاق. أصيبت بالدهشه والذهول. تحول رأسها الى كتلة سا المساء كانت هناك أمرأة خنة وهي لا تعرف أين هي، ومن هي، في حلم أم حقيقه ؟ جاءت من أجل قضية وتحولت هي الى قضيه. قضية لاتعرف الى أين ستقودها ؟ حاولت أن تهون من الامر كي تخفف من الضغط الذي يحاصر رأسها وهو قد أدار لها ظهره. ـ الموضوع لايحتمل التفكير. لقد قررنا وأنتهينا، سيذهب معك بعض الرجال لتخبري عائلتك بقرارنا، وتعودي غدأ لنحتفل. خرجت من الحديقه نحو الممر الخارجي وهي محاطة بثلة من الرجال في خدمتها. فلاحوا لها وهم يحيطون بها مثل القطط الوديعه، ولطالما حلمت أن تقتني كلبآوديعآ يهز لها ذيله، ويحميها من كل غريب يحاول الاقتراب منها. أستنشقت عبق الزهور برئة مفتوحه،وشعرت بأحاسيس لم تداعب حواسها حين دخلت القصر.وتذكرت حديث أ حدى زميلاتها وهي تودعها يوم التخرج من الجامعه : لاأحد في هذا البلد بأمكانه أن يرسم خارطة حياته كما يريد، مهما أمتلك من القوة والغنى والجمال. وستكونين مثل مرأة، الكل يتمرى بوجهك لجماله، وتبقين أنت فقط تنظرين من فوق للآخرين ! في صباح اليوم الثاني خرج رجل من الباب الخلفي للقصر وهو في عين واحده. وفي المساء كانت هناك أمرأة الى جانب الرئيس بنصف عمره متشابكي الايدي في حديقة القصر. القصر الذي يعلو على النهر. النهر الذي تأكلت ضفتيه وهزلت شواطئه، بعد أن أصابها الجفاف. ومن بعيد كان أهل البلد ينظرون للقصر وكأنه منارة من نار،نار لكنها مائلة للشحوب
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |