|
قصة قصيرة
من حكايات إمرأة قصة سحر حمزة
عاشت فارسة
رواية من حكايات إمرأة ,,حلمها ,,لم تتراجع عنه ,,في اللحظة التي ,حاولت أمها
,كبح جماح عشقها للمطالعة ,والقراءة لقصص الخالدين ,وسير الأنبياء والمرسلين
,كان والد سمر شيخ دين ,حين لاحظ تعلقها بالقراءة ,،بدأ يحضر لها كل يوم ,سلسلة
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ,،وقصص الهجرة النبوية ،وقصص الخلفاء الراشدين
،يشجعهها على التفقه بالدين بقراءة الحكايات المختلفة ،إبان الفتوحات الإسلامية
,،كانت تتابع كل حدث ،يجري حولها ،،وفي الليل ،تكتب ما يجول في خاطرها ،وتخبيء
ما تكتب داخل ملاءة فراشها ،كي لا تراه ،أمها ،،كانت والدتها تحرص على تعليمها
فنون الطبخ ،والتنظيف للمنزل ،وتعلمها كي تكون ربة أسرة،تطلب منها تعلم الخياطة
،،فقد عملت والدتها في رثي ثياب الجيران بأجر ،رمزي يساعد في دخل الأسرة ،كانت
أمها فنانة في طهي المأكولات الشامية اللذيذة ،كانت العائلة تجتمع كل يوم في
منزلهما الكبير المطل على حديقة غناء ،بالورود والشجر الباسق ،،وكانت سمر تستغل
إنشغال أمها في إستقبال جدها وأعمامها ,,وتذهب تحت شجرة البيلسان ،،تكتب
،،وترسم ،،وتجلس على الأرجوحة التي صنعتها من حبال أبتاعتها من مصروفها ,,تطلق
العنان لأفكارها ،وعيناها شاخصة إلى السماء ،تسرح تارة ،تغني بعفوية ،ثم تسرع
إلى خرابيشها على كراسة خاصة بها تلفها بقطع قماش ،،حين تشعر بأحد نزل للحديقة
,,وهكذا عاشت سمر ،،تنتظر لحظة حظ ،،في المدرسة ،،تضع على لوحة الحائط ،،شعارات
وحكم تعلمتها من والدها ،،فهويعمل في هيئة الأمم ،،وصاحب منصب ورأي سديد ,,يحبه
الكثيرون ،،ويأخذون برأيه ،،في كل مساء كان يحضر لسمر بعض القصص والمجلات
الدينية ،وفي أحد الأيام ،،وخلال تصفح سمر مجلة الشريعة التي يصدرها حسان ظبيان
تربوي صاحب مدرسة ،،دينية ،،صديق والدها ،،قرأت عن مسابقة بسيطة تطرح أسئلة حول
صحابة رسول الله ،،والخلفاء الراشدين ،قالت في نفسها ،،سأرسل لهم مشاركة بسيطة
من خواطري الأدبية ،، وأجيب على الأسئلة ،،فقد أفوز ،،،،وفعلاً فعلت وتوسلت
لوالدها أن ياخذ الرسالة إلى البريد ،،ويضعها ضمن المتقدمين للمسابقة ،،ولشدة
إلحاحها ،،أستجاب لها الوالد ،،الذي طلب من أمها عدم التدخل في مضمون الرسالة
،،لأنه يعرف أنها موجهة لمجلة الشريعة ،،ومضت أيام وايام ،،وسمر تنتظر العدد
الجديد من المجلة ،،علها تفوز صارت تفكر لماذا أبي لم يحضر لي المجلة كالعادة
،هل سمع كلام ،،ماما ،،هل يريدني أن لا أكمل تعليمي ،،،،ثم عادت وفكرت ،،لا من
المستحيل أن يفعل ذلك ،،وإلا لماذا لم يمنع خالي من أعطائي الدروس الخاصة
باللغة الإنجليزية والرياضيات،،لا شك أن الأمر غير ما أعتقد ،،سأنتظر ،،وفي
صباح اليوم الثاني في مدرستها الثانوية ،جاءت الآذنة للصف تطلب سمر للمديرة
،،أحمر وجه سمر أمام زميلاتها ،،فلا أحد تطلبه الإدارة إلا أذا خالف قانونها
،،أوأن هناك شكوى ما عليها ،،قالت في نفسها هل يمكن أن تكون أمي قد أشتكتني
للست وداد صديقتها معلمة الرياضيات ،،هل تسريحة شعري الجميلة تزعج المرشدة
الإجتماعية ،،هل ملابسي وشريط زي المدرسي الأنيق يؤرق مربية الصف ،،وما بين
التفكير ،،والخوف والقلق الذي أعتراها ,وجدت نفسها أمام باب الإدارة ،،طرقت
الباب بأدب وقالت للمديرة ،،هل طلبتني أنا ,,فقالت لها المديرة تقدمي يا سمر
،،من شدة خوفها وخجلها ،لم تلحظ سمر وجود رجل طويل ممتليء الجسم ينظر إاليها
,,قالت المديرة تعالي يا حبيبتي ،،أستغربت سمر من اللطف البالغ الذي نزل على
مديرتها الإرهابية ،،فقد كانوا يلقبونها أفاكه من شدة بأسها ،وتعاملها العنيف
مع الطالبات ،،أطمأنت سمر وأقتربت ،،فقالت لها المديرة أجلسي يا سمورة
،،أستغربت سمر أكثر وكانت تريد أن تضحك لكنها تمالكت نفسها ،،وقالت ،حاضر
،،،،واضافت ،،الأستاذ حسان جاء يسلمك هدية بنفسه ،،فأنت وضعت أسم المدرسة في
عنوانك ,وجاء ليعطيك الجائزة فقد فزت بالمسابقة ،،قالت سمر متفاجئة أنا ،،مش
معقول ،،أشكرك يا مس أفاكه ،،فقالت لها المديرة ،،تقدمي وإستلمي الجائزة من
الأستاذ حسان ،وخذي هذه المجلات وزعيها على زميلاتك في الصف ،كي يروا إسمك بها
،،تقدمت نحو الأستاذ ،تنظر بعفوية إلى ملامحه ،،كي لا تنساه ,فقد جاء الفرج يا
الله ،،أنها الدرجة الأولى التي سأرتقي بها إلى السلم ،،كي أحقق حلمي ،،لقد أخذ
بماكتبت ،،يعني قد أنجح ,في هذه الأثناء وفي لحظة توارد أفكارها ،،قال لها
الأستاذ حسان ،،أنك ممتازة يا سمر ومتميزة ,,وأجمل ما في رسالتك ،،ان كل جواب
مزركش بالورود ،،باللون الأحمر ,,بشجرة باسقة تتناثر عليها بعض زهرات بيضاء
,,وفي داخل الشجرة وضعت الأجوبة على الأسئلة ،،إنك مبدعة يا سمر ،،إستمري
،وأرسلي لنا كتاباتك بالبريد ،ونحن سننشر ما نراه مناسباً ،،وقدم لها الجائزة
كانت قيمتها آنذاك خمسة دنانير،،قالت سمر آه ثروة ،،مال ،لم أحلم بحياتي بمثل
هذا المبلغ ساشتري قصص وكتب وساصنع مكتبة من صناديق الخشب خلف المنزل ،وو،،فقال
لها الأستاذ حسان ،،لا تنسي المسابقة القادمة ,,وهذا يا سمر مذياع صغير في مسجل
صوت ،،أقرأئي ما تكتبين بصوت عالٍ ،ثم سجليه ،،ثم صححي ما كتبتي ،،آه يا للروعة
كل هذا لي ،،أشكرك كثيراً يا أستاذ ،،أشكر مجلتكم ""اشكر تلك اللحظة التي أرسلت
فيها ،،رسالة لكم ،،وغادرت الإدارة مسرعة ،،مثل حمامة سلام ،،طائر شوق يريد أن
يحط في أي مكتبة كانت ،،لديها المال لتشتري كل ما ترغب له من المجلات والكتب ،
غير تلك التي يحضرها والدها ،،وقامت بتوزيع المجلات على زميلاتها،الذين هجموا
عليها ،،لقرأوا ما كتبت وشاهدوا ما تحمله من هدية ،،هي بالنسبة إليها أثمن شيء
حصلت عليه في حياتها ،،عادت إلى المنزل سيراً على الأقدام ،،لم ترغب بركوب
الباص مثل كل يوم ،،لن تعلن التمرد على طلبات وأوامر أمها ،،لكنها ستبقى تحاول
أن تقنعها بأن لها هدف كبير تريد الوصول إليه ,,ستحاول مع الأيام ،،فقد رسمت
خارطة طريق لمستقبلها وسوف تسير به بتصميمها ،و بعزيمتها ,,سوف تصل هكذا قررت
سمر ،،،،يتبع في الفصل التالي من حكايات إمرأة
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |