قصة قصيرة

 

الفتاة الجميلة

 

د. عباس العبودي

يحكى أن فتى قال لأبيه أريد الزواج من فتاة رأيتها، وقد أعجبني جمالها وسحر عيونها, فرد عليه أبيه وهوفرح ومسرور وقال أين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يابني .فلما ذهبا ورأ الأب هذه الفتاة أعجب بها وقال لابنه اسمع يا بني هذه الفتاة ليست من مستواك وأنت لاتصلح لها هذه يستاهلها رجل له خبرة في الحياة وتعتمد عليه مثلي، اندهش الولد من كلام أبيه وقال له كلا بل أنا سأتزوجها يا أبي وليس أنت, فتخاصما وذهبا لمركز الشرطة ليحلوا لهم المشكلة وعندما قصا للضابط قصتهما قال لهم احضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الأب ولما رآها الضابط وانبهر من حسنها وجمالها مالت نفسه اليها فقال لهم هذه لاتصلح لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي .وتخاصم الثلاثة وذهبوا الى الوزير وعندما رآها الوزير قال هذه لا يتزوجها الإ الوزراء مثلي وأيضا تخاصموا عليها حتى وصل الأمر إلي أمير البلدة وعندما حضروا قال أنا سأحل لكم المشكلة احضروا الفتاة فلما رآها الأمير قال بل هذه لا يتزوجها الإ أمير مثلي وتجادلوا جميعا . هنا التفت الفتاة اليهم بعد هذه الخصومات والحساسيات والصراع بينهم للوصول الى قلبها فقالت لهم أنا عندي الحل!!  سوف اركض وأنتم تركضون خلفي والذي يمسكني أولا أنا من نصيبه ويتزوجني . فسارع الجميع الى الركض ورائها لكي يحصلوا عليها  الشاب والأب والضابط والوزير والأمير . وهم بهذا الركض السريه وهي تجري بسرعة وهويتسابقون عليها واذا بهم جميعا يسقطون في حفرة عميقة –فنظرت اليهم ضاحكة –ايها القوم لقد تصارعتم وتسابقتم وتخاصمتم وانتم تركضون ورائي ولم تغنموا مني شيئا وها هومصيركم بعد كل هذا العناء حفرة عميقة فهل عرفتموني من انا –انا الدنيا –انا الدنيا –تركتم كل ئي من اجلي ولم تحصلوا الا على حفرة فحب الدنيا راس كل خطيئة

فالدنيا كما يصفها امير المؤمنين كدار لها اربعة حدود –حد ينتهي الى الموت والحد الثاني الى القبر والحد الثالث الى الحساب والحد الرابع اما الى الجنة والى النار  -ومن بكى على الدنيا  فانه

خاسر لان الدنيا دار فناء والاخرة دار بقاء والدنيا ممر والاخرة المستقر  وتذكر كلمات الله تعالى في سورة الحديد

((اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهووزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ( 20 ) سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ( 21  )

النفـس تبكـي على الدنيـا وقد علمـت ..... أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها ..... الا التي كان قبل المـوت بانيـــها
فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه ..... وان بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيــــها
أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها ..... ودورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها
أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة ..... حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت ..... أمست خــرابا وأفنـى المـوت أهليــها
لا تـركـنن الـى الــدنيـا ومـــا فيــها ..... فالـمــوت لاشــك يفـنيـنا ويفـنيـها
لكـل نفــس وان كــانــت علـى وجـل ..... مــن الـمـنـية آمــال تقــويــها
الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها ..... والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها
إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة ..... الديــن أولـهــا والعــقــل ثانيـــها
والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها ..... والجود خامسها والفــضل سادســــها
والبــر سـابـعهـا والشـكـر ثامنها ..... والصبر تاسعــهـا والليــن باقيــها
والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها ..... ولسـت أرشــد الا حين أعصيـــها
واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها ..... والجار أحمــد والرحمن ناشيــها
قصــورها ذهــب والمسك طيـنـتـها ..... والزعفــران ربيــع نابــت فيـــــها
أنــــهارها لبــن محض ومن عـســـل ..... والخمر يجري رحيقــا في مجاريها
والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة ..... تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا
مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها ..... بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com