قصة قصيرة

غاب زماني

 

سحر حمزة

ثمة تغييرات كثيرة تشوب علاقاتي مع أولئك الصامدين وراء النهر ممن يعايشون القهر والحصار ،ثمة آثار لقينقاع والنضير وخيبر تشوه العلاقات بين أخوة الدم وتفسد كل شيء حتى تلك المشاعر الإنسانية التي تجمع بين الأهل في الداخل أو الخارج لتعاود السيطرة حتى على النفوس الضعيفة والنفوس الرخيصة فحين يعم الفساد في بقعة ما فلا بد أن ينتشر في كافة الأرجاء وإلا كيف يسيطر المحتل على أراضينا والغاصب على مقدرلتنا ،،في مقالتي هذه الصباحية الحزينة التي غاب فيها وجه الزمان عن فضاءاتي الحزينة العاتية مثل رياح موسمية تجعل الأشجار تنحني كي لا تكسر والأبواب توصد كي لا تكسر والنوافذ تسدل بستائرها كي لا تمزق ،،هكذا أنا حزينة لأن التباعد بين أهلي في غزة تحت الحصار زاد بمسافات روحية كما هي تلك المسافات المكانية ،غاب وجه الزمان عني وعن مقالاتي القريبة إلى أحبتي الحميمية من وجداني الباكية مثل آهاتي الدائمة عما آراه كل يوم عبر وسائل الإعلام حول الأحوال الداخلية في قطاع غزة وفي القدس وفي فلسطين العتيدة القوية بأهلها البواسل الصامدين ،ما زال حنيني إليكم يزيد من حرقتي عليكم ،لم أغب بقلمي لكن شمس الشتاء حجبت كلماتي وحالت دون وصولي إليكم ،،مذ كنت طفلة في مدرسة المقدسيين ويافعة في مراكب الثائرين عبر بحور اللظى الدامية في حرب غزة الأخيرة ،بقيت قابعة تحت الأنفاق مع القابعين هناك أرقبهم يعلو شفتاي الصمت القاتل لكن عيني تدمع وقلبي حزين وما عدم تذكروني ولا تسألوا أين غاب الصباح الدائم على صفحات كلنا غزة الإلكترونية ،لست هاوية لشهرة أو أبحث عن مظلة أستظل تحتها لكني أبحث عن نفسي بين أهلي وصحبي وأحبتي ،نفسي التأئهة في معاقل الصابرين وقلبي الحزين في متاهات الزمن كي يسد رمق الحياة اليس القلب نابضاً بالحياة لأن أحبته يتفقدون غياب صاحبه أليس الحب قصة ولاء وإنتماء لقضية عادلة أليست الشهادة عنوان فداء وتضحية وإعلان رفض للظلم والحصار بلا عدالة ،،ها أنا معكم ستائر نوافذي المشرعة أمامكم حتى بريدي الإلكتروني يسألني أين غاب صدى صوت كلنا غزة ،،لماذا خبى مثل نور مصباح ماعاد الزيت فيه فتيل ليبقى نوراً للتائهين الباحثين عن طرقات مضيئة بسراج جنود وراء الشاشات قابعين كي يبقى صوت عالياً ويبقى صوت القضية أعلى فوق منابر الحاقدين آلا تعلمون أن التشويش الإعلامي أقوى من الجهاد في معاقل ثوار ألفوا المقلاع والسيف والسكين أدوات حرب دون قنابل حديثة تمزق أجداث القتلى كي يصمتوا دون حراك آلا تعلمون بأن القوافي اقوى من سجلات الأعداء وملفات خبراء ليسوا منا وإنما هم مجندين للكشف عما تخفي الأعين من حقد للطغاة ،،أعلم أن قلمي سيصنع قصة عابرة يقرأها البعض ويتناساه الآخرين كي لا تنهض الثورة من جديد في نفوس الكثيرين لكني معكم وأحبكم وإن غيبتموني عنكم فأنا حاضرة أبحث دوماً عما قد يفيد أحراراً ألفوا الصراع وعايشوا الصمود رغم الحصار أنا.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com