قصة قصيرة

ساعات من 21/12/2012

 

 مامند محمد قادر

 هرع الاعلام العالمي الى تسابق مخيف في تبديد طبقات الظباب والكشف اليوم الرهيب . خطط الاثرياء في جميع انحاء العالم للسفر الى المناطق التي قد ذُكرت بان تكون آمنة يوم الهلاك مثل قارة افريقيا وشبه جزيرة العرب وبعض مناطق العراق, وشرع البعض في انشاء ملاجيء حديثة قد لا تؤثر فيها كوارث طبيعية , كما وفكر البعض في ادخار بعض الأنواع من الحبوب وملابس سميكة ومعلبات من اللحم والفاصوليا والعدس والبزاليا المطبوخة تحمل تواريخ نفاذ المادة لما بعد الكابوس, اذ انها تفيد لما بعد الدمار , فالناجون منه قد يموتون من الجوع والامراض التي تفتك بهم .

قبل ظهيرة يوم 21/12/2012 في منطقة نائية جداً , خرجت امراة شابة من قرية ساحلية مغطاة بالثلوج ونائمة تحت السماء التي راقبتها عيون البشرية بحذر والارتجاف , امراة تركت اربعة صغار حول الموقد الخامد في كوخ عتيق لتصطاد لهم سمكة , كانت ترفع قدميها بثقل على حبيبات الثلوج المتيبسة لتظهر من بعيد كنقطة سوداء متسمرة في مكانها بملابسها القروية الداكنة حتى وصلت البحر الهاديء , ألقت بصنارتها مرة , مرتان وربما ثلاث مرات واصطادت سمكة . رجعت على ادراجها نحوكوخها بأنفها المخدر المحمر , ادارت عينيها في ارجاء الكوخ والصغار قد غطوا في نومهم العميق كما كانوا . قالت في سرها : انها كبيرة حقاً وهي تكفي دونما شك ليومين . ايقظت الصغار بصعوبة وقالت بصوت ناعم وقد ملئته الفرحة : انظروا ماذا جئتُ بها لكم ! ابتسمت وهي تنظر الى السمكة باعتزاز وفخر. كانت أمرأة سعيدة .. انها لم تسمع بموضوع كوكب النيبرو, ولم تعرف شيئاً عن تقويم المايا ومغناطيسية الأرض .    

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com